استراتيجية ترامب للأمن القومي: رسائل متناقضة للصين وروسيا وتجاهل تغير المناخ

19 ديسمبر 2017
تجاهل ترامب التغير المناخي (Getty)
+ الخط -
عرض الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاثنين، في واشنطن، رؤيته للأمن القومي التي تتمحور حول شعاره الشهير "أميركا أولا"، والتي تضمنت إشارات متناقضة إزاء الصين وروسيا، إضافة إلى تجاهل تام للتهديدات الناجمة عن تغير المناخ.

وقال ترامب: "نحن نواجه قوتين غريمتين، هما روسيا والصين الساعيتان للنيل من نفوذ وقيم وثروة أميركا"، لكنه أكد في الوقت نفسه رغبته في إقامة "شراكات كبرى معهما".

وأسهب ترامب، في خطابه الذي لم يركز حول موضوع بحد ذاته في الحديث، عن التعاون بين أجهزة الاستخبارات الروسية والأميركية، والتي أتاحت، وفق موسكو، إحباط مخطط لتنفيذ اعتداء في سان بطرسبرغ.

وقال الرئيس الأميركي إن الروس "تمكنوا من توقيف هؤلاء الإرهابيين من دون أي خسارة في الأرواح"، معتبرا أن "الآلاف" كانوا سيسقطون قتلى لولا المعلومات الأميركية. وتابع: "هكذا يجب أن تكون الأمور"، مشيدا بالتعاون في هذا المجال مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وتخضع العلاقات بين ترامب وبوتين للمراقبة الدقيقة، إذ يتولى المحقق الخاص روبرت مولر التحقيق في تواطؤ محتمل بين مقربين من ترامب وموسكو خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة.

وعاد ترامب إلى شعاره "أميركا أولا"، قائلا: "لقد سمع العالم أجمع الرسالة ورأى العلامات الأولى لها: أميركا عائدة وبقوة"، مستعيدا العبارات التي استخدمها خلال حملته الانتخابية من قبيل "بلد بلا حدود ليس بلدا".

وجاء في وثيقة من خطة ترامب للأمن القومي تم الكشف عنها قبل خطابه أن "الصين وروسيا  تريدان صياغة عالم يمثل نقيض القيم والمصالح الأميركية"، كما اتهمت الصين بمحاولة دفع الأميركيين إلى خارج منطقة الهند والمحيط الهادئ.

وأضافت الوثيقة أن "الصين وروسيا تتحديان القوة والنفوذ والمصالح الأميركية، وتسعيان إلى تقويض الأمن والازدهار الأميركيين"، وأن البلدين "مصممان على جعل اقتصاديهما أقل تحررا وانفتاحا وعلى تضخيم جيشيهما وعلى مراقبة المعلومات والبيانات من أجل قمع مجتمعيهما وتوسيع نفوذهما".

وقبل خطابه، عبرت الصين عن أملها في "تحسين الثقة المتبادلة" بين البلدين، وقال هوا تشونينغ المتحدث باسم الخارجية الصينية، إن العديد من العناصر تثبت أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين "تخدم المصالح المشتركة".

ولم يأت دونالد ترامب، خلال عرض رؤيته، على ذكر التغير المناخي، مكتفيا بوصف اتفاق باريس للمناخ بـ"الظالم". وبذلك، يقطع ترامب مع سياسات سلفه باراك أوباما الذي أدرج "تغير المناخ" ضمن العوامل المهددة للأمن القومي الأميركي.


(فرانس برس)