دعا محما خليل القائم بأعمال (رئيس بلدة) سنجار بـمحافظة نينوى شمالي العراق، إلى إنشاء منطقة آمنة تشرف عليها الولايات المتحدة وحكومتا بغداد وأربيل، للتخلص من سيطرة "حزب العمال الكردستاني" على سنجار.
وأكد خليل، في بيان، اليوم الثلاثاء، أنّ إنشاء مثل هذه المنطقة شمالي البلاد "سيشجع الأيزيديين على العودة إلى مناطقهم، وسيبعث الثقة في نفوسهم"، مشدداً على ضرورة وجود دور للسلطات العراقية في إدارة أمن بعض المناطق.
وأوضح خليل، وهو قيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، أنّ مدينة سنجار "تحوّلت إلى ملاذ آمن لـ(العمال الكردستاني) الذي لا يحترم القوانين العراقية، ويمارس الخطف، ويفرض الأتاوات، ويحاسب المخطوفين لديه بصورة تعسفية بدون أية محاكمات أمام مرأى ومسمع قوات الجيش العراقي، وفصائل (الحشد الشعبي)".
وتابع أنّ المدينة "تحولت إلى مصدر لتمويلهم وأسلحتهم، في الوقت الذي تحول فيه سكانها إلى غرباء بعد أن فرض (العمال الكردستاني) إرادته، وتحول إلى أمر واقع".
واتهم خليل "العمال الكردستاني" بتقديم المساعدة لبعض العشائر التي كانت داعمة لتنظيم "داعش" الإرهابي، مبيناً أنّ "بعض أبناء هذه العشائر تحولوا إلى مقاتلين في صفوف الحزب إذ تراهم في النهار مدنيين، وفي الليل يمارسون القتل والرعب ضد أهالي المنطقة"، حسب قوله.
وناشد خليل "المجتمع الدولي والضمير العالمي والحكومة العراقية باستغلال أجواء العيد من أجل منع سنجار من أن تكون ضحية للمرة الثانية"، داعياً إلى "طرد الأجسام الغريبة التي تستغل ظروف سنجار للقيام بممارسات ما أنزل الله بها من سلطان".
ويقول مسؤول محلي في سنجار، دون الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، إنّ المدينة تحولت منذ خمسة أعوام إلى معقل للمليشيات المسلحة، لافتاً إلى أنّ "عدم الاستقرار، وسيطرة الجماعات المسلحة عليها، أمور تسببت في عدم عودة سكانها إليها".
وأشار إلى وجود عدة مليشيات في سنجار، موضحاً أنّ القوة الأبرز هي "وحدات حماية سنجار" التي تضم مقاتلين موالين لـ "العمال الكردستاني".
كما لفت إلى وجود اتهامات من قبل سكان محليين لعناصر "وحدات حماية سنجار" بارتكاب جرائم خطف وتهديد وفرض أتاوات على المدنيين، مذكّراً بأنّ هذه الأوضاع "تسببت بهجرة عكسية بعد أن اضطر عدد غير قليل من سكان سنجار للنزوح مجدداً نحو مدن إقليم كردستان".
ودخل مسلحو "العمال الكردستاني"، إلى مدينة سنجار لأول مرة، في العاشر من أغسطس/ آب 2014، تحت غطاء قتال تنظيم "داعش"، وتحرير المختطفين الأيزيديين، قادمين من معاقلهم التقليدية في مرتفعات الحسكة السورية وجبال قنديل العراقية، وسط صمت عراقي فُهم حينها على أنّه ترحيب بجهودهم في قتال تنظيم "داعش"، إلا أنّ المليشيات اتخذت في ما بعد المدينة وقرى تابعة لها معقلاً جديداً لها.
وتقول تركيا التي تصنّف "العمال الكردستاني" على لائحتها للإرهاب، إنّه يمارس أعمالاً عدائية ضدها انطلاقاً من مدن عراقية بينها سنجار.