18 منظمة إسلامية ترفض "بيان غروزني"

02 سبتمبر 2016
القرضاوي: المؤتمر أزعج كل مخلص (منير زاكيروغلو/ الأناضول)
+ الخط -

تواصلت ردود أفعال المنظمات الرافضة بيان "مؤتمر غروزني"، فبعد رفض "هيئة كبار العلماء" في السعودية، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لما جاء في البيان، أصدرت 18 منظمة إسلامية بياناً مشتركاً رفضت فيه كل ما جاء في "بيان غروزني"، معتبرة أنه صدر عن "مؤتمر مشبوه".

وقد أكدت المنظمات الموقعة على أن مؤتمر "أهل السنة والجماعة"، في العاصمة الشيشانية غروزني، والذي أقصى "السلفية" من أهل السنة والجماعة، "هو امتداد للمؤتمر الذي عقد بالقاهرة للموضوع ذاته، وهو جزء من سلسلة ترمي إلى تفريق المسلمين واستلاب مفهوم أهل السنة والجماعة، ومحاصرة واستبعاد وتشويه علماء السنة المعاصرين، والتمكين للفرق المخالفة للسنة، وإثارة النزاعات المذهبية القديمة".

وجاء في البيان، أيضاً، أنه "يهدف لتسليم زمام القيادة السياسية للعلمانيين الذين يخدمون المشروع الاستعماري في المنطقة"، معتبرة أن "اجتماع علماء مع مندوب روسيا الاتحادية في مؤتمر واحد من غير سماع نكير واحد، أو تضمين البيان الختامي لاستنكار وشجب للاستهتار بدماء مسلمي سورية، خيانة للأمة بأسرها"، مشددا على أن "علماء المسلمين الأجلاء ودعاتهم الأوفياء يدينون هذا المؤتمر في أشخاص من حضروه وهم يعلمون أهدافه، ومن سكتوا بعد أن ظهر لهم عواره وعاره".

وأوضح الموقعون على البيان أن "أهل السنة كما هو متقرر لدى أهل الإسلام قديما وحديثا، هم الصحابة والتابعون وتابعوهم المتمسكون بالكتاب والسنة، قولاً وعملاً واعتقاداً، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين"، وأبرز أن "نبز أصحاب المنهج السلفي بالتطرف بعد إقصائهم من أهل السنة بالجملة، وقصر الحضور على من كان موافقا للمؤتمرين في منهجيتهم الشائنة، يناقض ما يدَّعونه ويدعون إليه من التواصل والتراحم"، وتساءلوا: "أم أن هذا مصروف لأعداء الملة والدين فحسب؟!"، معتبرين أن "البراءة من أهل الإسلام كموالاة أهل الباطل في الإثم سواء بسواء".

ووقع على البيان كل من رابطة علماء المسلمين، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورابطة علماء المغرب العربي، ورابطة علماء أهل السنة، واتحاد علماء أفريقيا، ورابطة علماء ودعاة شرق وجنوب آسيا، والهيئة العالمية للاحتساب، والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، والرابطة الشرعية للعلماء والدعاة في السودان، ورابطة علماء الكويت، وهيئة علماء المسلمين في لبنان، وهيئة علماء السودان، ودار الإفتاء الليبية، وهيئة علماء ليبيا، واتحاد علماء المحافظات الجنوبية في اليمن، وهيئة علماء اليمن، ورابطة أئمة ودعاة ألبانيا، ومنتدى العلماء والأئمة في مورتانيا".

وكانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، قد حذرت، أمس الخميس، من "إثارة النعرات وإذكاء العصبية بين الفرق الإسلامية"، تعليقاً على المؤتمر.

وأكّدت هيئة كبار العلماء السعودية، في بيان، أنّ "كل ما أوجب فتنة أو أورث فرقة فليس من الدين في شيء"، داعياً إلى أنّ "تتوحد الأمة الإسلامية، وتفريقها إلى أحزاب وفرق من البلاء الذي لم تأت به الشريعة، وعلى الإسلام وحده تجتمع الكلمة، ولن يكون ذكر ومجد لهذه الأمة إلا بذلك".

وأشارت إلى أنّ "الفقهاء والعلماء والدعاة ليسوا بدعاً من البشر، فأنظارهم متفاوتة، والأدلة متنوعة، والاستنتاج متباين، وكل ذلك خلاف سائغ، ووجهات نظر محترمة، فمن أصاب من أهل الاجتهاد فله أجران، ومن أخطأ فله أجر"، معتبرةً أنّه "ليس من الحكمة، توظيف المآسي والأزمات لتوجهات سياسية، وانتماءات فكرية، ورفع الشعارات والمزايدات والاتهامات والتجريح".

ودعت إلى تجنّب الصراعات والفتن، قائلةً إنّ "الوقت ليس وقت تلاوم، وعلينا أن نكون أكثر حصافة ووعياً، فالذين لا يريدون لهذه الأمة خيراً يراهنون على تحويل أزماتنا إلى صراعات وفتن سياسية ومذهبية وحزبية وطائفية". وأضافت "لنحرص في عالمنا الإسلامي على بناء الصف، وتوثيق اللحمة، وترسيخ المشترك، مع تعزيز الإنصاف والعدل في القول والحكم، في محيط من المحبة وسلامة القصد".

بدوره، هاجم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي، مؤتمر غروزني، واصفاً إيّاه بأنّه "مؤتمر ضرار، وأزعجني بأهدافه وعنوانه، وطبيعة المدعوين إليه والمشاركين فيه، كما أزعج كل مخلص غيور من علماء الإسلام وأمته".

ووصف القرضاوي الحضور بأنّهم "علماء السلطان وشيوخ العار الذين سكتوا عن دماء المسلمين المراقة ظلماً وعدواناً من روسيا وأذنابها، والذين هللوا للمستبدين في عالمنا العربي وحرضوهم على سفك الدماء".

وأضاف: "ثم جاء البيان الختامي معبّراً عن هوة سحيقة يحياها المؤتمرون والرعاة لهذا المؤتمر البائس، فبدلاً من أن يسعى لتجميع أهل السنة والجماعة صفاً واحداً أمام الفرق المنحرفة عن الإسلام، المؤيدة سياسياً من العالم، والمدعومة بالمال والسلاح، إذا به ينفي صفة أهل السنة عن أهل الحديث والسلفيين، وهم مكوّن رئيسي من مكونات أهل السنة والجماعة".

وشهدت العاصمة الشيشانية غروزني، الأسبوع الماضي، مؤتمر "أهل السنة والجماعة" الذي ضمّ شخصيات من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. وتضمّن البيان الختامي للمؤتمر إعادة لتعريف مفهوم "أهل السنة والجماعة" على أسس عقدية، إذ أقصى "السلفية" وحصر وصف "أهل السنة والجماعة" على "الأشعرية والماتريدية" في الاعتقاد، والمذاهب الأربعة "الحنبلي والحنفي والشافعي والمالكي" في الفقه، ومن اعتبرهم "أهل التصوف الصافي".