استقبل وزير الخارجية المصري، سامح شكري، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، اليوم الأحد، للتباحث بشأن القضية الفلسطينية ووضع مدينة القدس.
وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبو زيد، إلى تقييم عزام الأحمد بشأن "آخر التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والتعرف على نتائج الاتصالات والمشاورات التي قام بها الجانب الفلسطيني خلال الفترة الماضية، سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي، لمواجهة التحديات الناجمة عن التغيير في الموقف الأميركي تجاه قضية القدس، وتأثيره على دور الولايات المتحدة كراع لعملية السلام، وعلى مستقبل التسوية العادلة لقضايا الوضع النهائي".
وأوضح أبو زيد أن الأحمد أكد "محورية قضية القدس للجانب الفلسطيني، باعتبارها لا تقبل المساومة"، مشيراً إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصدد إلقاء كلمة أمام مجلس الأمن في 20 فبراير/ شباط الجاري في نيويورك للدفاع عن الوضعية التاريخية والقانونية لمدينة القدس، وشرح الرؤية الفلسطينية تجاه مختلف جوانب القضية الفلسطينية ومستقبل عملية السلام.
ولفت إلى أن شكري استعرض خلال لقائه الأحمد الاتصالات التي قام بها مع نظرائه من وزراء خارجية عدد من الدول الأوروبية والعربية خلال الفترة الأخيرة، وخلال الاجتماع الاستثنائي الوزاري للجنة تنسيق المساعدات الفلسطينية "AHLC" الذي عُقد مؤخراً ببروكسل.
وشهد اللقاء نقاشاً مستفيضاً بين الجانبين حول مستقبل التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية، في ظل الظروف والتحديات الراهنة، و"برز توافق في الرؤى بشأن ضرورة بذل كل الجهود لإعادة تصحيح المسار تجاه استئناف المفاوضات وحل الدولتين".
واستطرد المتحدث باسم الخارجية قائلاً إن عزام الأحمد استعرض أيضاً خلال اللقاء آخر التطورات والموقف الراهن بشأن تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية، والاتصالات والجهود المبذولة على الساحة الفلسطينية من أجل تذليل العقبات في سبيل إنهاء الانقسام، مشيداً في هذا الصدد بـ"الجهود المصرية إزاء الدفع بعملية المصالحة الوطنية الفلسطينية، على ضوء اتفاق إنهاء الانقسام الذي تم توقيعه في القاهرة في أكتوبر الماضي".
وأكد الوزير المصري أهمية المُضي قدماً في مسار المصالحة، باعتبارها خطوة مهمة لتحقيق وحدة الصف الفلسطيني، مشدداً على ضرورة تمكين حكومة الوفاق الوطني من إدارة قطاع غزة بكفاءة لمصلحة المواطن الفلسطيني. وشدد سامح شكري، في السياق ذاته، على "الأهمية التي توليها مصر للتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الفلسطينيون في قطاع غزة".
وتأتي زيارة الأحمد ووفد من حركة "فتح" إلى القاهرة في وقت يتواجد فيه وفد من حركة "حماس"، برئاسة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، للتباحث بشأن عدد من القضايا، من بينها المصالحة الداخلية، وقضية القدس، والحديث بشأن ما يثار عن "صفقة القرن".
وقالت مصادر دبلوماسية إنه من المقرر أن يلتقي الأحمد بوفد "حماس" في القاهرة، بحضور مسؤولي الملف الفلسطيني بجهاز المخابرات العامة، وبحضور رئيس الجهاز الجديد، اللواء عباس كامل.
بالتزامن مع ذلك، يزور القاهرة اليوم وزير الخارجية الأميركي، ريكس تليرسون، في جولة تضم 4 دول هي الأردن ومصر وتركيا ولبنان، إذ من المقرر أن يناقش مع الجانب المصري التحركات الأخيرة بشأن تسوية القضية الفلسطينية، بحسب مصادر تحدثت في وقت سابق لـ"العربي الجديد".