النظام يجدد قصف جنوب دمشق... ويحاصر "داعش" من الجهات الأربع

27 ابريل 2018
استؤنف القصف ليل أمس رغم عاصفة الغبار (رامي السيد/Getty)
+ الخط -

عاودت قوات النظام السوري، اليوم الجمعة، قصفها العنيف لمخيم اليرموك ومناطق الحجر الأسود والقدم والتضامن جنوب العاصمة السورية، في وقت سيطرت فيه قوات النظام على نقاط عدة في أطراف بلدة يلدا جنوبي دمشق، بعد انسحاب فصائل المعارضة منها، وذلك مقابل فتح معبر حاجز ببيلا – سيدي، أمام حركة المدنيين والسيارات التجارية بعد أسبوع على إغلاقه.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن طائرات النظام والطائرات الروسية عاودت قصف مناطق جنوب دمشق بقوة، واستهدفت غاراتها منطقة شارع الـ15 في مخيم اليرموك وحي الزين، الفاصل بين الحجر الأسود وبلدة ببيلا، وشارع الثلاثين، بالتزامن مع قصف صاروخي وهاون ثقيل استهدف هذه المناطق.

كما ترافق القصف مع محاولات تقدم بالدبابات والمدرعات في حارة الجورة في حي القدم، وسط مقاومة عنيفة من جانب "داعش".

وكانت الاشتباكات قد استؤنفت، منذ ليل أمس، بالرغم من الأحوال الجوية السيئة التي أغرقت العديد من أحياء دمشق بالسيول. وقالت مصادر موالية للنظام إن الاشتباكات تركزت على محاور دعبول وحي الأمين في التضامن، فيما استهدفت رشقات من الصواريخ وقذائف المدفعية مخيم اليرموك وشارع فلسطين وأطراف حي التضامن.

وتتزامن العمليات العسكرية، مع اتصالات جارية بين ممثلي مناطق يلدا وببيلا وبيت سحم المجاورة لمخيم اليرموك، والتي تنتشر فيها فصائل المعارضة من جهة، وممثلي روسيا والنظام من جهة أخرى، بشأن طلب النظام تسليم جميع خطوط الجبهة بين مناطق سيطرة الفصائل ومناطق سيطرة تنظيم "داعش"، للتمركز فيها من قبل النظام والقوى الموالية له، قبل الهجوم الكبير الذي تتحضّر له على "داعش" في المنطقة، وسط تعزيزات كبيرة استقدمتها إلى جبهات جنوب دمشق من القلمون والغوطة الشرقية ومناطق أخرى، بقيادة العميد في قوات النظام سهيل الحسن، الملقب بـ"النمر".

وفي هذا الإطار، سيطرت قوات النظام السوري، اليوم الجمعة، على نقاط عدة في أطراف بلدة يلدا جنوبي دمشق، بعد انسحاب فصائل المعارضة منها، وذلك مقابل فتح معبر حاجز ببيلا – سيدي، أمام حركة المدنيين والسيارات التجارية، بعد أسبوع على إغلاقه.

وقال الناشط الإعلامي أيهم العمر، الموجود في المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إنه بعد حملة قصف وتهديد لفصائل المعارضة في المنطقة، انسحبت الأخيرة من بعض النقاط على محور حي الزين، في المنطقة الفاصلة بين مدينتي يلدا وحي الحجر الأسود، ضمن نقاط التماس مع تنظيم "داعش"، لتتقدم قوات النظام والمليشيات المرافقة لها، وتحتل هذه النقاط بعد انسحاب مقاتلي المعارضة لمسافة حوالي 500 متر.

وأوضح أن قوات النظام سعت للسيطرة على خطوط التماس بين فصائل المعارضة و"داعش"، في محاولة، كما يبدو، لقطع أي إمداد للتنظيم عبر البلدات الثلاث، في حال تم فتح حاجز ببيلا – سيدي مقداد، الفاصل بين دمشق ومناطق سيطرة المعارضة، أمام حركة السيارات التجارية وعبور المدنيين.

وأشار العمر إلى أن وفد الفصائل عرض توقيع اتفاق شامل تخرج الفصائل بموجبه من تلك المناطق وتدخل محلها الشرطة الروسية، لكن لم يتم التوصل، حتى الآن، إلى أي اتفاق نهائي.

وكانت مصادر أكدت لـ"العربي الجديد" أن الاجتماع الذي جرى أمس بين اللجنة الثلاثية الممثلة لبلدات بيت سحم ويلدا وببيلا، شهد تهديداً من قبل قوات النظام بقصف هذه البلدات في حال لم يتم تسليم خطوط التماس مع التنظيم، وذلك عقب إخفاق قوات النظام في تحقيق تقدم يذكر، خلال أكثر من أسبوع، منذ بدء الحملة العسكرية على المنطقة.

المساهمون