وأضاف سودان، من مقر إقامته في العاصمة البريطانية لندن، أن "العمل على وصْم الجماعة بالإرهاب، والدفع نحو إدراجها على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية، هو مطلب صهيوني في الأساس، ويتلاقى هذا المطلب مع تحركات سعودية وإماراتية، نظرا لما تمثله الجماعة كونها شوكة في ظهر كافة الأنظمة الاستبدادية بالمنطقة".
وتابع أن "الإقدام على خطوة حظر الإدارة الأميركية للجماعة يمثل خطورة على العالم والغرب بشكل عام، نظرا لكونها رمانة الميزان في العالم الإسلامي، وهو الوصف الذي أكدت عليه تقارير أمنية أميركية منذ عامين، حينما كان هناك مشروع في الكونغرس لإدراج الجماعة على قوائم الإرهاب".
وشدد سودان على أن "خطوة إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب، حال حدوثها، ستدفع آلاف الشباب لأن ينخلعوا من الإخوان والتوجه إلى الجماعات المتطرفة العنيفة، وهو ما سيكون بمثابة كارثة، لأنه سيقوم ببعث رسائل لهؤلاء الشباب أنه لا مكان للجماعات الإسلامية التي تعمل بشكل سلمي، وأنه في النهاية الجميع متساوٍ، من حمل السلاح أو غيرهم".
وفي ما يخص التحركات من جانب الجماعة لمواجهة تلك التحركات الرامية لحظرها، قال سودان "ظننا أنه سيكون هناك عقلاء من الغرب ومن داخل الأجهزة الأميركية سيخرجون للدفاع عن الإخوان، كذلك أتوقع أن يصاحب تلك التوجهات تحركات من جانب الساسة الإسلاميين والمسؤولين الرسميين، في بعض الدول العربية والإسلامية لمواجهة تلك الخطوة".
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، قد كشفت أن الإدارة الأميركية تعمل على تصنيف الإخوان المسلمين جماعة "إرهابية".
وقالت ساندرز: "لقد تشاور الرئيس مع فريق الأمن القومي، وقادة في المنطقة يشاركونه قلقه، وهذا التصنيف يسير في الطريق عبْر عملية داخلية".
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، إن الإدارة الأميركية، برئاسة دونالد ترامب، تدفع باتجاه إصدار قرار يقضي بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين على قائمة التنظيمات الإرهابية، استجابة لطلب تقدم به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقاء جمعه بترامب في البيت الأبيض أخيراً.
واعتبرت الصحيفة أن الخطوة، إن مضت فيها الإدارة الأميركية، ستفضي إلى إنزال ثقل العقوبات الأميركية على حركة للإسلام السياسي ذات نفوذ كبير وتاريخ عريق، ولديها الملايين من الأتباع في الشرق الأوسط.
وأوضحت "نيويورك تايمز" أن البيت الأبيض أصدر تعليمات للمسؤولين بالأمن القومي والدبلوماسيين لإيجاد طريقة ما لفرض العقوبات على الجماعة بعد الزيارة التي أجراها السيسي للبيت الأبيض في 9 إبريل/ نيسان الحالي، مشيرة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تمثل بالنسبة للأخير واحدة من أبرز معارضيه السياسيين.