تونس تحيي ذكرى تأسيس "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"

26 ديسمبر 2016
تعيش تونس أسبوعاً فلسطينياً بامتياز (العربي الجديد)
+ الخط -

تعيش تونس أسبوعا فلسطينيا بامتياز، فبعد امتزاج الدم بالدم بتشييع الشهيد التونسي المنتمي لكتائب القسام، محمد الزواري، وتظاهر الآلاف، أول من أمس، في صفاقس وجهات أخرى، يتواصل اتحاد الزمن الفلسطيني التونسي.

وأحيا، أمس الأحد، حزب "الوطنيون الديمقراطيون الموحد"، الذكرى التاسعة والأربعين لتأسيس "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، بحضور سفير دولة فلسطين في تونس وسفير فنزويلا وقيادات حزبي "الجبهة الشعبية" و"المسار والاتحاد العام التونسي للشغل"، لتكون ملاحم النضال والأسر وقوافل الشهداء حاضرة بقوة في المهرجان الخطابي الذي أكد على ترافق الخطين الوطني والعربي، في معركة التحرير والتحرر.

وفي إطار الاحتفالات التي نظمها "الوطنيون الديمقراطيون"، جددت قيادات الحزب تأكيدها أن معركة الحرية التونسية التي لا تزال جارية، لا تشير إلا إلى بوصلة واحدة، برغم اختلاف الفرقاء السياسيين على تفاصيلها، فإن أم القضايا تظل الركيزة الصلبة الأولى فيها.



وقال أمين عام حزب "الوطنيون الديمقراطيون الموحد"، زياد لخضر، في كلمته خلال الاحتفال، إن "الوطن يعتبر أن القضية المركزية الأولى والأهم للعرب هي قضية تحرير فلسطين من الاحتلال العنصري البغيض للكيان الصهيوني"، معتبرا أن إحياء ذكرى التأسيس من طرف الحزب يأتي في إطار "تصليب" عود العلاقات مع الجبهة، وتأكيدا على الحبل السري الجامع بين الخط "الوطني الديمقراطي" و"الجبهة الشعبية"، في سياق الانتصار لقضية الشعب الفلسطيني.

وأضاف لخضر أن "التونسيين ليسوا متضامنين مع القضية فقط، وإنما هم جزء أصيل من المعركة، وقد قدموا قوافل من المناضلين الذين التحقوا بجبهات القتال في فلسطين منذ 1948".

ووجه لخضر رسالة إلى الفصائل والفرقاء الفلسطينيين، قائلا إن "كل مسيرة لها أخطاؤها، وكل مسيرة لا تترسخ إلا على قاعدة النقد، والحركة الثورية يلزمها فكر ثوري قادر على فهم الواقع وتفكيكه، وإنتاج الموقف الذي تقتضيه اللحظة لدحر الأعداء، لذلك هي دعوة مباشرة لتوحيد الصف الفلسطيني على أساس القواسم المشتركة، وفي مقدمتها قاعدة دحر العدو الصهيوني".

من جانبه، عبّر ممثل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في تونس، ماهر الطاهر، عن قوة الرسالة التي يبعث بها الاحتفال إلى عموم الفلسطينيين، خصوصا المنضوين تحت لواء "الجبهة". وذكر الطاهر أن "الجبهة قدمت أربعة آلاف شهيد، وما يفوق الأربعين ألف أسير، غير أنها لم تعرف الشيخوخة أو التراجع، بل تشبّبت بفعل انضمام الشباب إليها، واصفا إياهم بـ''الشباب المناضل الذي يحمل السكين ليهاجم العدو الصهيوني في معقله، ويقودون الشعب الفلسطيني إلى النصر".

 وبدا الشهيد محمد الزواري حاضرا بدوره في الخطابات الملقاة بمناسبة الاحتفالية، إذ أشار الأمين العام المساعد لـ"الاتحاد العام التونسي للشغل"، سمير الشفي، في مداخلته أن "يد الموساد وصلت إلى العمق التونسي، لتغتال تونسيا مناضلا في صفوف المقاومة، وهو ما يتجلى منه أن العمق التونسي الفلسطيني واحد".  

وأشار الشفي إلى أن "الوطن العربي في مسعى يتوق إلى مقاومة كل أشكال الاضطهاد والاستغلال، ومحاولة بلقنة الوطن العربي أخذت أشواطا لا يستهان بها من خلال زرع الفتن المذهبية والاثنية والعشائرية والطائفية، في مسعى لترجمة أحلام الحركة الصهيونية والإمبريالية الأميركية".



وأوضح أن ذلك يأتي "بدافع الخوف من أن تترجم هتافات شباب ساحات الثورة في تونس وميدان التحرير في القاهرة وصنعاء وغيرها (الشعب يريد تحرير فلسطين، الشعب يريد تجريم التطبيع)، في مزاوجة خلاقة بين الالتزام الوطني والالتزام العربي الذي تعد بوصلته تحرير فلسطين من النهر إلى البحر".

وبيّن الأمين العام المساعد لـ "المنظمة الشغيلة" أن "الاتحاد هو القافلة التي نظمت وجيّشت قوافل المتطوعين إلى فلسطين، ولا تزال تقوم بذات الدور"، وأعلن الشفي أن الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي يستعد لعقد مؤتمره الوطني المقبل في يناير/كانون الثاني 2017 وبدعوة من أمينه العام، حسين العباسي، سيكرم الأسيرين أحمد سعدات ومروان البرغوثي، في رسالة واضحة لترابط النضال بين أبناء الشعب الواحد.

 

 

 

المساهمون