"النهضة" التونسية تراجع خياراتها: نحو الفصل بين السياسي والدعوي

17 مايو 2016
النهضة تسعى إلى التكيف مع المتغيرات (العربي الجديد)
+ الخط -
نظم مركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية في تونس، اليوم الثلاثاء، ندوة حوارية تحت عنوان "الخيارات الفكرية والسياسية للنهضة بعيون المثقفين والسياسيين"، بحضور قيادات من الحركة، تحدثت عن توجّه حزبهم المتمثل في الفصل بين السياسي والدعوي.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، أكد القيادي رفيق عبدالسلام، أن "المتغيرات الحاصلة على المشهد السياسي التونسي وانعكاسها على حركة النهضة، التي تتهيأ لعقد مؤتمرها العاشر، تفرض بالضرورة التطوير والتجديد على الأحزاب والهيئات السياسية".

ورأى وزير الشؤون الخارجية السابق، أن "الحركة تسير في هذا الاتجاه، من خلال مراجعة توجهاتها والحفاظ على الثوابت والأسس، مع التكيف مع المتغيرات الحاصلة على الصعيدين الداخلي والخارجي".

وأكد عبدالسلام، أن أهم التغيرات الحاصلة تتمثل أساسا في أن النهضة تتجه إلى ما يمكن تسميته بالفصل الوظيفي بين المجال الثقافي الدعوي وبين المجال السياسي، موضحاً أنه "سيكون هناك حزب سياسي متفرغ لأداء مهامه السياسية على الوجه الأكمل، وتترك بقية الأنشطة إلى مؤسسات المجتمع المدني". 

وأضاف القيادي التونسي، أن "الوضع السياسي اليوم لا يحتمل ولا يستوجب الجمع بين السياسي والدعوي"، عكس مرحلة الديكتاتورية، وأن "هذه التجربة تم انتهاجها في بلدان مختلفة كالمغرب، حيث تم الفصل بين الحزب والحركة"، مؤكداً أن التجربة التونسية لها خصوصياتها.

من جهتها، رأت الصحافية جنات بن عبد الله، في مداخلة بعنوان "التحديات الاقتصادية والاجتماعية ودور الأحزاب"، أن حركة "النهضة" لها موقع هام في المشهد السياسي، وهي مطالبة اليوم بالتموقع، بحسب ما جاء به الدستور التونسي.

وترى بن عبد الله أن "حرص الحركة على احترام مبادئ الدستور، وعلى البحث عن موقع متين وصلب في المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، يجعلها مدعوة اليوم إلى إيجاد آليات لهذا الفصل، لإضفاء مزيد من النجاعة والفاعلية مع المتغيرات".

من جهته، قال القيادي في حركة "النهضة"، نور الدين البحيري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "القضايا التي تطرح داخل الحركة لها صدى داخل وخارج تونس"، موضحاً أن "حركة النهضة تمثل ضمانة للاستقرار في تونس".

وبخصوص الجدل حول مستقبل الخيار الاستراتيجي لحركة النهضة، أفاد البحيري بأن "النهضة حركة تونسية ذات مرجعية إسلامية، تريد التخصص في العمل السياسي وتأطير الناس والبحث عن حلول لمشاكلهم الحياتية اليومية، للتمكن من استكمال ما بدأته الدولة الوطنية الحديثة بعد الاستقلال من جعل تونس دولة مدنية حديثة ترتكز على مبدأ المساواة".

وفسر البحيري اختيار "النهضة"، بأن تونس تعيش اليوم في مناخ من الحريات يضمن لكل الهياكل القيام بأدوارها بدون تدخل، موضحاً أنه قبل الثورة ونظراً للتضييقات كانت النقابات تقوم بالسياسة والمساجد تقوم بالسياسة.

دلالات