قصف عشوائي لمليشيات حفتر على طرابلس.. وترحيب أممي بدعوة السراج للحوار

06 مايو 2020
حفتر لا يتوقف عن استهداف المدنيين (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
قالت وزارة الصحة بحكومة الوفاق الليبية إن 3 مدنيين قتلوا، فيما أصيب 19 آخرون جراء قصف عشوائي بالقذائف نفذته مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، على أحياء مدينة طرابلس، اليوم الأربعاء، في وقت أعربت فيه الأمم المتحدة عن قلقها من اللجوء إلى المرتزقة الأجانب في إذكاء الصراع.

وأوضحت وزارة الصحة الليبية، في بيان لها مساء الأربعاء، أن القذائف التي أطلقتها مليشيات حفتر عشوائياً على الطريق الساحلي بتاجوراء، شرقي طرابلس، تسببت في إصابة ثلاثة أطفال تم نقلهم إلى مستشفى القلب بتاجوراء.


وفي ما يخص المستجدات الميدانية، قال المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب"، عبد المالك المدني، إن سلاح الجو استمر في مراقبة الخطوط الخلفية لإمداد مليشيات حفتر خلال نهار اليوم، مؤكداً في تصريح لــ"العربي الجديد"، أن طائرات الوفاق نجحت في تدمير شاحنة وقود كانت في طريقها لمليشيات حفتر على طريق منطقة الشويرف، جنوب غرب طرابلس.
من جهتها، أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة لمليشيات حفتر عن استهداف طيران حفتر لمقر الكلية الجوية بمصراته، لكن المجلس البلدي لمدينة مصراته نفى ذلك.


ومنذ ما يزيد عن الشهرين فقدت قوات حفتر سيطرتها الجوية على سماء غرب البلاد بعد خروج أغلب قواعدها من الخدمة، ولا سيما قاعدة الوطية.
وأوضح المجلس البلدي لمدينة مصراته أن أصوات الانفجارات التي كانت تسمع بالمدينة تعود إلى "مخلفات حرب (ألغام) انفجرت بسبب ارتفاع حرارة الجو وسوء التخزين".
وطالب المجلس عبر صفحته بموقع "فيسبوك"، جميع المواطنين بتوخي الحذر والابتعاد عن مقر الكلية والمكوث في منازلهم.


غوتيريس: قلقون بشدة من وجود المرتزقة في ليبيا
إلى ذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الأربعاء، عن "القلق الشديد" إزاء استخدام المرتزقة في الصراع الحالي بليبيا، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، وفق ما أوردت وكالة "الأناضول".
وأجاب دوجاريك عن أسئلة الصحافيين بشأن موقف غوتيريس من تقرير معروض على مجلس الأمن الدولي، يتحدث عن دور المرتزقة الأجانب في إذكاء الصراع الدائر بين الحكومة الليبية المعترف بها دوليا ومليشيات حفتر، وقال: "نحن قلقون بشدة من وجود المرتزقة في ليبيا، وغوتيريس تحدث مرارا عن ذلك علانية"، مؤكداً أن "ليبيا لا تحتاج إلى مرتزقة، بل إلى مصالحة تقود نحو تسوية سياسية للأزمة".

وبخصوص تعيين مبعوث أممي جديد في ليبيا خلفا لغسان سلامة، الذي استقال من منصبه في الثاني من مارس/ آذار الماضي، قال دوجاريك إن "عملية ترشيح اسم لهذا المنصب مستمرة، والسيدة ستيفاني ويليامز تقوم بعملها لحين إعلان تعيين مبعوث جديد لهذا البلد".

البعثة الأممية ترحب بدعوة السراج
في سياق متصل، رحبت البعثة الأممية في ليبيا، اليوم الأربعاء، ببيان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج، ودعوته لجميع الأطراف السياسية لاستئناف الحوار السياسي برعاية بعثة الأمم المتحدة.
وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وليامز والسراج لـ"بحث مستجدات الأوضاع في ليبيا"، بحسب بيان للبعثة على موقعها الرسمي.
وفي وقت وصفت فيه وليامز دعوة السراج بـ"المبادرة الإيجابية"، اعتبرت أنها وجميع المبادرات الأخرى التي تم الإعلان عنها أخيراً تخلق زخماً يمكن أن يبنى عليه من أجل وقف القتال وإعادة إحياء عملية سياسية شاملة.
‏وأكدت وليامز استعداد البعثة لاستئناف المسار السياسي الليبي - الليبي بناءً على مخرجات مؤتمر برلين وقرار مجلس الأمن رقم 2510 من خلال لقاء عبر الاتصال المرئي إذا لزم الأمر، مجددة مناشدتها لجميع الأطراف بإنهاء الاقتتال فورا وتجنيب الليبيين المزيد من ويلات الصراع.
وكان السراج قد رحب، أمس الثلاثاء، بجميع المبادرات السياسية الداعية إلى إيجاد حلول سلمية للأزمة الليبية بعيداً عن الاقتتال وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح، داعياً جميع الأطراف والقوى السياسية إلى التوافق على خريطة طريق شاملة ومسار سياسي يجمع الليبيين.
من جانب آخر، أكد وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، على استمرار دعم بلاده لحكومة الوفاق والمسار السياسي كإطار لحل أزمة البلاد، بحسب المكتب الإعلامي التابع للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
وأشار المكتب، عبر صفحته على "فيسبوك"، إلى أن الوزير الإيطالي أجرى اتصالا هاتفيا، اليوم الأربعاء، مع السراج تناول مستجدات الأوضاع في ليبيا والعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.


كما جرى خلال الاتصال استعراض الجهود المبذولة في كلا البلدين لمواجهة جائحة كورونا، حيث أشاد الوزير الإيطالي بالإجراءات والتدابير التي اتخذتها حكومة الوفاق في مواجهة تداعيات هذه الجائحة.
على صعيد آخر، تطرقت المحادثة الهاتفية بين السراج ودي مايو لعملية "إيريني"، التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط بهدف فرض حظر على تدفق الأسلحة إلى ليبيا، حيث جدد السراج اعتراض حكومته على اقتصار عملية المراقبة على البحر، مؤكداً على ضرورة أن تكون العملية متكاملة براً وجواً وبحراً.