أردوغان ينتقد تأزيم واشنطن للعلاقات: مؤامرة لطعن تركيا "في الظهر"

13 اغسطس 2018
أردوغان: لا مبرر منطقياً للمواقف المعادية لتركيا (كايهان أوزير/الأناضول)
+ الخط -

جدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، انتقاده للولايات المتحدة، معتبراً أنّ الأزمة التي تشهدها بلاده وسط تراجع الليرة التركية، هي "مؤامرة" أميركية، تسعى إلى طعن تركيا "في الظهر".

وقال أردوغان، في كلمة، اليوم الإثنين، أمام مؤتمر السفراء (الأتراك) بالعاصمة أنقرة، بحسب ما أوردت "رويترز"، "من جهة أنتم معنا في الحلف الأطلسي (ناتو) ومن جهة أخرى تحاولون طعن شريككم الاستراتيجي في الظهر. هل هذا مقبول"؟

وعلّق أردوغان على تراجع الليرة التركية أمام الدولار الأميركي، قائلاً: "ما نشهده اليوم لا يشبه أزمات 1994 أو 2001 أو 2007، بل نواجه في الحقيقة وضعاً مختلفاً للغاية".

وأضاف، وفق ما نقلت "الأناضول"، أنّه "لا يوجد أي مبرر منطقي لاتخاذ مواقف معادية كهذه في كافة المجالات تجاه دولة دفعت أثماناً كبيرة بصفتها حليفة في ناتو".

وتابع أنّ "تمسّكنا بمصالحنا الوطنية هو أهم أسباب تعرّضنا لسلسلة من الهجمات الإرهابية والاقتصادية".

والجمعة الماضي، ضاعف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الرسوم الجمركية على واردات الألومنيوم والصلب التركية، بعد أيام من فرض واشنطن عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، على خلفية عدم الإفراج عن القس الأميركي أندرو برانسون، الذي يحاكم في تركيا بشأن اتهامات تتعلق بالإرهاب.

وإثر هذا القرار، تهاوت الليرة مع إغلاق تعاملات الجمعة، لتصل إلى مستوى 6.43 ليرات مقابل الدولار، خاسرة نحو 13.7% من قيمتها، في حين وصلت هذه النسبة خلال ساعات النهار إلى 24%، قبل أن تنخفض صباح، اليوم الإثنين، إلى 7.24 ليرات، ثم تتعافى قليلاً في وقت لاحق.

وعلى الرغم من الأزمة التي تشهدها بلاده، شدد أردوغان على أنّ "ديناميات الاقتصاد التركي متينة وقوية"، مؤكداً بالقول إنّ "حيتان النظام العالمي لن يتمكّنوا من النيل من مكتسباتنا التي رويناها بدمائنا".

وتمثّل صادرات تركيا من المعدنين، خاصة الصلب، مصدراً هاماً للعملة الأجنبية للبلاد، وتحتل تركيا المركز السادس في الدول المصدرة للصلب للولايات المتحدة.



دبلوماسية بدون "إملاءات"

وفي وقت سابق اليوم الإثنين، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، أنّ تركيا منفتحة على الدبلوماسية والتفاهم، ولكن لا تقبل الإملاءات عليها.

وشدد في كلمة، أمام المؤتمر ذاته، بحسب ما أوردت "الأناضول"، على أنّ بلاده تتطلع لأن تلتزم الولايات المتحدة بعلاقات الصداقة التقليدية مع تركيا، وتحالف البلدين في إطار حلف شمال الأطلسي "ناتو".

وأضاف "منفتحون على الدبلوماسية والتفاهم ولكن لا يمكننا قبول الإملاءات".

ولفت جاووش أوغلو، إلى أن العلاقات مع الولايات المتحدة "وصلت في الآونة الأخيرة، إلى نقطة لا ترغب بها أنقرة"، معتبراً أنّ "الإدارة الأميركية انتهجت سبيلاً بعيداً على المواقف البنّاءة في القضايا الرئيسية التي تهم أمن تركيا".

وذكر أنّ واشنطن لم تتخذ خطوات ملموسة، بشأن تسليم رئيس "حركة الخدمة" فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، "رغم معرفتها بأن المنظمة متورطة في تنفيذ محاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة (بتركيا) في 2016".

وأضاف أنّ الولايات المتحدة لم تتمكن أيضاً من اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تتطلع إليها تركيا حيال "وحدات حماية الشعب" الكردية ميدانياً.

ورأى الوزير التركي، أنّ "ثمة ارتباكاً في السياسة الأميركية الداخلية، نتيجة لاقتراب انتخابات الكونغرس، في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل"، معتبراً أنّ "السياسيين الأميركيين مرتبكون فيما إذا كانوا سيجدون حلاً للمشاكل العالقة مع تركيا في الوقت الحالي، أم يتم إرجاؤها إلى ما بعد الانتخابات".


وشدّد جاووش أوغلو، على أنّ "تركيا إحدى أنسب الدول للاستثمار في العالم رغم حملات التضليل التي تستهدفها"، في إشارة إلى انحفاض سعر الليرة التركية. وأشار إلى أنّ عدد البعثات الدبلوماسية لتركيا ارتفع من 163 في 2002، إلى 240 حالياً.

وأعلن وزير الخارجية التركي استكمال الإجراءات القانونية لافتتاح 24 بعثة إضافية حول العالم.

وأوضح أنّ تركيا تخطط لرفع عدد بعثاتها الدبلوماسية إلى 269 بعثة في الخارج، لافتاً إلى أنّ تركيا تمتلك خامس أكبر شبكة دبلوماسية في العالم، في ظل حكومات حزب "العدالة والتنمية"، وبقيادة الرئيس أردوغان.