"حماس" تتمسك برفض المفاوضات مع الاحتلال

14 يوليو 2016
تعتبر "حماس" أن الاحتلال عجز عن هزيمتها(عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
بين الحين والآخر، تنتشر تعليقات تعرب عن الخشية من إجراء حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي. وعلى الرغم من عدم وجود أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة في الوقت الحالي إلا أنّ المتخوفين منها يواصلون الحديث عنها.

وبينَ المتخوفين، برز وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الذي أفادت وسائل إعلام إماراتية، أنه أبلغ المسؤولين الإسرائيليين، خلال زيارته الأخيرة إلى القدس المحتلة، "رفض مصر فتح أي جيوب خلفية بين إسرائيل وحماس لأن ذلك يهدد المشروع الوطني الفلسطيني"، بحسب ما أبلغها مصدر فلسطيني متواجد في القاهرة.
وقبل شكري، اتهم مسؤول في الحرس الثوري الايراني، الحركة الإسلامية في غزة، بالسعي لإجراء حوار مع إسرائيل، وهو ما ردت عليه الحركة ببيان عنيف، ينفي الاتهام ويؤكد على مبادئها تجاه مفاوضة الاحتلال، قبل أنّ يصدر الحرس الثوري بياناً رسمياً يتخلى فيه عن تصريحات مستشاره الذي اتهم "حماس".



من جهته، يقول القيادي في حركة "حماس"، النائب عنها في المجلس التشريعي، يحيى موسى، إنّ موقف الحركة من المفاوضات مع الاحتلال ثابت ولا يحتاج إلى تأكيد، مشدداً على أنها ضد التطبيع والمفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، كون ذلك أثبت فشله على مدار أكثر من عقدين من الزمن.

ويؤكد موسى لـ"العربي الجديد" أنّ موقف حركة "حماس" من المفاوضات مع الاحتلال واضح في ظل رفضها للتفاوض أو فتح أي قنوات اتصال مع الاحتلال الإسرائيلي، وخصوصاً أنّ التجربة أثبتت فشل هذا الطريق الذي سلكته السلطة الفلسطينية لعقدين ولم يحقق شيئاً لشعبنا.
وقبل ذلك، قالت "حماس" في بيان رسمي: "يعرف القاصي والداني ومنهم الحرس الثوري الإيراني أنّ سياسة حماس الرسمية والفعلية هي عدم التفاوض مع العدو الصهيوني، وستظل حماس رأس حربة المقاومة في فلسطين حتى التحرير والعودة بإذن الله".
من جهته، يقول مدير مركز "أبحاث المستقبل"، إبراهيم المدهون لـ"العربي الجديد"، إنّ الاتهامات التي توجه لحركة "حماس" تعود لخشية بعض الأطراف من وصول الحركة إلى اتفاق يصب في صالح المقاومة الفلسطينية، بالرغم من عدم وجود أي اتصالات مع الاحتلال في المرحلة الحالية.
ويؤكد المدهون أنّ حركة "حماس"، وبالرغم من وجود بعض الملفات التي تحتاج إلى فتح قنوات اتصال مع الاحتلال، كملف الجنود الأسرى المفقودين في غزة والتهدئة، إلا أنها لا تزال تحرص على وجود طرف ثالث وسيط في هذه الاتصالات.
وينبّه إلى أنّ بعض الأطراف، عبر الاتهامات التي وجهتها إلى الحركة، تسعى لتشويه صورة "حماس" والقول إنها لا تختلف كثيراً عنهم، خصوصاً الدول التي تقيم علاقات بالاحتلال وتطبع معه، على الرغم من أن الاتهامات التي توجه للحركة لا تستند إلى معلومات حقيقية بشأن وجود مفاوضات بين إسرائيل و"حماس".
ويشير المدهون إلى أنّ "حماس" حين تفتح أي قناة اتصال مع الاحتلال "لن تقوم بإخفاء الأمر على جمهورها، وستعلنه على الملأ، كونها تعلم أنّ مفاوضاتها مع الاحتلال لن تكون كمفاوضات السلطة الفلسطينية، أو بعض الأنظمة العربية"، على حد قوله.
ويضيف المحلل السياسي أنّ "حماس" لا تزال تشعر أن "الاحتلال عجز عن هزيمتها بالرغم من الحروب التي شنها ضدها وضد القطاع، بعكس السلطة الفلسطينية التي تقف منهزمة أمام الاحتلال، وهو ما سيجعل أي مفاوضات مختلفة كليا بين الجانبين"، على حد وصفه.
لكنّ المدهون يدعو في حديثه لـ"العربي الجديد"، "حماس" إلى ضرورة التفكير في فتح قنوات اتصال مباشرة مع الاحتلال في ظل تضييق الأنظمة العربية الخناق على الحركة وعدم وجود وسطاء نزيهين ووجود ملفات خاصة عالقة تحتاج إلى تحريك كالأسرى والتهدئة بغزة.

ويشير إلى وجود إمكانية لفتح قنوات اتصال بين "حماس" وإسرائيل مستقبلاً للتفاوض في ظل أن السياسة متغيرة، وقد تصل الحركة لمرحلة تجد نفسها بحاجة أن يكون هناك مفاوضات مع الاحتلال لتحريك بعض الملفات التي تحتاج إلى إنجاز متعلقة بصورة الوضع في القطاع وغيرها من القضايا.
ولم تفاوض "حماس" إسرائيل حتى الآن بشكل مباشر، لكنّها عبر وسطاء ومنهم مصر وألمانيا التي فاوضت بشكل غير مباشر لإتمام صفقة تبادل الأسرى قبل سنوات، وهو ما أدى إلى إنجاز صفقة "وفاء الأحرار" حين أفرجت الحركة عن الجندي الإسرائيلي المحتجز لديها جلعاد شاليط، مقابل 1027 أسيراً وأسيرة فلسطينية.