عريقات يستبعد تقديم إدارة ترامب خطة للسلام: ينفّذون خطتهم بتغيير المرجعيات

15 سبتمبر 2018
عريقات: الولايات المتحدة قبلت بمواقف إسرائيل (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -

استبعد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، اليوم السبت، أن تقدّم الولايات المتحدة في أي وقت قريب خطتها للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين "صفقة القرن"، مشيراً إلى أنّها تسعى بدلاً من ذلك بشكل أحادي، إلى تغيير المرجعيات لأي اقتراح مزمع.

وقال عريقات إنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تنحاز إلى إسرائيل في القضايا الرئيسية في الصراع المستمر منذ عقود، ما يقضي على أي فرصة للسلام في الشرق الأوسط.

وأضاف في مقابلة مع "رويترز"، في أريحا، "لا أعتقد أنّهم سيقدمون خطة في أي وقت. العالم كله يرفض أفكارهم. هم ينفّذون بالفعل خطتهم بتغيير المرجعيات".

وتصاعدت الشكوك في إمكان نجاح إدارة ترامب إنجاز ما يصفه الرئيس "بالاتفاق النهائي"، منذ ديسمبر/ كانون الأول، بعد قراره إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها.

والقدس واحدة من القضايا الكبرى في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وقد أثار قرار ترامب غضب الفلسطينيين الذين قاطعوا منذ ذلك الحين جهود واشنطن للسلام، التي يقودها صهره جاريد كوشنر.

كما أوقفت الولايات المتحدة، مساعداتها للفلسطينيين، ولوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وأمرت بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ما زاد من غضب القادة الفلسطينيين.

ورحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، بالإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة، في الآونة الأخيرة.

وقال عريقات إنّه "من الواضح أنّ الولايات المتحدة قبلت بمواقف إسرائيل، في ما يتعلّق بباقي القضايا الرئيسية الكبرى في الصراع، وليس القدس فحسب، بما في ذلك مصير ملايين اللاجئين الفلسطينيين منذ حرب عام 1948، وبناء المستوطنات الإسرائيلية على أراض يعتبرها الفلسطينيون جزءاً من دولتهم المستقلة في المستقبل".

لكن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، قال لـ"رويترز"، إنّ "واشنطن تستعد لانتقادات إسرائيلية لخطة السلام في الشرق الأوسط"، مضيفاً أنّ "كلاً من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني سيجد ما يروقه وما لا يعجبه في الخطة". ولم يذكر غرينبلات مزيداً من التفاصيل.

وأضاف غرينبلات، أنّ المفاوضين الأميركيين دخلوا "مرحلة ما قبل طرح" الخطة، رغم مقاطعة القادة الفلسطينيين لها. لكنّه امتنع عن تحديد إطار زمني.



وقال عريقات: "يخبروننا بأنّ السلام قائم على الحقيقة. الحقيقة لدى كوشنر والحقيقة لدى نتنياهو هي أنّ القدس عاصمة إسرائيل، ولا حق لعودة اللاجئين، والمستوطنات قانونية، ولا دولة فلسطينية على (حدود) عام 1967، وأنّه ينبغي فصل غزة عن الضفة الغربية. وهذا غير مقبول بتاتاً".

وختم عريقات بالقول إنّ "الأمر الوحيد الذي فعلته هذه الإدارة، منذ أن جاءت إلى السلطة، هو إبعاد الإسرائيليين والفلسطينيين عن مسار السلام ومسار حل الدولتين".

(رويترز, العربي الجديد)