انشغلت الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية بمتابعة تصاعد حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، وتزايد احتمالات وقوع مواجهة عسكرية هناك، مع ظهور مؤشرات جديدة على إمكانية قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية في كوريا الشمالية في حال أقدم نظام كيم يونغ أون على إجراء تجربة نووية سادسة نهاية هذا الأسبوع.
ويتوقع المراقبون في واشنطن وقوع تطورات كبيرة في الأزمة مع كوريا الشمالية خلال اليومين المقبلين، بالتزامن مع الاحتفالات بالذكرى الخامسة بعد المائة لولادة مؤسس النظام، كيم إيل سونغ، و"عيد الشمس" يومي السبت والأحد، إذ أظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية أميركية أن منشأة بونغبي ري النووية في كوريا الشمالية أتمت استعداداتها لإجراء تجربة نووية جديدة.
وقد أكد هذه التوقعات إبلاغ السلطات في بيونغ يانغ الصحافيين الأجانب أن "حدثاً كبيراً" ستشهده كوريا الشمالية خلال إحياء "عيد الشمس".
وعلى الرغم من نفي متحدث عسكري باسم البنتاغون أن يكون الهدف من الضربة العسكرية الأميركية في أفغانستان هو إبلاغ رسائل معينة لأطراف أخرى غير تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وتأكيده أن استخدام قنبلة "جي بي يو 43"، المعروفة باسم "أم القنابل"، أملته فقط اعتبارات الميدان، ومعركة القضاء على "داعش"، فإن قراءات الخبراء تؤكد غير ذلك.
وقد أجمعت التأويلات على أن توقيت إلقاء القنبلة الأميركية الاستراتيجية في جبال أفغانستان، وحرص البنتاغون على نشر صور عملية إطلاقها، وسحابة الدخان الهائلة التي أحدثتها بعد الوصول إلى هدفها، رسالة موجهة لنظام كيم يونغ أون، تريد إبلاغه أن بإمكان القنابل الأميركية الوصول إلى منشآته النووية المحصنة في جبال كوريا الشمالية وتدميرها على غرار تدميرها أنفاق وكهوف "داعش" في جبال أفغانستان.
ولا يخفي الأميركيون مخاوفهم من تداعيات التصعيد العسكري مع كوريا الشمالية، وهم يأخذون بجدية تهديدات نظام بيونغ يانغ بإشعال حرب نووية، إلا أنهم أيضاً ينتظرون بترقب رد فعل إدارة ترامب على قرع طبول الحرب النووية، وكيفية الرد عسكرياً في حال أصرت كوريا الشمالية على تصعيد الموقف، وأجرت تجربتها النووية السادسة، كما يتساءلون: "هل نرى، في الأيام القليلة المقبلة، تحولات كبيرة في الموقف الصيني الذي يراهن عليه الرئيس الأميركي في إيجاد حل للمشكلة الكورية؟".