تواصل "الهيئة المستقلة للانتخابات" في تونس قبول مطالب المترشحين للانتخابات الرئاسية المزمع عقدها يوم 15 سبتمبر/ أيلول القادم، فيما تنتهي آجال تقديم الترشحات يوم الجمعة القادم.
وبينما أعلن عدد من الشخصيات عن نواياه الحقيقية بشأن هذا السباق وتقدم أمس الجمعة بملفه للهيئة، لا يزال الترقب والانتظار يسودان في بعض الأحزاب والشخصيات الأخرى.
وتقدم منجي الرحوي عن "الجبهة الشعبية" ومحمد عبّو عن "التيار الديمقراطي" ونبيل القروي عن حزب "قلب تونس" بترشحهم رسمياً أمس الجمعة. كما أعلن رئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة أنه سيقدم الأحد ترشحه رسمياً، فيما ستكون الساعات الفاصلة بين اليوم والغد محددة لطبيعة السباق الانتخابي بالنسبة لعديد الأسماء الأخرى، التي يصفها البعض بالحجم الثقيل.
رئيس الحكومة يوسف الشاهد قال إنه حدد موقفه النهائي وسيعلن عنه قريباً، فيما يُنتظر أن يتقدم وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي رسمياً بملفه للهيئة بعدما جمع التزكيات الضرورية.
وقال مسؤولون في حزب "مشروع تونس" لـ"العربي الجديد"، إن رئيسه محسن مرزوق جمع 25 ألف تزكية من 20 دائرة انتخابية فقط (عدد التزكيات المطلوب قانونياً هو 10 آلاف فقط)، وسيعلن اليوم السبت عن موقفه النهائي بشأن الترشح من عدمه.
ويبدو أن عدداً من المترشحين ينتظر موقف حركة "النهضة" النهائي بشأن ترشيح أحد من قياداتها أو دعم آخر من خارجها. وتعقد "النهضة" اليوم دورة استثنائية لمجلس الشورى لبحث موقفها النهائي من الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها.
وحسب تصريحات لقياداتها، فإن "النهضة" ستختار إما رئيسها راشد الغنوشي أو نائبه عبد الفتاح مورو إذا كانت ستختار مرشحاً من داخلها، أو رئيس الحكومة يوسف الشاهد ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي ومصطفى بن جعفر رئيس حزب "التكتل للعمل والحريات" ورئيس المجلس التأسيسي السابق، إذا قررت دعم شخصية من خارجها.
ويبدو أن هذا الخيار لن يكون سهلاً بسبب الاختلاف في وجهات النظر داخل الحركة حول هذا الموضوع، حيث أنه سيحدد طبيعة تحالفاتها للمرحلة القادمة، وربما سيكون حاسماً في نوعية المشهد السياسي الجديد ما بعد الانتخابات، وربما تذهب الحركة إلى تقديم مرشح من داخلها للدور الأول وتحفظ عدم تشتيت أصوات ناخبيها قبيل الانتخابات التشريعية، وتحتفظ بموقفها النهائي وخيارها النهائي إلى غاية الدور الثاني.
وفي سياق آخر، بدأ الصراع الانتخابي قوياً بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد وبعض منافسيه، وخصوصاً رئيس حزب "قلب تونس" والمترشح للانتخابات الرئاسية، نبيل القروي، الذي وصف الشاهد بـ"الخائن الذي غدر الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي".
وقال القروي في حوار على قناة "الحوار التونسي"، إنه في السنة الأخيرة كان الشاهد يلتقي الرئيس السبسي ثلاث مرات في الأسبوع، وأضاف أن "الرئيس السبسي كان منزعجاً جداً من الخيانة والغدر الذي تعرض له، حيث افتكوا منه حزبه وحليفه (في إشارة لحركة النهضة)"، على حد توصيفه.
وأضاف القروي قائلاً "الباجي ليس أبي بل هو صديق ولم أتوجّه للكاميرا للبكاء عليه"، وذلك في إشارة إلى صورة الشاهد وهو يبكي في موكب تأبين الرئيس الراحل.
وجاءت سهام الانتقاد للشاهد أيضاً من نجل الرئيس الراحل حافظ قايد السبسي، الذي كتب في تدوينة على صفحته الرسمية أن أكثر الذين هاجموا الرئيس السبسي هم مقربون من الشاهد، وذلك رداً على حوار أدلى به الشاهد للتلفزيون الرسمي ولاقى انتقادات من نقابة الصحافيين التونسيين.
ومع دخول الاستعدادات للانتخابات مرحلتها الأخيرة، أعلن الاتحاد الأوروبي، أنه سيقوم بإرسال بعثة إلى تونس لملاحظة الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها المقرر إجراؤها يوم 15 سبتمبر 2019، والانتخابات التشريعية ليوم 6 أكتوبر القادم، تكريساً لدعمه المتواصل للمسار الديمقراطي في تونس الذي انطلق منذ سنة 2011، واستجابة لدعوة وجهتها له "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات".
وأعلن التلفزيون الرسمي التونسي أنه سيقوم لأول مرة بمناظرات بين المترشحين للرئاسة، وفي انتخابات 2014، رفض الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي إجراء مناظرة مع منافسه منصف المرزوقي.