عقدت وزارة البشمركة، اليوم الإثنين، اجتماعا مع ممثلين عن التحالف ضد "داعش"، الذي تقوده واشنطن، بشأن المفاوضات العسكرية الجارية بين بغداد وأربيل، حيث طالبت التحالف بـ"توسيع وساطته بين البشمركة والجيش العراقي، لتمكين الجانبين من تنفيذ الاتفاقات المبرمة بينهما".
وأكدت الوزارة، في بيان صدر الإثنين، أن وزير البشمركة، وكالة كريم سنجاري، وعددا من الضباط الأكراد الكبار عقدوا اجتماعا مع ضباط من التحالف الدولي، الإثنين.
ونقل البيان عن سنجاري قوله إن المفاوضات بين القوات الكردية والجيش العراقي مستمرة، مشيرا إلى "تسليم عدة مقترحات للقوات العراقية، لكن لم يصل أي رد منها"، مطالبا التحالف الدولي بـ"توسيع وساطته بين البشمركة والجيش العراقي، لتمكين الجانبين من تنفيذ الاتفاقات المبرمة بينهما، لتعود الأوضاع طبيعية".
وأشار إلى أن التحركات العسكرية للجيش العراقي ومليشيا "الحشد الشعبي" ازدادت مؤخرا، داعيا المليشيات إلى الانسحاب من المناطق المتنازع عليها التي دخلتها، مضيفا: "توصلنا سابقا إلى اتفاق بأن ينتشر الجيش العراقي في عدد من المناطق، وأن تتراجع قوات "الحشد الشعبي" وتنسحب من تلك المناطق، لكنه مع الأسف لم يتم تطبيق الاتفاق المذكور".
وتؤكد صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية وجود انقسامات بين أطراف أساسية في التحالف الدولي على خلفية استفتاء إقليم كردستان، الذي أجري في الخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي، محذرة من أن يمنح هذا الانقسام تنظيم "داعش" فرصة للعودة من جديد.
وأشارت الصحيفة إلى أن "الوضع الجديد في إقليم كردستان يمثل هاجسا لدى واشنطن"، موضحة أن "مستقبل إقليم كردستان ووحدة العراق أصبح في خطر، نتيجة للاستفتاء الذي أصر عليه مسعود البارزاني، على الرغم من تحذيرات العراق وتركيا وإيران والولايات المتحدة".
وفي سياق متصل، أكد مستشار رئيس حكومة إقليم كردستان، دلشاد شهاب، الإثنين، أن الإقليم ملتزم بالدستور العراقي، شريطة التزام حكومة بغداد به.
وأضاف شهاب: "إذا كانت المسألة الجوهرية في الموضوع هي التزام إقليم كردستان بالدستور العراقي، فعندما تعلن حكومة الإقليم الالتزام بالدستور لا يبقى سؤال آخر يمكن إثارته"، موضحا، في تصريح صحافي، أن أي سؤال آخر قد يزيد الطين بلة.
وشدد على أن "الموقف الرسمي في الإقليم واضح، وهو الالتزام بالدستور العراقي الذي يضمن حقوق الإقليم وحقوق كافة المكونات"، مبينا أن "حكومة الإقليم مستعدة لبدء الحوار الجاد مع الحكومة الاتحادية في بغداد".
وذكر: "نحن ننتظر رد بغداد بهذا الخصوص"، وتابع أن "السلطات في الإقليم تنتظر من الحكومة العراقية تحديد يوم معين لزيارة وفد حكومة إقليم كردستان والحوار الجاد، وفقا للدستور الذي يضمن حقوق شعب كردستان وجميع مكونات الشعب العراقي".
ولفت إلى أن الوفد الكردي، الذي ينوي زيارة بغداد، سيضم جهات رسمية حكومية وجهات فنية، لمناقشة كيفية تطبيق الدستور.
يشار إلى أن القضاء العراقي أكد، اليوم الإثنين، عدم وجود نص دستوري يجيز انفصال أي من المكونات العراقية.