غادر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون جدة مساء أمس، من دون أن يعقد مؤتمرا صحافيا، أو يدلي حتى بتصريح في ختام زيارة عقد خلالها سلسلة من الاجتماعات مع العاهل السعودي الملك سلمان وولي عهده نجله محمد، ووزراء خارجية دول الحصار، السعودية والإمارات ومصر والبحرين، بالإضافة إلى وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح.
لا يأتي من فراغ عدم تحدث الوزير إلى الصحافة من جدة، وأغلب الظن أن القرار لم يكن من اختياره، فقد كان منفتحا على الإعلام خلال زيارته للدوحة، يوم الثلاثاء الماضي، وعقد مؤتمرا صحافيا مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تركز حول الوثيقة القطرية الأميركية لمكافحة تمويل الإرهاب. وللوهلة الأولى، يمكن أن يذهب التقدير إلى حساسية اجتماعات جدة، وعدم رغبة الأطراف بنقلها إلى الإعلام طالما أنها لم تسفر عن نتائج نهائية.
خارج احتمال التكتم على مجريات الوساطة، يمكن للمراقب أن يلاحظ أن أجواء زيارة تيلرسون إلى جدة لم تكن تبعث على الراحة، ولا شك أن الوزير تيلرسون المعروف بالجَلَد قد واجه صعوبات من نوع خاص، لا تتعلق بالدبلوماسية بقدر ما هي نابعة من تكتيك التفاوض الذي بات معتمدا من طرف المحور الرباعي، والقائم على التعجيز والمناكفات وتصميم مسبق على تعطيل أي مسعى سواء كان عربيا أو دوليا. وفي هذا السياق، جاء بيان دول الحصار بعد ختام زيارة تيلرسون للدوحة ليضع العراقيل في طريقها من خلال رفض مذكرة التفاهم التي وقعها تيلرسون مع نظيره القطري.
رفض مذكرة التفاهم قبل وصول تيلرسون إلى جدة يفسر سبب عدم عقد مؤتمر صحافي أو صدور بيان في ختام الزيارة، وحسب قراءة إعلام الحصار أمس، فإن بيان دول الحصار استبق زيارة تيلرسون لينقل رسالة بأن الدول الأربع متمسكة بمواقفها، وظهر عدة خبراء على الشاشات ليقولوا صراحة إن دول الحصار لن تتزحزح عن موقفها، وجزموا بفشل الزيارة وأن الأزمة ستطول. ولم يفتهم أن يوجهوا نقدا لاذعا للوزير الأميركي، واتهامه بأنه متعاطف مع الموقف القطري، وأن مذكرة التفاهم هي من قبيل البداية التي أراد منها أن يقول لدول الحصار إن قطر جاهزة لمواجهة الإرهاب، وهذه هي الأرضية للحل.
وأجمع هؤلاء المحللين على أن السعودية والإمارات رفضتا المذكرة وأي بناء عليها، وهما متمسكتان بالشروط الـ13، وجاءت الصحف السعودية الصادرة صباح اليوم، لتحمل الإشارات ذاتها وتكرر المواقف نفسها.
لم ينتظر أحد من زيارة تيلرسون أن تنهي الأزمة كليا بعد أن أشعلت أبوظبي والرياض تحتها نار العداوة، ولكن كان هناك تعويل على أنها يمكن أن تبرد الرؤوس الحامية، وتساعد في تخفيض صدى الجعجعة العالية التي تصم الآذان في المنطقة، وخصوصا أن أوساط الوزير الأميركي تحدثت عن خارطة طريق لتفكيك الأزمة، تبدأ بتحديد أرضية تسمح للوساطة الكويتية أن تبني عليها.
ما حدث في جدة يوم أمس، مظهر جديد من مظاهر إفلاس وارتباك دول الحصار التي خلقت أزمة هدفها الضغط على قطر من أجل التنازل عن سيادتها والتحول إلى بحرين 2، وكلما سنحت فرصة لمحور الحصار كي يتراجع، قام برفسها، وواصل سياسة الهروب إلى الأمام. وهذا سلوك تخريبي لا يخدم التهدئة المنشودة في المنطقة، بل يمكن أن يقود إلى مستويات غير محسوبة من التصعيد، وجر المنطقة إلى محاور إقليمية.
