هولاند في أفريقيا الوسطى لترتيب الانسحاب العسكري الفرنسي

13 مايو 2016
فرنسا تستعد لسحب جنودها من أفريقيا الوسطى (فرانس برس)
+ الخط -
يصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، اليوم الجمعة، إلى بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى، في زيارة خاطفة تقوده أيضاً إلى نيجيريا، حيث سيشارك في قمة أفريقية لمحاربة جماعة "بوكو حرام" المتطرفة، تنعقد غداً السبت.

وتعد هذه الزيارة الأولى لفرانسوا هولاند إلى أفريقيا الوسطى، منذ انتخاب فوستان آرشانج تواديرا رئيساً للبلاد، والذي تسلم مقاليد السلطة بعد عامين من الحكم الانتقالي، عقب انتخابات وصفت بالديمقراطية، أشرفت عليها الأمم المتحدة.

كما أنها تأتي في وقت قررت فيه فرنسا سحب قواتها المشاركة في عملية "سانغاريس" لحفظ السلام في أفريقيا الوسطى، والتي بدأت مهمتها في 5 ديسمبر/كانون الأول 2013، بعد الانقلاب الذي قامت به مليشيات "سيليكا" ضد نظام الرئيس، فرانسوا بوزيزي، في 18 أبريل/نيسان 2013، واندلعت حينها أعمال عنف أسفرت عن مقتل المئات على وقع تقاتل عرقي بين الأقلية المسلمة والغالبية المسيحية.

 وكان عدد القوات الفرنسية التي دخلت أفريقيا الوسطى لوضع حد للحرب الأهلية آنذاك 2000 جندي، لم يبق منهم حالياً سوى 650 سينسحبون في غضون الشهور المقبلة بشكل تدريجي.

وتمكنت القوات الفرنسية، بدعمٍ من قوات الاتحاد الأفريقي وبعثة الأمم المتحدة، من تأمين المرحلة الانتقالية والمحافظة على مؤسسات الدولة الهشة واحتواء المواجهات العرقية وأعمال العنف تحديداً في بانغي بين المسيحيين والمسلمين.

وتبقى النقطة الأكثر قتامة في تجربة التدخل الفرنسي في أفريقيا الوسطى، هي الفضائح الجنسية، التي لطخت سمعة الجيش بعد نشر عدة تقارير العام الماضي، "تُثبت تورّط جنود فرنسيين عاملين في قوة "سنغاريس" في جرائم اغتصاب بحق قاصرين، ومقايضة خدمات جنسية بالطعام"، وهو الأمر الذي وضع قيادة الجيش الفرنسي في موقف حرج. ووعد هولاند بإنزال أقسى العقوبات بحق الجنود الفرنسيين المتورطين في هذه الفضائح.

وتعتبر فرنسا حليفاً قوياً لأفريقيا الوسطى، وستواصل مساعدتها لهذا البلد في إعادة الإعمار وتعزيز الاستقرار الأمني، وإقامة مصالحة وطنية بين مختلف المكونات العرقية.

وينتقل هولاند الليلة إلى العاصمة النيجيرية أبوجا، للمشاركة في قمة مخصصة لمحاربة جماعة "بوكو حرام"، يترأسها الرئيس النيجيري محمد بخاري.

ويشارك في هذه القمة عدة قادة وزعماء أفارقة من جيران نيجيريا المنخرطين في محاربة "بوكو حرام"، من أجل تعزيز التعاون العسكري لاستئصال هذه الجماعة، التي نقلت مسرح عملياتها إلى تشاد وكاميرون والنيجر في الآونة الآخيرة.

المساهمون