أكد رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، أن المملكة "مستعدة لجميع السيناريوهات المتاحة لوضع حد لتوغلات عناصر جبهة البوليساريو في المنطقة العازلة بالصحراء"، مبرزا أن "تلك الاستفزازات تشير إلى مأزق الانفصاليين ومن يدعمهم"، في إشارة واضحة إلى الجزائر.
وشدد العثماني، في جوابه اليوم الإثنين، على أسئلة النواب حول مستجدات قضية الصحراء خلال الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة بمجلس النواب، على أن "الصحراء قضية سيادة وطنية يدافع عنها المغاربة بجميع فئاتهم"، موردا أن "المملكة لا يمكنها التنازل عن الصحراء بأي حال من الأحوال".
واستدل رئيس الحكومة المغربية بعبارات وردت في خطاب سابق للملك محمد السادس، حين قال إن "المغرب يوجد في صحرائه، والصحراء توجد في مغربها"، مردفا أن "المغرب بجميع أطيافه وقواه السياسية والمدنية معبؤون للدفاع عن حوزة الصحراء ضد خصوم الوحدة الترابية".
وزاد المتحدث أن "القضية الوطنية شهدت تطورات مهمة عززت مكتسبات المملكة، بمساهمة من الدبلوماسية الرسمية وكل القوى الوطنية الحية"، معتبرا أن من أولويات الحكومة "التصدي المستمر واليقظ لما يقوم به خصوم الوحدة الترابية من مناورات واستفزازات للمس بالوضع القانوني والتاريخي شرق جدار المنظومة الأمنية والوضع القائم في المنطقة العازلة".
ولفت العثماني إلى أن التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، حول الصحراء، كان إيجابيا لصالح الرباط، على اعتبار أنه تحدث عن "المستجدات الطارئة والخطيرة على أرض الواقع المتعلقة بالاستفزازات والانتهاكات السافرة لجبهة البوليساريو".
وتوقف رئيس الحكومة المغربية عند ما سماه "مناورات واستفزازات جبهة البوليساريو في المنطقة الواقعة شرق الجدار الأمني، وفي المنطقة العازلة بالكركرات"، مبرزا أن هذه التوغلات رفضتها العديد من القوى الدولية والهيئات الأممية، كما أنها مؤشر على "خطورة مخطط تغيير الحقائق على الأرض الذي تسعى البوليساريو من خلفها إلى تحقيقه".
وجوابا على سؤال نواب برلمانيين بشأن الخطوات التي يتعين على المغرب القيام بها لصد هذه الاستفزازات، تحدث العثماني عن "ضرورة تقوية الجبهة الداخلية كأول خطوة هامة لرص الصفوف، والتعبئة الداخلية لمواجهة خصوم الوحدة الترابية للمملكة، وهو ما يمنح لقضية الصحراء زخما شعبيا مجمعا عليه من طرف المغاربة".
واسترسل رئيس الحكومة المغربية بقوله إن الأمر الثاني هو ضرورة التثبت من الأخبار التي تنشر في هذا السياق حتى لا نقع في "هزيمة نفسية"، محذرا من خطورة "الركون إلى الهزيمة النفسية" في الصراع حول مغربية الصحراء، قبل أن يضيف عاملا ثالثا يتمثل في ضرورة "تقوية الدبلوماسية الرسمية والموازية لفضح مخططات البوليساريو ومن يقف وراءها".