أما مستشار السيسي للشؤون المالية فهو أيضاً من رجال المؤسسة العسكرية، وهو محمد أمين إبراهيم عبد النبي نصر، وصدر تعيينه بقرار رقم 291 لسنة 2019 في 14 يونيو/حزيران 2019. ونصر هو المشرف حالياً على بناء فندق الماسة في العاصمة الإدارية الجديدة ومنطقة العلمين، كما يشغل منصب أمين صندوق "تحيا مصر"، وجاء به الرئيس المصري إلى هذا المنصب بعد تركه الخدمة في القوات المسلحة، إذ كان نصر يشغل منصب رئيس هيئة الشؤون المالية في القوات المسلحة، وهو أيضاً عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
كما أصدر السيسي قراراً جمهورياً بتعيين الفريق مهاب مميش مستشاراً لرئيس الجمهورية لمشاريع محور قناة السويس والموانئ البحرية بعد خروجه من الخدمة، إذ تولى مميش رئاسة هيئة قناة السويس في أغسطس/آب 2012 وكان قائداً لهيئة قناة السويس في عمليات حفر قناة السويس الجديدة وثعميقها وتوسيعها وصيانتها حتى افتتاحها للملاحة الدولية في أغسطس/آب 2015، وتولى رئاسة القناة حتى تاريخ 17 من الشهر الماضي.
ومميش هو أحد قيادات المؤسسة العسكرية، وشغل منصب قائد القوات البحرية المصرية منذ عام 2007 وحتى عام 2012. وعيّن السيسي الفريق أسامة ربيع، رئيساً لهيئة قناة السويس، خلفاً لمميش، وهو أيضاً كان قائداً للقوات البحرية المصرية منذ إبريل/نيسان 2015.
وانتهج السيسي سياسة توسيع دائرة مستشاريه، ما يمثل عبئاً مالياً على ميزانية الدولة لتشمل مستشاراً للشؤون الدينية وهو أسامة الأزهري، أستاذ الحديث في جامعة الأزهر ووكيل اللجنة الدينية في مجلس النواب، الذي تولى منصبه بعد تولي السيسي الحكم مباشرة، وهو ما أوجد خلافاً دائماً بين شيخ الأزهر أحمد الطيب وبين كل من السيسي والأزهري في كثير من الأمور الدينية، خصوصاً ما يتعلق بقضية تجديد الخطاب الديني.
حتى "الطب النفسي" استحدث له السيسي مستشاراً، إذ قام بتعيين أستاذ الطب النفسي أحمد عكاشة مستشاراً له للصحة النفسية، وهو منصب غريب أيضاً على مؤسسة الرئاسة المصرية، بل غريب على مستوى العالم بحسب عكاشة نفسه، الذي قال في تصريحات صحافية: "أنا سعيد للغاية بأن يتم اختياري لهذا المنصب، وهذه خطوة إيجابية تحسب لمؤسسة الرئاسة، فللمرة الأولى في تاريخ العالم يكون لدى الرئيس مستشار للصحة النفسية، فالمتعارف عليه أن الصحة النفسية عادة ما تتبع الصحة العامة في كل بلاد العالم".
وأصدر السيسي أيضاً قراراً بتعيين أمير سيد أحمد مستشاراً لرئيس الجمهورية للتخطيط العمراني في 27 مايو/أيار الماضي حسب القرار رقم 259 لسنة 2019، هذا بخلاف المجلس الاستشاري الرئاسي الذي يضم نحو 16 عضواً في مختلف المجالات، منهم هاني النقراشي مستشار الرئيس للطاقة، وهو نجل محمود فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر في العهد الملكي قبل ثورة يوليو/تموز 1952. والأخير، بحسب ما علمت "العربي الجديد" من مصادر مقربة منه، حصل على الجنسية الألمانية مقابل التنازل عن الجنسية المصرية، ويمتلك عدداً من الشركات الموردة لمحطات الطاقة الشمسية، وهو أحد أبرز الرافضين للطاقة النووية ويعتبرها ملوثة للبيئة ويدعو لاستخدام الطاقة الشمسية والمتجددة كأحد مصادر الطاقة النظيفة، ويرى أن تكلفة 50 محطة طاقة شمسية تعادل تكلفة محطة نووية واحدة.
ويتولى أيضاً هاني الكاتب منصب مستشار السيسي للقطاع الزراعي، كما يتولى هاني عازر منصب مستشار الرئيس للشؤون الهندسية وهو خبير في مجال الأنفاق، كما أتى الرئيس المصري بمستشاره السابق لشؤون التعليم طارق شوقي ليتولى وزارة التربية والتعليم. أغلب هؤلاء المستشارين يتمثل دورهم في تمثيل الرئيس في حضور افتتاح المشاريع الكبرى، فضلاً عن إلقاء بعض المحاضرات والندوات بالجامعات والمراكز البحثية، ويمثلون عبئاً على ميزانية الدولة.