وتجاوزت الأزمة الخليجية، مع نهاية شهر فبراير/شباط الجاري، ألف يوم، منذ اندلاعها في الخامس من يونيو/حزيران 2017.
ولا تزال السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر، تفرض حصاراً جوياً وبرياً على قطر، وتمنع تنقل مواطنيها، إثر حملة افتراءات، وتمنع السلطات السعودية مواطني قطر من أداء فريضتي الحج والعمرة.
وقال آل شافي: "أكمل الحصار الجائر ألف يوم، كانت دهراً من الإخفاق والفشل والتخبط والسقوط الأخلاقي لدول الحصار"، قبل أن يستدرك "لكنها بالنسبة لدولة قطر كانت ألف يوم من العزة والثبات والصمود والنجاح والشموخ".
وأوضح أنه بعد إعلان الحصار "تمكن الاقتصاد القطري من التعامل مع الأمر، ولا ننسى وقفة تركيا التاريخية إلى جانبنا؛ حين هبت على الفور، وأنشأت جسراً جوياً معنا خلال الساعات الأولى من بداية الحصار".
وأردف: "بدأت البضائع التركية بالتدفق إلى الدوحة، كما قامت تركيا بعد ذلك بتدشين خط بحري مباشر من ميناء إزمير (غرب) إلى ميناء حمد، للحفاظ على تدفق البضائع بشكل مستمر".
وتابع: "كما حملت الشاحنات التركية البضائع إلى الدوحة عبر إيران والعراق بناءً على اتفاقيات الترانزيت".
كما أشاد السفير بموقف تركيا من الحصار، قائلاً إنها "انحازت للحق، وهي التي لم تتخلف يوماً عن كل ما يساهم في استتاب الأمن ووحدة المنطقة واستقرارها"، معرباً عن تفهم بلاده "للتحركات التي تقوم بها تركيا لحماية أمنها القومي وضمان ظروف عيش لائقة للاجئين الذين احتموا بأراضيها، ونعلم أن مواقفها الإنسانية ومقاربتها الأخلاقية جعلتها شبه وحيدة أمام التكتلات الأخرى، لكن التاريخ لا ينسى، ويُسجل كل شيء"، في إشارة للعمليات العسكرية التي نفذتها تركيا ضد الإرهاب ودفاعا عن المدنيين في شمالي وشمال غربي سورية.
في سياق متصل، ذكر السفير القطري أن دول الحصار "كانت تهدف إلى عزل قطر دولياً عبر إغراق المجتمع الدولي بسيل من الادعاءات والأكاذيب، لكن الحقائق تنتصر دائما ولا يمكن حجبها؛ لذا باءت كل تلك الجهود بالفشل".
وأشار إلى أن بلاده رغم الحصار "واصلت تألقها على مختلف الأصعدة، واستضافت عشرات النشاطات، واستمرت بتنفيذ مشاريع ضخمة على صلة بتنظيم الدوحة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، الذي نعلم جميعا أن فوز قطر بتنظيمه لعام 2022 أحد أهم أسباب افتعال الأزمة الخليجية".
واختتم بأن الأزمة "ساهمت في ترسيخ اسم قطر كوسيط دولي يرعى اتفاقيات السلام، وأقرب مثال على ذلك اتفاق السلام التاريخي الذي رعته الدوحة أخيراً بين طالبان والولايات المتحدة بعد عشرين عاماً من الحرب التي أنهكت أفغانستان، رغم محاولات دول الحصار إفشال الاتفاق وعرقلته".
(الأناضول، العربي الجديد)