وبدأ ترامب محادثته بتهنئة نظيره الأوكراني، الذي كان قد فاز حزبه لتوّه في الانتخابات التشريعية في البلاد، ليردّ عليه الأخير بأنه "تعلّم منه"، و"استخدم بعض مهاراته ومعرفته" للفوز، قبل أن تتطور المحادثة باتجاه الضغط على الرئيس الأوكراني لتقديم معلومات تخصّ منافسي ترامب الديمقراطيين، وبالذات هيلاري كلينتون، منافسته في الانتخابات السابقة، وجو بايدن، منافسه المحتمل في الانتخابات المقبلة.
واستعرض ترامب، بداية، ما قدّمته بلاده لأوكرانيا، قائلًا: "بذلنا الكثير من الجهود والكثير من الوقت، أكثر مما تفعله الدول الأوروبية، رغم أنهم من المفترض أن يساعدوكم أكثر مما يفعلون الآن"، وخصّ بالذكر ألمانيا، ومستشارتها أنغيلا ميركل، قائلاً إنها "لم تفعل أي شيء تقريباً للبلد".
ثمّ بعد ردّ الرئيس الأوكراني مباشرة، والذي قدّم الشكر لترامب وأبدى استعداده للمزيد من التعاون، بدأ الرئيس الأميركي يلمح إلى بعض مطالبه التي تخصّ التحقيقات بالتدخل الروسي، بدون أن يشير إلى ذلك بشكل صريح، وبدون أن يحدد ماهيّة المطالب بدقّة. وقال: "أريد منك أن تسدي لنا معروفاً في كل الأحوال، لأن بلادنا مرت في الكثير من الظروف، وأوكرانيا تعرف الكثير عن ذلك. أريدك أن تعرف ماذا حدث في كلّ تلك المسألة التي تخص بلادكم، إنهم يتحدثون عن كراودسترايك... أعتقد أنك تعرف أحداً من رجالك الأثرياء... الخادم، يقولون إن أوكرانيا تمتلكه".
وعلى الأغلب، فإن ترامب كان يشير في حديثه إلى شركة "كراود سترايك" الأميركية، التي تمتلك فرعاً في أوكرانيا، والتي كانت تحقق بخصوص اختراق خوادم اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي في انتخابات عام 2016، وهي الحادثة التي أطلقت الشكوك بشأن احتمال أن تكون روسيا، المتهمة بعملية القرصنة تلك، قد تدخلت في الانتخابات الأميركية لمساعدة ترامب.
وتابع ترامب حديثه قائلاً: "أعتقد أنك تحيط نفسك بالأشخاص أنفسهم، أود أن أبلغ المدعي العام (وزير العدل) بأن يتصل بك أو بالأشخاص الذين تعرفهم، وأود منك أن تصل إلى حقيقة الأمر (يقصد التحقيقات في اختراق خوادم الحزب الديمقراطي)"، مردفاً: "كما رأيت بالأمس، كل تلك المسألة الفارغة انتهت بأداء ضعيف من قبل شخص يدعى روبرت مولر (المحقق الأميركي الخاص في التدخل الروسي)... لكنهم يقولون إن كل المسألة بدأت من أوكرانيا... مهما يكن ما ستفعله، فمن المهم أن تفعله أنت إذا كان ذلك ممكناً".
وبعد أن وعده الرئيس الأوكراني بأن يحيط نفسه بالأشخاص المناسبين لمباشرة التحقيقات، وبأن تجرى الأخيرة بشفافية، ردّ ترامب عارضاً محاميه الخاص، رودي جولياني، للتعاون، قائلاً: "سمعت أنه كان لديك قاضٍ جيد، ومنع من العمل، وهذا غير عادل حقاً. الكثير من الناس يتحدثون عن ذلك.... السيد جولياني هو شخص محترم جداً، كان عمدة نيويورك، وأرغب في أن يتصل بك... رودي يعرف جيداً ماذا يحدث".
واستطرد ترامب ليتطرق بشكل مباشر إلى قضية ابن منافسه بايدن، قائلاً: "الشيء الآخر؛ هناك الكثير من الحديث عن ابن بايدن، وأن بايدن أوقف ذلك المدعي العام، وهناك الكثير يرغبون في معرفة ما جرى، لذلك أيّاً كان ما ستفعله مع وزير العدل (الذي عرضه ترامب للتواصل مع الرئيس الأوكراني) سيكون أمراً عظيماً. بايدن يتبجّح بأنه أوقف المدعي العام، لذلك حبذا لو تتحرى الأمر... يبدو فظيعاً بالنسبة لي".
ردّ الرئيس الأوكراني قائلاً إنه أخطر بالمسألة المتعلقة بالمدعي العام المذكور، طالباً من ترامب المزيد من المعلومات، ليرد الأخير قائلاً إنه سيطلب من جولياني ووليام بار، وزير العدل، الاتصال به، "وسنكشف حقيقة ما جرى".
في المقابل، قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، في بيان، إن ملخص المحادثة الهاتفية يؤكد الحاجة لتحقيق بشأن مساءلة ترامب، معتبرة أن "إصدار البيت الأبيض لملخص المحادثة يؤكد قيام الرئيس بسلوك يقوض نزاهة انتخاباتنا والمنصب الذي يتولاه وأمننا القومي".