استفتاء انفصال كردستان ينذر بخلافات كردية - كردية

11 يونيو 2017
الاستفتاء عمّق الخلافات الحزبية في الإقليم (الأناضول)
+ الخط -

كشف تحديد حكومة إقليم كردستان موعدًا لإجراء الاستفتاء على انفصال الإقليم عن العراق، عمق الصراع والخلاف بين الأحزاب الكردية، والتي لم تتفق فيما بينها عليه، حتى تحدّث بعضها عن محاولات لتحقيق منافع شخصية وحزبية عن طريق فكرة الاستفتاء، الأمر الذي عده مراقبون تأكيدًا لعدم نجاح المشروع.

وقالت النائبة عن كتلة "الاتحاد الوطني الكردستاني"، آلا طالباني، في بيان صحافي، نشرته على صفحتها، إنّ "رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، وحزبه يمارسان سياسة التمويه والاستغفال أمام الشعب الكردي في مسألة الاستفتاء"، مؤكدة أنّ "البارزاني يقود حملة الاستفتاء، ويظهر أنّه غير معني بالدستور العراقي والحكومة المركزية والبرلمان العراقي، لأنّه فقد القناعة بالفيدرالية وبالعمل المشترك مع العراق".

وأكدت أنّ "البارزاني وحزبه لا يستطيعان التخلي عن سياسة التمويه والاستغفال أمام الشعب الكردي".

ومازالت الكثير من العقبات تواجه إجراء الاستفتاء، وأغلب تلك العقبات هي في داخل الإقليم وبين أحزابه ومكوناته، الأمر الذي قد يقلل من فرص إجراء هذا الاستفتاء قبل تجاوزها.


وأكدت "حركة التغيير" الكردستانية، "عدم استغلال مشروع الاستفتاء في إقليم كردستان لمصلحة حزب أو عائلة أو شخص معيّن".

وقال المتحدّث باسم الحركة، شورش حاجي، خلال اجتماع للحركة، إنّه "يجب إنهاء حالة احتكار السلطة في إقليم كردستان، وأهمية احترام القانون، وعدم استغلال الاستفتاء ذريعة لتأجيل انتخابات مجالس محافظات الإقليم وبرلمان كردستان"، مؤكدًا أنّ "مشروع الحزب الديمقراطي الكردستاني، والأحزاب التي تسايره، هو مشروع حزبي، ويجب ألا يكون ذريعة للتنصل من الفساد الحاصل في واردات النفط والعقود النفطية المريبة"، مشددًا على "أهمية إجراء إصلاحات جذرية في القطاع المالي في كردستان".

في المقابل، أكد النائب عن حزب "التحالف الكردستاني"، محمد عثمان، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاجتماعات ما زالت مستمرة بين الأحزاب الكردستانية للتوصل إلى اتفاق تام بشأن إجراء الاستفتاء وتفاصيله"، مشدّدًا على ضرورة أن "يكون هناك توافق تامّ بين الأحزاب الكردية بشأن الاستفتاء".

وقلل مراقبون من فرص إجراء الاستفتاء في موعده المحدد، مؤكدين أنّ الصراع الكردي - الكردي لا يسمح بذلك، وأن الدعوة إلى الاستفتاء ستزيد من حدة تلك الخلافات.

وقال الخبير السياسي فالح المسعودي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "إجراء الاستفتاء في موعده المحدد يتطلب توافقًا كرديًّا قبل أي خطوة تخطوها حكومة الإقليم، وهو أمر يصعب تحقيقه".

وأضاف أنّ "الخلاف بين الأحزاب الكردية عميق جدًّا، وأن الأحزاب المعارضة للبارزاني لن توافق على إجراء هذا الاستفتاء في موعده، وأنّها تؤكد على أهمية إجراء الانتخابات وعودة البرلمان الكردستاني، لأنّها تأمل في عدم فوز رئيس الإقليم مسعود البارزاني بها".

وأشار إلى أنّ "صراع السلطة في الإقليم على أشدّه، وسيقوض كل الجهود التي يبذلها البارزاني لإجراء الاستفتاء، والتي يسعى من خلالها إلى تحقيق إنجاز وطني يُحسب له في هذه المرحلة الحساسة في الإقليم".