وكتب المتحدث باسم التحالف، الكولونيل مايلز كيغنز، على "تويتر": "سلمت قوات التحالف ممتلكات بقيمة مليون دولار عند خروجها من مجمع قوة المهام المشتركة -عملية العزم الصلب القاعدة الجوية العراقية كي 1"، مبينا أن "هذه الحركة المخططة منذ زمن جاءت بسبب نجاحات قوات الأمن العراقي ضد تنظيم داعش وبالتنسيق مع الحكومة العراقية".
Twitter Post
|
وكانت قوات التحالف قد انسحبت من قاعدتي القائم غرب الأنبار والقيارة جنوب الموصل، وانتقلت إلى قاعدتي حرير في أربيل وعين الأسد في الأنبار، وسلمت القاعدتين إلى الجيش العراقي.
الانسحاب الذي يأتي في ظل ترقّب سياسي وحكومي عراقي من هجوم أميركي يستهدف مليشيات مقربة من إيران، أبرزها كتائب حزب الله، والنجباء، ردا على ما تسميه واشنطن تهديداتها لمواطنيها في العراق، يؤكد مراقبون أنه قد يزيد تلك المخاوف.
ويقول الخبير بالشأن الأمني العراقي، أحمد الحمداني، إن استمرار انسحاب الأميركيين خاصة، والتحالف الدولي، من قواعد ومعسكرات سبق وأن نجحت فصائل مسلحة في استهدافها صاروخياً واعتبرت قواعد هشة، يعزز المخاوف فعلا من أن هناك نية مبيتة لهجوم أميركي، خاصة أن الانسحاب يجري إلى قواعد محصنة ومنيعة عن صواريخ المليشيات، وهي "عين الأسد" غرب الأنبار، و"حرير" شرق أربيل.
ويرى أن الانسحاب من قاعدة "كي 1"، من غير الواضح ما إذا كان سيؤثر على الدور الأميركي في التنسيق والتفاهم بين قوات البشمركة الكردية والقوات العراقية حيال ملف الأمن في المناطق الحدودية بين إقليم كردستان وكركوك.
وقال مسؤول عراقي رفيع في قيادة العمليات المشتركة، لـ"العربي الجديد"، إن "التحالف الدولي سلّم الجزء الذي تتواجد فيه قواته للعراق، باعتبار أن القاعدة كانت تستضيف تلك القوات من الأساس وليست بالكامل كانت خاضعة لها"، مضيفاَ أن "القوات الأميركية، بصفتها قائد التحالف الدولي، أنهت عملية التسليم، وعلى غرار القاعدتين السابقتين، تركت معدات وأجهزة وبنى تحتية كهدية للقوات العراقية".
الخطوات التي اتخذها التحالف الدولي من إخلاء عدد من قواعدها، كانت غير مطمئنة للمليشيات العراقية، المتهمة بالوقوف وراء القصف الذي يستهدف القواعد الأميركية وسفارتها في البلاد، والذي تصاعدت حدّته على خلفية اغتيال واشنطن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب قائد "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، مطلع العام الجاري.
وقال النائب عن "تحالف الفتح"، الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، كريم المحمداوي، إن "الإدارة الأميركية تخطط لشن هجمات على الحشد الشعبي، والفصائل وقياداتها، وأن عملية سحب بعض جنودها من بعض القواعد العسكرية تأتي ضمن المخطط"، مبيناً في تصريح صحافي، أن "أي تصرف أميركي ضد الحشد والفصائل سيواجه بردة فعل من قبلها، ومن عموم الشعب العراقي".
ودعا واشنطن إلى "الحذر من أي تصرفات، خصوصا أن لكل فعل رد فعل، وأن العراقيين جاهزون للخيارات كافة في حال الاعتداء عليهم من أي طرف".
يشار إلى أن قاعدة "كي 1" شهدت، في نهاية ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، مقتل متعاقد أميركي، بقصف من قبل مليشيا عراقية موالية لإيران، وكان الحادث شرارة لزيادة التصعيد بين إيران وواشنطن، وإقدام الأخيرة على اغتيال سليماني والمهندس بضربة جوية في بغداد.