محاولات إسرائيلية لبناء محور مساند في غرب أفريقيا

09 يونيو 2017
نتنياهو خلال مشاركته في "إيكواس" (غالي تيبون/فرانس برس)
+ الخط -

احتفت وسائل الإعلام الإسرائيلية بما وصفته بـ"العوائد الاستراتيجية" لمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المؤتمر الذي عقدته المنظومة الاقتصادية التي تضم دول غرب أفريقيا (إيكواس) في العاصمة الليبيرية مونروفيا، يوم الأحد.

في هذا السياق، أشار معلقون إسرائيليون إلى أن "الإنجازات التي حققتها إسرائيل من حضور نتنياهو هذه القمة، تمثلت في الحصول على تعهّدات من القادة المشاركين بدعم إسرائيل في المحافل الدولية وعدم دعم مشاريع القرارات ضدها، إلى جانب ضمان تأييدهم لحصول إسرائيل على مكانة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، ناهيك عن سلسلة من الاتفاقات حول التعاون في المجالات المختلفة، وضمنها مكافحة الإرهاب".

ووفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن "أحد الإنجازات المهمة تمثل في التعهد الذي قدمه رئيس السنغال، ماكي سال، لنتنياهو خلال اجتماعهما على هامش القمة، بعدم التصويت مجدداً ضد إسرائيل في المحافل الدولية". وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته يوم الثلاثاء، إلى أن "نتنياهو وسال وضعا حداً للأزمة الدبلوماسية التي تفجرت بين الجانبين في أعقاب قيام السنغال، العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي، إلى جانب ثلاث دول أخرى بإعادة تقديم مشروع قرار 2334، الذي يندد بالاستيطان اليهودي في الضفة الغربية للتصويت في المجلس في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد أن قامت مصر بسحب مشروع القرار". وقد أصدر نتنياهو في حينه قراراً بسحب السفير الإسرائيلي من السنغال ووقف المساعدات التقنية التي تقدمها إسرائيل لهذا البلد. وأشارت الصحيفة إلى أنه "في مقابل هذا التعهد، فقد أمر نتنياهو بعودة السفير الإسرائيلي بول هيرشون إلى جانب استئناف الدعم التقني للسنغال".

وقد أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى أن "مشاركة نتنياهو في المؤتمر تعد المركب الثاني في استراتيجية إسرائيل للعودة لأفريقيا"، لافتة إلى أن "الزيارة تهدف إلى استكمال ما حققته الجولة التي قام بها في منطقة شرق أفريقيا في يونيو/ حزيران من العام الماضي".

بدوره، ذكر رئيس تحرير الصحيفة بوعاز بسموت، الذي كان ضمن الصحافيين الذين رافقوا نتنياهو، أن "مشاركة إسرائيل في إيكواس، هدفت إلى بناء محور أفريقي مساند لإسرائيل في غرب أفريقيا، تماماً كما أسفرت جولة نتنياهو في شرقها إلى تكريس محور مساند لإسرائيل، يشمل: أوغندا، وكينيا، ورواندا، وإثيوبيا".

وقد كان لافتاً ربط بسموت بين حرص قادة الدول الأفريقية على تطوير علاقات بلدانهم بإسرائيل والتقارب الكبير و"الدراماتيكي" الذي حصل بين إسرائيل والدول العربية في الآونة الأخيرة. ونقل عن أحد الزعماء الأفارقة الذين شاركوا في القمة قوله: "لم يعد بإمكان القادة الأفارقة أن يكونوا فلسطينيين أكثر من قادة الدول العربية الذين يجاهرون بأنهم يواجهون التحديات نفسها التي تواجهها إسرائيل ويتعاونون معها في مواجهتها".



وأضاف بسموت، الذي سبق أن عمل سفيراً لإسرائيل في موريتانيا، أن "قادة الدول الأفريقية معنيون باستغلال الطاقة الكامنة في التعاون مع إسرائيل في مجال تقنيات المياه والزراعة والتكنولوجيا والصحة ومواجهة الإرهاب". وشدّد على أن "التحرك الإسرائيلي يهدف إلى استعادة شهر العسل الذي كان قائماً بين إسرائيل وأفريقيا في ستينيات القرن الماضي"، مشيراً إلى أن "رئيسة الوزراء الراحلة غولدا مائير أدت في حينه الدور الرئيسي في تحقيق هذا الإنجاز من خلال جولاتها في القارة الأفريقية".

من جانبه، رأى الصحافي إيتمار آيخنر أن "مشاركة نتنياهو في قمة إيكواس، أفضت عملياً إلى تطبيع العلاقات بين دول غرب أفريقيا وإسرائيل، حتى وإن ظلت بعض دول هذه المنطقة حتى الآن لا تقيم علاقات دبلوماسية مع تل أبيب".

وفي تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نقل آيخنر عن مسؤولين إسرائيليين رافقوا نتنياهو قولهم إن "بعض رؤساء الدول التي شاركت في إيكواس، قد التزموا أمام نتنياهو بتأييد طلب إسرائيل بأن تصبح عضواً مراقباً في الاتحاد الأفريقي". وأشار آيخنر إلى "أهمية اللقاء الذي جمع نتنياهو برئيس دولة مالي إبراهيم ببوكر كيتا، بوصف مالي دولة إسلامية. وتم الاتفاق بين الجانبين على تسخين العلاقات الثنائية، مع العلم أن مالي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع تل أبيب".

كما أن كيتا تعهد بتدشين علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، في مقابلة مع صحيفة "يسرائيل هيوم"، لافتاً إلى أن "الكثير من شباب بلاده يتوجهون إلى إسرائيل لتلقي التدريب والتأهيل في المجالات المختلفة". وشدّد على أن إسرائيل "بإمكانها الإسهام بتطوير المنطقة". وذكرت مصادر إسرائيلية مطّلعة أن "التحدي الأكبر الذي يواجه إسرائيل هو في جنوب القارة الأفريقية، على اعتبار أن تل أبيب تواجه مشاكل دبلوماسية مع دول تلك المنطقة، ولا سيما مع دولة جنوب أفريقيا".