لبنان: الجيش يحيي عيده بالتحضير لمعركة ضد "داعش"

01 اغسطس 2017
العيد الـ72 للجيش اللبناني (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -

دوّت أصوات القذائف المدفعية في جرد بلدة رأس بعلبك عند الحدود الشرقية الشمالية للبنان مع سورية، في صبيحة اليوم الثلاثاء، الذي يصادف العيد الـ72 للجيش، الذي عاد لتنظيم الاحتفال الرسمي بالمناسبة بعد انقطاع عامين خلال فترة الشغور الرئاسي في البلاد. 

واستهدفت القذائف مواقع تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي يسيطر على حوالى 250 كلم من جرود بلدات الفاكهة ورأس بعلبك والقاع اللبنانية، وذلك بعد غارة جوية نفذها الجيش، أمس الإثنين، مُستخدماً طائرات تدريب أميركية الصنع تم تعديلها لحمل منصات صواريخ جو- أرض. 

ويبقى مصير 9 عسكريين خطفهم عناصر "داعش" أثناء اجتياحهم البلدة، عام 2014، مجهولاً، ومن غير الواضح إذا ما كان قرار قتال الجيش للتنظيم في جرود الفاكهة ورأس بعلبك والقاع مبنياً على أساس كشف مصير العسكريين، أو حتى تحريرهم في حال كانوا أحياء. 

وقد شكّلت المواجهة مع تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرةعنواناً لتلقي الجيش مساعدات عسكرية عينية وتدريبية من دول غربية عديدة، على رأسها بريطانيا والولايات المُتحدة الأميركية، اللتين دعمتا إنشاء فوجين لحماية الحدود البرية للبنان، وزودتا مُختلف الوحدات العسكرية بما يلزم لمنع تسلل عناصر التنظيمين إلى الأراضي اللبنانية، من أبراج المراقبة والطائرات المُعدلة لرمي الصواريخ، والمروحيات الخفيفة وطائرات الاستطلاع المُسيرة، ومدفعية الميدان، والقناصات والأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة. 

 

وباستثناء الخرق الفاضح الذي مثله اجتياح التنظيمين لبلدة عرسال وسيطرتهم عليها لساعات عام 2014، بقيت مواقع الجيش في جرود البلدات الحدودية قادرة على صد محاولات التسلل، وحافظ الجيش على مواقعه، مع انتشار عناصر "حزب الله" في مواقع متقدمة عنه داخل الأراضي السورية.

وشكلت معركة جرد بلدة عرسال الأخيرة نموذجاً لشكل العلاقة بين الحزب المُنخرط في الحرب السورية وبين الجيش اللبناني، إذ اكتفى عناصر الجيش بالتزام مواقعهم التي تفصل قلب البلدة عن جردها رغم تكليف رسمي عبّر عنه رئيس الحكومة سعد الحريري، وطلب فيه من الجيش "إجراء عملية عسكرية نظيفة في جرد عرسال"، بينما تولى عناصر "حزب الله" القتال ضد عناصر "فتح الشام" بشكل كامل. 

واليوم يترقب أهالي الفاكهة ورأس بعلبك والقاع انطلاق العمليات العسكرية المرتقبة للجيش ضد مواقع "داعش" في جرود بلداتهم. وفي السياق، تقول مصادر سياسية متقاطعة إن "القرار اتخذ بإدارة الجيش للمعركة كاملة من الجانب اللبناني"، لكن ذلك لا يعني أن الحزب لن يشارك مع قوات النظام السوري، في العمليات التي ستتم في مناطق سيطرة "داعش" ضمن الأراضي السورية، وذلك في تنسيق غير مُعلن بين الأجهزة الأمنية والعسكرية في البلدين تتجاوز الرفض المبدئي الذي يُعبّر عنه رئيس الحكومة للتواصل مع النظام السوري في أي من الملفات، ومنها ملفا الحدود وإعادة اللاجئين السوريين إلى سورية. 

ولم يكتف "حزب الله" بخوض معركة جرد عرسال وحيداً، بل طبع وزير الصناعة، حسين الحاج حسن، وهو أحد وزيرين يمثلان الحزب في حكومة الرئيس، سعد الحريري، ذكرى عيد الجيش بانتشار صوره بلباس عسكري فضفاض في جرود بلدة عرسال في المواقع المتقدمة للحزب التي تقع خلفها مواقع الجيش اللبناني. 

إلى ذلك، تتزامن ذكرى عيد الجيش الحالية، مع وجود مطالبات أممية ودولية ومحلية للتحقيق في ظروف مقتل 10 لاجئين سوريين أثناء توقيفهم في مراكز الجيش في محافظة البقاع قبل شهر. اعترف الجيش يومها بوفاة 4 لاجئين فقط، "بسبب تفاعل الأحوال المناخية السيئة مع وضعهم الصحي الدقيق"، وتم شن حملة تخوين واسعة ضد كل المطالبين بإجراء تحقيق شفاف في الحادثة، وذلك بعد أيام قليلة على اقتحام الجيش مخيمين للاجئين عند أطراف عرسال، ما أسفر عن مقتل طفلة سورية وتفجير 5 انتحاريين لأنفسهم، وجرح 7 عسكريين وتوقيف 400 لاجئ سوري.