تستمر حالة الفلتان الأمني في مدينة إدلب السورية، الخارجة عن سيطرة النظام السوري والخاضعة لسيطرة "هيئة تحرير الشام"، حيث يسود التخوف لدى الأهالي من "عدو مجهول" يقال إنه خلايا نائمة تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي.
وقُتل عصر اليوم الثلاثاء، شخصان، من جراء اشتباك بين "هيئة تحرير الشام" وعناصر يعتقد أنهم من خلية نائمة تابعة لـ"داعش" في المدينة.
وذكرت مصادر من مدينة إدلب لـ"العربي الجديد" أن سيارة يستقلها مجهولون هاجمت حاجزا لـ"هيئة تحرير الشام" في منطقة جامع الشغيب غرب المدينة، وأطلقوا النار على الحاجز قبل أن يلوذوا بالفرار.
وأضافت المصادر أن عناصر "هيئة تحرير الشام" لاحقوا السيارة وقاموا بمحاصرتها في حي القصور بالقرب من مقر "حكومة الإنقاذ" التابعة للهيئة، حيث قام أحد مستقلي السيارة بتفجير نفسه بحزام ناسف بعد وقوع اشتباك، فيما تمكن عناصر الهيئة من قتل آخر كان في السيارة ذاتها.
وتعيش مدينة إدلب، التي تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام"، حالة من الفلتان الأمني المستمر.
وتقول الهيئة إن خلايا تابعة لتنظيم "داعش" والنظام السوري تقف وراء عمليات التفجير والاغتيال التي تحدث في المدينة.
وقال أحد الأهالي، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن الطلقات النارية نتيجة الاشتباكات مرت من فوق رأسه، و"لولا حسن الحظ لكانت إحدى تلك الطلقات استقرت في رأسي"، مضيفا لـ"العربي الجديد": "عندما سمعت صوت الانفجار سارعت إلى الابتعاد عن المنطقة، فيما بدأ الناس بالتجمع لمعرفة ما الذي يحصل".
وكان انتحاري قد هاجم مطعما في حي الضبيط بمدينة إدلب الجمعة الماضي، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص، من بينهم ستة من عناصر "هيئة تحرير الشام".
وعقب الهجوم بيوم، قامت "هيئة تحرير الشام" بإعدام عشرة أشخاص رميا بالرصاص، وقالت إنهم عناصر من خلايا أمنية تتبع لتنظيم "داعش" ألقت القبض عليهم في وقت سابق خلال حملة ملاحقة خلايا أمنية تابعة للتنظيم في إدلب.
وتسود المدينة حالة من التخوف نتيجة تكرّر عمليات التفجير والاغتيال، في ظل عجز واضح من قبل "هيئة تحرير الشام" التي تسيطر على كافة جوانب الإدارة العسكرية والأمنية والخدمية في المدينة.
وقال أبو عامر، أحد مواطني إدلب، لـ"العربي الجديد": "لقد سئمنا من هذه الحالة، لكن لا شيء بيدنا ولا يمكننا فعل أي شيء".
وأضاف أن "هؤلاء العناصر الذين يهاجمون المدنيين أو حواجز الهيئة في إدلب يتخفون بين الناس، ومن المؤكد أنهم يتخذون أوكارا داخل إدلب، إلا أن حواجز الهيئة المنتشرة في المدينة، وفي كل مكان، تتحمل مسؤولية ما يحصل".
بدوره، أكد وليد العبدالله، المهجر من حمص إلى إدلب، أن "عمليات التفجير والهجمات التي تتم في إدلب تثير الخوف لديّ أكثر من قصف الطائرات الروسية، لأن الهجوم يأتي من عدو لا تعرفه، ولا تعرف متى سيقوم به".