يواصل رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي مبادراته لتوطيد علاقات بلاده مع المحيط العربي والإقليمي، سواء كان من خلال جولاته التي شملت دولاً عربية ومجاورة، أو عن طريق استقباله لوفود تضم رؤساء وملوكاً ومسؤولين عرباً وأجانب، وهو ما اعتبره سياسيون مفتاحاً عراقياً للمساهمة في حل أزمات بالمنطقة.
واستقبل رئيس الوزراء العراقي، اليوم الأربعاء، الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، وفقا لبيان أصدره مكتب عبد المهدي.
ونقل البيان عن رئيس الحكومة العراقية قوله إن "سياستنا الخارجية منسجمة مع رؤيتنا وسياستنا الداخلية، وتوجهاتنا الخارجية صادقة وجادة في إقامة أفضل العلاقات وتبادل المصالح مع الدول العربية والمجاورة"، مبينا أن هذه السياسة "جادة ونابعة من مصالح شعوب وبلدان المنطقة"، وأشار إلى أن التطورات التي يشهدها العراق والاستقرار الأمني هو نتيجة للتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
وفي السياق، دعا الرئيس العراقي برهم صالح دول الخليج إلى "تغليب لغة الحوار والتفاهم من أجل تعزيز السلام، والابتعاد عن النزاعات والحروب"، مؤكدا في بيان عقب استقباله الزياني، أن الظروف الأمنية والسياسة والاقتصادية التي تمر بها المنطقة تتطلب من الجميع تنسيق الجهود وتعزيز التعاون وتقريب وجهات النظر بهدف تحقيق الاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة.
وبحسب بيان الرئيس العراقي، فإنه "تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزير الخارجية محمد علي الحكيم وعبد اللطيف الزياني، بما يمهد التحول باتجاه تعميق العلاقات بين العراق والمجلس".
واعتبر عضو تيار الحكمة علي الرفيعي أن الزيارات المتكررة التي يشهدها العراق، وكذلك زيارات المسؤولين العراقيين إلى الخارج "تمثل بادرة مهمة لاستعادة دور العراق الإقليمي، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن العراق يريد أن يساهم في حل أزمات بالمنطقة.
وبين الرفيعي أن العراق "لا يتفق تماما مع جميع الأطراف، إلا أنه يلتقي مع الآخرين في المشتركات"، مشيرا إلى وجود أزمات مهمة بالمنطقة لا بد من حلها، كالموقف من الولايات المتحدة الأميركية، والأزمة السورية، والمشاكل في عدد من الدول العربية، فضلا عن الحصار على إيران، والعلاقات مع تركيا".
وزار رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي السعودية الأسبوع الماضي على رأس وفد رفيع ضم وزراء ومسؤولين ورجال أعمال، ووقع هناك 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وقبل ذلك بأسبوعين زار عبد المهدي إيران، ما دفع مراقبين إلى القول إن العراق يريد أن يوازن بين الدول المتنافرة بالمنطقة.
كما عقد في بغداد، يوم السبت الماضي، قمة لرؤساء برلمانات سبع دول، هي العراق والكويت والأردن والسعودية وإيران وتركيا وممثل عن النظام السوري.
ورأى المحلل السياسي علاء العبيدي أن العراق يمتلك فرصة تاريخية للعودة إلى محيطه العربي، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن الحكومة الحالية "ولدت في أجواء مثالية بالنسبة للعلاقات الخارجية".
وبين أن بغداد "يمكن أن تكون حلقة وصل بين المتخاصمين"، مستدركا "إلا أن ذلك ينبغي ألا يكون على حساب حياديتها، لأن الانحياز إلى أي طرف قد تكون له تبعات لا تحمد عقباها".