صار واضحا لدى الأطراف الدولية، بعد زيارات وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، أن أبوظبي والرياض لا تريدان الوساطة، في الوقت الذي أبدت فيه الدوحة انفتاحا كاملا على جميع المبادرات الرامية إلى حل الأزمة بالحوار.
لا يأتي من فراغ عدم تحدث الوزير إلى الصحافة من جدة، وأغلب الظن أن القرار لم يكن من اختياره، فقد كان منفتحا على الإعلام خلال زيارته للدوحة، يوم الثلاثاء الماضي، وعقد مؤتمرا صحافيا مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تركز حول الوثيقة القطرية الأميركية لمكافحة تمويل الإرهاب. وللوهلة الأولى، يمكن أن يذهب التقدير إلى حساسية اجتماعات جدة، وعدم رغبة الأطراف بنقلها إلى الإعلام طالما أنها لم تسفر عن نتائج نهائية.
خارج احتمال التكتم على مجريات الوساطة، يمكن للمراقب أن يلاحظ أن أجواء زيارة تيلرسون إلى جدة لم تكن تبعث على الراحة، ولا شك أن الوزير تيلرسون المعروف بالجَلَد قد واجه صعوبات من نوع خاص، لا تتعلق بالدبلوماسية بقدر ما هي نابعة من تكتيك التفاوض الذي بات معتمدا من طرف المحور الرباعي، والقائم على التعجيز والمناكفات وتصميم مسبق على تعطيل أي مسعى سواء كان عربيا أو دوليا. وفي هذا السياق، جاء بيان دول الحصار بعد ختام زيارة تيلرسون للدوحة ليضع العراقيل في طريقها من خلال رفض مذكرة التفاهم التي وقعها تيلرسون مع نظيره القطري.
رفض مذكرة التفاهم قبل وصول تيلرسون إلى جدة يفسر سبب عدم عقد مؤتمر صحافي أو صدور بيان في ختام الزيارة، وحسب قراءة إعلام الحصار أمس، فإن بيان دول الحصار استبق زيارة تيلرسون لينقل رسالة بأن الدول الأربع متمسكة بمواقفها، وظهر عدة خبراء على الشاشات ليقولوا صراحة إن دول الحصار لن تتزحزح عن موقفها، وجزموا بفشل الزيارة وأن الأزمة ستطول. ولم يفتهم أن يوجهوا نقدا لاذعا للوزير الأميركي، واتهامه بأنه متعاطف مع الموقف القطري، وأن مذكرة التفاهم هي من قبيل البداية التي أراد منها أن يقول لدول الحصار إن قطر جاهزة لمواجهة الإرهاب، وهذه هي الأرضية للحل.
وأجمع هؤلاء المحللين على أن السعودية والإمارات رفضتا المذكرة وأي بناء عليها، وهما متمسكتان بالشروط الـ13، وجاءت الصحف السعودية الصادرة صباح اليوم، لتحمل الإشارات ذاتها وتكرر المواقف نفسها.
لم ينتظر أحد من زيارة تيلرسون أن تنهي الأزمة كليا بعد أن أشعلت أبوظبي والرياض تحتها نار العداوة، ولكن كان هناك تعويل على أنها يمكن أن تبرد الرؤوس الحامية، وتساعد في تخفيض صدى الجعجعة العالية التي تصم الآذان في المنطقة، وخصوصا أن أوساط الوزير الأميركي تحدثت عن خارطة طريق لتفكيك الأزمة، تبدأ بتحديد أرضية تسمح للوساطة الكويتية أن تبني عليها.
ما حدث في جدة يوم أمس، مظهر جديد من مظاهر إفلاس وارتباك دول الحصار التي خلقت أزمة هدفها الضغط على قطر من أجل التنازل عن سيادتها والتحول إلى بحرين 2، وكلما سنحت فرصة لمحور الحصار كي يتراجع، قام برفسها، وواصل سياسة الهروب إلى الأمام. وهذا سلوك تخريبي لا يخدم التهدئة المنشودة في المنطقة، بل يمكن أن يقود إلى مستويات غير محسوبة من التصعيد، وجر المنطقة إلى محاور إقليمية.
صار واضحا لدى الأطراف الدولية، بعد زيارات وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، أن أبوظبي والرياض لا تريدان الوساطة، في الوقت الذي أبدت فيه الدوحة انفتاحا كاملا على جميع المبادرات الرامية إلى حل الأزمة بالحوار.