ودخلت جامعات بغداد وكربلاء والنجف والمستنصرية ودجلة والفراهيدي والتكنولوجية والبصرة والمثنى، وكليات مختلفة، عدا عن عشرات المدارس الثانوية في بغداد وجنوب البلاد، على خط التظاهرات، وهو ما منحها زخما كبيرا.
واستخدمت قوات الأمن العراقية العنف في تفريق المتظاهرين، وشهدت بغداد اعتداءات على طالبات جامعيات وإعدادية، وعمليات تفريق لطلاب بالضرب، بينما توعدت وزارتا التربية والتعليم بمحاسبة مدراء المدارس ومسؤولي الجامعات في حال شجعوا على الإضراب والتظاهر داخل المؤسسات التعليمية.
في غضون ذلك، أكد مسؤول طبي عراقي ارتفاع عدد ضحايا التظاهرات في عموم مدن العراق إلى 75 متظاهرا، بعد وفاة فتى متأثرا بجروحه في ذي قار جنوبي العراق، مبينا أن الإصابات التي أدخلت إلى المستشفيات تخطت أربعة آلاف، غادر أغلبها المستشفيات بعد تلقي العلاج، وهناك نحو 300 حالتهم غير مستقرة في بغداد والبصرة وميسان والديوانية جنوبي البلاد.
وشهدت محافظات جنوب العراق، البصرة، ميسان، المثنى، النجف، ذي قار، كربلاء، الديوانية، تظاهرات في مناطق مختلفة، عدا عن تنظيم إضراب في عدد من الجامعات والمدارس والمعاهد لم يكن بشكل كامل، إضافة إلى دوائر أخرى، احتجاجا على قتل المتظاهرين من قبل السلطات العراقية.
إلى ذلك، أعلنت نقابة المعلمين العراقيين المركز العام في بغداد، الإضراب العام للملاكات التربوية والتعليمية لأربعة أيام ابتداء من اليوم الاثنين الموافق وإلى غاية الخميس المقبل.
وأكدت النقابة، في بيان لها، أنه "سيكون لنقابة المعلمين العراقيين المركز العام قرار قد يصل إلى الإضراب العام المفتوح، في حال عدم امتثال الحكومة لمطالب الجماهير".
كما أعلن اتحاد نقابات العمال دعوة كوادره إلى الإضراب العام والالتحاق بالتظاهرات.
وأغلب قيادات الاتحاد من الحزب الشيوعي، ما يؤشر إلى دخول الحزب على خط التظاهرات فعليا.
ودخلت الاحتجاجات العراقية، التي تجدّدت الجمعة الماضي، يومها الرابع في العاصمة بغداد ومحافظات جنوبية، ولا تزال أعداد المتظاهرين في تزايد مستمرّ، على الرغم من الإجراءات القمعية التي تمارسها السلطات العراقية.
وقضى متظاهرو ساحة التحرير، وسط بغداد، ليلتهم حتى الصباح وهم يهتفون بشعارات وطنية ونبذ الطائفية في العراق، ويطالبون بإسقاط الحكومة برئاسة عادل عبد المهدي، وحلّ البرلمان.
وقال المحلل السياسي العراقي محمد التميمي لـ"العربي الجديد"، إن "مشاركة الطلبة، وكذلك الإضراب العام والعصيان المدني، سيكون لهما تأثير كبير بالضغط على الحكومة، من أجل تنفيذ مطالب المتظاهرين في عموم المحافظات العراقية"، مبيناً أن "مشاركة شريحة الطلبة مهمة جداً، لإنجاح أي احتجاجات شعبية سلمية، ونتوقع أن الإضراب العام والعصيان المدني سوف يشملان المحافظات الغربية أيضاً، كما سيشملان دوائر حكومية ووزارات مهمة، وهذا وفق طرق الاحتجاج السلمي".
وأضاف أنه "من الغريب أن بعض طلاب الجامعات والمدارس تعرضوا، اليوم، إلى قمع أيضا من قبل قوات الأمن، وحاولت هذه القوات منع تظاهرهم، لكن رغم ذلك فإن الطلبة أصروا على ذلك، وبسب هذا القمع الذي حصل اليوم، فعصيان وإضراب الطلبة يوم غد سيكونان كبيرين جداً".
إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إن "قضية الإضراب والعصيان المدني يقف خلفها التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، فهو استخدم نفوذه وأنصاره المتواجدين في الجامعات والمدارس، وبعض الدوائر، من أجل ذلك".
وبينت المصادر أن "التيار الصدري يسعى إلى جعل الضغط الشعبي كبيرا جداً على الحكومة من أجل استقالتها، ومن الممكن أن يدعو أنصاره بشكل مباشر إلى النزول إلى ساحات الاحتجاج، خصوصاً أن هذه الدعوة قد تمهد لمتظاهري ساحة التحرير من دخول المنطقة الخضراء، التي يسعون إلى دخولها منذ أربعة أيام متواصلة".