تجدد التظاهرات في العراق واتهامات للمليشيات الولائية بالضلوع في الاغتيالات

09 ديسمبر 2019
شهدت العاصمة العراقية توافداً لآلاف المواطنين هذا الصباح(Getty)
+ الخط -
تجددت التظاهرات في بغداد ومدن جنوب البلاد ووسطها، صباح اليوم الإثنين، وذلك بعد ليلة غير عادية شهدتها مدن عدة جنوبي البلاد، عقب سلسلة من عمليات الاغتيال التي طاولت ناشطين، وسط اتهامات للمليشيات الولائية بالضلوع وراءها.

وشهدت بغداد، في ساعات مبكرة هذا الصباح، توافداً لآلاف المواطنين غالبيتهم من الطلاب الجامعيين وطلاب الثانويات القريبة من ساحة التحرير وجسر الجمهورية، بينما استمر تجمهر المتظاهرين في ساحتي الخلاني والطيران وقرب جسر السنك والمرأب القريب منه.

وردد متظاهرون شعارات مختلفة حملت بالمجمل تأكيداً على رفض إجراءات تنصيب حكومة جديدة، ومطالبة بإجراء انتخابات مبكرة تحت إشراف الأمم المتحدة.

وعبّر الناشط محمود الحسن من بغداد، لـ"العربي الجديد"، عن خوف الناشطين من خطر يهدد حياتهم، "لكن هذه المرة ليس من القوات الحكومية بل من المليشيات"، مضيفاً أنّ "ليلة أمس شهدت دخول عناصر مسلحة ملثمة ساحة الخلاني، حيث حرصت هذه العناصر على أن يراها الجميع في تهديد علني وجديد"، واصفاً الحكومة والسلطات الأمنية بأنها "ضعيفة أمام المليشيات وقوية فقط أمام المتظاهرين".

وإلى الجنوب، حيث شهدت ساحات اعتصام كربلاء والنجف والبصرة والسماوة والناصرية، احتشاداً واسعاً للمتظاهرين، منذ صباح اليوم، وسط تنظيم لفعاليات مختلفة من قبل ناشطين داخل تلك الساحات، تعددت بين جمع تبرعات لأسر ضحايا التظاهرات كون غالبيتهم من الطبقة الفقيرة، إلى تنظيم حملات لتشجيع المنتج الوطني، ومقاطعة البضائع الإيرانية في العراق.

كما شهدت ساحات التربية والغدير والصدرين والحبوبي والساعة وذات الصواري والبحرية في كربلاء، والسماوة والنجف والناصرية والديوانية والبصرة، ترديد شعارات تهاجم الحكومة و"الطرف الثالث"، وهو العنوان الذي يقول المتظاهرون إنه يمثل المليشيات والأحزاب المرتبطة بإيران، ويمارس عمليات قمع واسعة للتظاهرات.

وشهدت مدينة الخضر بمحافظة المثنى تظاهرات هي الأولى من نوعها، من حيث حجم المشاركين فيها اضطرت قوات الشرطة إلى تعزيز انتشارها بالمدينة.

وكان الجنوب قد شهد أربع هجمات استهدفت ناشطين بالتظاهرات، وأسفرت عن مقتل الناشط في التظاهرات بمدينة كربلاء فاهم الطائي، بواسطة أسلحة كاتمة للصوت من قبل مسلحين يستقلون دراجة نارية، وسط كربلاء، أعقبها هجوم استهدف الناشط إيهاب جواد، تسبب بإصابته بجروح خطيرة، ثم جرت محاولة اغتيال ناشط بتظاهرات ميسان يدعى باسم الزيدي، والذي تعرض لجروح أيضاً ويخضع للعناية المركزة بأحد مستشفيات المدينة حالياً.

وجاءت العمليات الثلاث، بعد ساعات من تعرض الناشط مهند الكعبي، لمحاولة اغتيال بواسطة عبوة لاصقة زرعت أسفل سيارته وأسفرت عن إصابته بجروح بالغة الخطورة.

وقال ناشط في كربلاء طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ التظاهرات "تدخل مرحلة حرجة مع استخدام ورقة الاغتيالات والغدر بحق المتظاهرين"، مبينا أن الهدف "هو ضرب محركي التظاهرات أو ملهمي الشارع من قبل القوى المستفيدة من الفساد والتخلف الحالي بالعراق".


اغتيالات "متوقعة"

وعلّق مسؤول عراقي بوزارة الداخلية على تلك الاغتيالات بأنها "متوقعة، منذ حادثة طعن المتظاهرين الخميس الماضي ببغداد"، كاشفاً عن أن الجهات التي تقف وراء الاغتيالات والاختطافات هي "مجموعة أو جناح متطرف داخل الفصائل الولائية"، مبيناً أنهم "دخلوا بقوة على خط قمع التظاهرات ويريدون إنهاءها".

وأضاف المسؤول، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ الهجمات الحالية "تمثل تحدياً لهيبة الدولة والقانون وتنسف بالوقت نفسه الحديث عن إخضاع كل الفصائل المسلحة لقانون هيئة الحشد الشعبي".

وتطلق عبارة "الولائية" على المليشيات العراقية التي ترتبط بمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، وأبرزها "العصائب"، و"النجباء"، و"كتائب حزب الله"، و"كتائب سيد الشهداء"، وجماعات مسلحة أخرى، تعارض التظاهرات العراقية منذ انطلاقتها وتتبنى التوجه الإيراني القائل إنها مؤامرة وشغب وتطالب الحكومة بإنهائها.