ونقلت صحيفة "هآرتس" اليوم الخميس، عن السيناتور الجمهوري ميت رومني والسيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، اللذين قاما مؤخرا بزيارة للأردن أن نظام الحكم في عمان يخشى من تفجر مظاهرات عارمة في الأردن في حال تعاطى إيجابيا مع "الصفقة".
وحسب رومني وميرفي فإن نظام الحكم الأردني يرى أن الرفض الفلسطيني الحاسم للصفقة يزيد من حساسية الشارع الأردني لأي تعاط مع الخطة الأميركية.
وانتقد النائبان في مجلس الشيوخ بشدة إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لأنها ستقدم على طرح خطتها للتسوية دون أن تعي طابع انعكاساتها على الواقع في الأردن.
وعزا رومني وميرفي عدم مراعاة إدارة ترامب للأوضاع في الأردن إلى عدم تعيين سفير للولايات المتحدة في عمان، حيث أشارا إلى أنه لو كان هناك سفير لكان بإمكانه إطلاع البيت الأبيض على طابع الحساسية الأردنية للخطة الأميركية.
وكان كل من رومني، الذي كان مرشحا للرئاسة عن الحزب الجمهوري، وميرفي، قد قاما بجولة شملت إسرائيل وفلسطين والأردن، بصفتهما يرأسان لجنتين فرعيتين في مجلس الشيوخ تعنيان بمنطقة الشرق الأوسط.
وفي السياق، قال مركز تفكير يميني إسرائيلي إن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، يحاول المناورة في مسعى لتجاوز "صفقة القرن" بأقل قدر من الخسائر.
وفي مقال كتبه المستشرق يوني بن مناحيم، نوه المركز إلى أن الإدارة الأميركية تحاول تهدئة مخاوف القيادة الأردنية بدون نجاح كبير.
ولفت بن مناحيم إلى أن استراتيجية ترامب في محاولة الضغط على الملك عبد الله للتعاون مع "صفقة القرن" تقوم على استغلال الأوضاع الاقتصادية الصعبة في الأردن وابتزاز قيادته لدفعها للتعاون معها، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية تعرض على القيادة الأردنية مبلغ 45 مليار دولار لدعم الاقتصاد الأردني في حال تعاملت بجدية مع الصفقة.
وزعم بن مناحيم أن الملك عبد الله يعي خطورة الأوضاع الاقتصادية ويخشى من أن تقدم إدارة ترامب على وقف تقديم الدعم الأميركي السنوي للمملكة، وهو ما حدا به إلى المطالبة بعدم المبالغة في تنظيم المظاهرات المناهضة لـ "صفقة القرن" خشية حدوث مواجهة مع الإدارة الأميركية.
ولفت إلى أن الملك يخشى أن تفضي الخطة الأميركية إلى سحب صلاحية الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس المحتلة من الأردن وتسليمها للسعودية، إلى جانب قلقه من إمكانية أن تطلب إدارة ترامب منه توطين مليون لاجئ فلسطيني يتواجدون حاليا في الأردن ومنحهم حقوق مواطنة كسائر الأردنيين.