بوتين: نطبّق السياسات الإسرائيلية في سورية

06 نوفمبر 2016
ميدفيديف: إسرائيل "دولة صديقة" (ديمتري أستاخوف/ Getty)
+ الخط -

كشفت صحيفة "ميكور ريشون" الإسرائيلية، في عددها الصادر اليوم الأحد، النقاب عن فحوى لقاءٍ جمع مسؤولين غربيين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جاهر فيه الأخير بالقول إنّ الحرب التي تشنّها إسرائيل على ما وصفه بـ"الإرهاب"، تمثّل مصدر "قدوة" له، لافتاً إلى أنّه يطبق السياسات الإسرائيلية في سورية.

وبحسب الصحيفة، فإنّ بوتين الذي كان يتحدّث مع مسؤولين غربيين على هامش مؤتمر دولي، عُقد، الأسبوع الماضي، في مدينة فيلدي الروسية، طالب الدول الغربية أيضاً بأن تتبنّى "السياسات التي تتبنّاها إسرائيل في مواجهة الإرهاب"، قائلاً إنّ "إسرائيل لا ترتدع عن القيام بعمليات عسكرية حتى في المناطق التي يتواجد فيها المدنيون".

واعتبر أنّ "سر إسرائيل في البقاء والنجاح، هو درجة التصميم الذي تظهره في الحرب على الإرهاب، وهذا ما يتوجّب على الغرب أن يتعلّمه أيضاً"، على حد قوله.

وفي السياق، أكّد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، على توافق الموقفين الروسي والإسرائيلي في عدد من القضايا المتعلّقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إلى جانب إظهاره مدى التقارب بين موسكو وتل أبيب، بشأن الحرب في سورية. 


وفي مقابلة أجرتها معه، الليلة الماضية، القناة الإسرائيلية الثانية، قال ميدفيديف إنّ "دولتنا لم تتنّكر في يوم من الأيام لحق إسرائيل، وحق الشعب اليهودي في القدس وجبل الهيكل (الاسم الذي يطلقه اليهود على المسجد الأقصى) وحائط المبكى (حائط البراق)، الإيمان بهذه الحقوق من البديهيات ومن السخف إنكارها".

ونفى ميدفيديف، الذي يبدأ هذا الأسبوع زيارة رسمية إلى إسرائيل بمناسبة مرور 25 عاماً على استئناف العلاقات معها، أن يكون تصويت روسيا لصالح القرار الأخير لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) بشأن المسجد الأقصى يناقض هذا الموقف، مقللاً من أهمية القرار.

وقال في هذا الإطار، إنّ "هذه القضية تم تضخيمها بشكل مبالغ فيه. مثل هذه القرارات اتخذت عشرات المرات في الماضي، وتصويتنا ليس موجهاً لإسرائيل، وهو من متطلبات التسييس المتبعة لدى التصويت على القرارات في المحافل الدولية".

وكشف رئيس الوزراء الروسي، النقاب عن أنّ مسؤولين إسرائيليين التقاهم في موسكو، أكّدوا له أنّهم يفضلون بقاء بشار الأسد في سورية، إن كان البديل هو سيطرة ما وصفها بـ"التنظيمات الإرهابية" على البلاد.

وأضاف "إنّني أعرف الأسد شخصياً، يمكن أن تتطرّق إليه بصور مختلفة، هناك من يكرهه وهناك من لا يحبّه، لكنه يعدّ عامل استقرار إذا أخذنا بعين الاعتبار هوية الجهات التي تقاتله".

وحول إصرار إسرائيل على حقّها في التدخّل، وقصف أي قوافل سلاح لحزب الله من سورية، قال ميدفيديف "أتمنى أن تدرك سورية أنه يتوجب تجنّب مثل هذه السيناريوهات. إنّني أنطلق من افتراض مفاده أنّ كل الأطراف غير معنية بخطوات تفضي إلى زيادة التوتر، وأتمنى ألّا نصل إلى هذه النتيجة".

وشدد ميدفيديف على وجود تنسيق بين إسرائيل وروسيا في كل ما يتعلّق بالقضايا الإقليمية بما فيها القضية السورية. وأعاد للأذهان حقيقة أنّه عندما كان رئيساً لروسيا تعاون من أجل إنجاح العقوبات على إيران، من أجل إجبارها على وقف برنامجها النووي، معتبراً أنّ العلاقة مع إيران لا يمكن أن تأتي على حساب العلاقة مع إسرائيل.

ورفض رئيس الوزراء الروسي أن تكون بلاده ترتكب "جرائم حرب" في سورية، مبرّراً الغارات الروسية بتعاون مقاتلي المعارضة السورية مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). واتهم ميدفيديف الولايات المتحدة بالتخلّي عن التزاماتها في الحرب على "الإرهاب"، ممّا جعل روسيا تقف وحدها في مواجهة "الإرهابيين"، على حدّ تعبيره.



وعلى صعيد العلاقات الثنائية، شدّد ميدفيديف على اهتمامه الخاص بتطوير العلاقات الثنائية مع إسرائيل، التي وصفها بـ "دولة صديقة والعلاقة معها ذات طابع خاص، بسبب وجود قطاع سكاني كبير فيها من أصول روسية".

وأضاف أنّ "كثيرين من المهاجرين هنا يجيدون الروسية، ويعرفون العقلية الروسية، وهذا ما يمكن الدولتين من التواصل بشكل فاعل ونشط، ولهذه الميزة قيمة كبيرة جداً، ونحن نراهن على ذلك". لكنّ ميدفيديف انتقد تجاهل الحكومة الإسرائيلية متطلّبات تحقيق التسوية السياسية للصراع، "على الرغم من أنه بدت في الآونة الأخيرة مؤشرات مشجعة على تحقيق تقدم في العملية التفاوضية".