المرزوقي يعتبر خيارات "النهضة" البراغماتية "طبيعية"

27 مايو 2016
المرزوقي أيّد قرار فصل السياسي عن الدعوي (Getty)
+ الخط -
اعتبر الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، أن حركة "النهضة" غيّرت خياراتها الأساسية بالتحالف مع النظام القديم بدلاً من التحالف بين من سماهم الإسلاميين المعتدلين والعلمانيين المعتدلين.

وقال المرزوقي، في حوار بُثّ مساء اليوم الجمعة على قناتي "تونس" و"فرانس 24"، إن لقاء باريس الذي جمع بين الرئيس الباجي قائد السبسي وزعيم "النهضة" راشد الغنوشي، كان دون علمه، بحيث قرر الغنوشي، والذي كان وقتها حليفا لحزبي "المؤتمر من أجل الجمهورية" و"التكتل الديمقراطي من أجل العمل"، أن يعقد ذلك الاجتماع دون أن يكلف نفسه عناء إعلام حلفائه لا قبل ولا بعد اللقاء.

وأضاف المرزوقي أنه من حق الأحزاب أن تغيّر خياراتها، ولكن طبيعة العلاقة المتينة التي كانت تجمعه بالإسلاميين على امتداد ثلاثة عقود من الزمن، كانت تفترض من حليفه أن يعلمه بتغيير خياراته وبرامجه، مشدداً على أنه حمى البلاد والترويكا من انقلاب أكيد كان يعد لها في تلك الفترة.

وأكد المرزوقي أن مسألة الفصل بين الدعوي والسياسي التي أقرتها "النهضة" في مؤتمرها الأخير، ليست اكتشافاً خارقاً، وأن الطبيعي هو أن يكون العمل السياسي بعيداً عن الأخلاق التي هي ملك للجميع، سواء كانوا علمانيين أو إسلاميين.


المرزوقي اعتبر من ناحية أخرى أنه أدى واجبه كما ينبغي، بحيث انتهت فترة ولايته بكتابة الدستور والوصول إلى انتخابات اعتبر أنها كانت حرة، ولكنها لم تكن نزيهة، إذ كانت عملية غش للناخبين الذين صوتوا للسبسي على أساس اختلافه مع "النهضة"، والناخبين الذين صوتوا لحركة "النهضة" على أساس أنها مواصلة لخط الثورة.

وشدٰد المرزوقي على أن تراجع الأمل وتراكم الخيبات لدى التونسيين هو الذي أعاده إلى هذه المعركة من جديد، معتبراً أن الشعب التونسي يمر بديناميكية بحث عن بديل سياسي، وأنه يريد أن ينجح ويعود للحياة، برغم الخيبات، معتبرا أنه جزء من هذه الديناميكية.

وقال المرزوقي إنه يراهن على الزمن ليكشف للجميع إذا ما كانت الثورة انتهت أم لا، وأنه واثق من مساره، وأن الانتخابات المقبلة، إما أن تدفع تونس إلى الديمقراطية أو تعود بها نصف قرن إلى الوراء.

من جهة ثانية، جدد المرزوقي تضامنه مع الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، معتبرا أن الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي وصل للحكم عن طريق انقلاب، وأنه سيتحاشاه كما فعل مرات عديدة، إذا دعي لتونس.

وقال المرزوقي، إنه كان بإمكانه البقاء في كرسي الرئاسة لأن ذلك كان ممكنا، بحكم كل الإمكانات المتاحة، ولكنه كان رافضاً لما سمّاه التحالفات المشبوهة والمال المشبوه، وأنه ليس راغباً في سلطة أو متشبثا بكرسي.

واعتبر المرزوقي أن لوبيات المال الفاسد والإعلام الفاسد هي من تقود الثورة المضادة، وكانت هناك غرفة عمليات بهدف تشويهه "وكانت لها قدرات غريبة، ولكن لم تكن له إمكانية محاربتهم بأسلحتهم، وإذا لم تحاربهم انتصروا عليك".

واعتبر أن حزب "نداء تونس" "لا برنامج له، وأن كل وعوده كاذبة.