خلاف داخل "بيت" السيسي حول تأسيس حزب موالٍ

28 مارس 2016
ستجري انتخابات المحليات أواخر 2016 أو مطلع 2017 (الأناضول)
+ الخط -


على الرغم من النفي المتكرر والقاطع من قبل قيادات ائتلاف "دعم مصر"، المنبثق عن قائمة "في حب مصر"، المدعومة من أجهزة أمنية، لوجود نية تأسيس حزب سياسي داعم للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، إلا أن الأمر لم يُحسم بعد.

في هذا السياق، تكشف مصادر في ائتلاف "دعم مصر" داخل البرلمان، وجود اختلاف في الرؤى داخل النظام الحالي حول مسألة تأسيس حزب سياسي داعم للسيسي خلال الفترة المقبلة. وتفيد المصادر، بأنه "على الرغم من رفض السيسي تأسيس حزب يرتبط به ويدعمه، خوفاً من تكرار تجربة (الرئيس المخلوع حسني) مبارك، إلا أن محاولات تقوم بها أطراف مقرّبة منه لإقناعه بالأمر، على ألا يرتبط الحزب بشكل مباشر به، خصوصاً في ظلّ الحاجة لظهير سياسي، لا عسكري.

وتربط المصادر بين تأسيس حزب داعم للسيسي، وإمكانية حصد ائتلاف "دعم مصر" أغلبية مقاعد المجالس في انتخابات المحليات، المقررة بين أواخر العام الحالي أو مطلع عام 2017، في ظلّ تكثيف الائتلاف مساعيه لاختيار عناصر شابة في مختلف المحافظات لتمثيله.

وتضيف المصادر أن تشكيل قوائم خاصة بـ "دعم مصر"، للدفع بها في انتخابات المحليات، لم يتوقف عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية العام الماضي. وترى بأن "الاهتمام بالانتخابات سيبدأ فعلياً بعد الانتهاء من القضايا العالقة وإجراء انتخابات اللجان النوعية داخل مجلس النواب". وتشير المصادر إلى أن "الائتلاف شكّل لجنة خاصة بمسألة انتخابات المحليات، مهمتها تجميع الأسماء وتلقّي الترشيحات ورغبات الشباب في مختلف المحافظات، والعمل على فرز هذه الأسماء".

وتؤكد أن "عمليات فرز الأسماء لا تزال مستمرة، لتكون بمثابة ركيزة أساسية عند فتح هذا الملف وبدء انتخابات المحليات فعلياً"، موضحة أن "الاعتماد الأساسي على شباب غير منتمٍ لأحزاب في الأساس". وتلفت إلى أن "انتخابات المحليات بعد السيطرة على مجلس النواب، ستكون بمثابة كيان داعم ومساند للسيسي".

اقرأ أيضاً البرلمان المصري: أجندة تشريعية "فارغة" للأحزاب والمستقلين

وحول إمكانية تأسيس حزب سياسي بناء على معطيات انتخابات المحليات والسيطرة على البرلمان بشكل كبير، تكشف المصادر، عن عدم الاستقرار على مسألة إطلاق حزب سياسي وسط اختلاف في وجهات النظر، وإن كانت هناك حاجة ماسّة لذلك في ضوء عدم وجود كتلة موحدة لدعم السيسي. وتوضح أن هناك اتجاهاً قوياً داخل "دعم مصر"، لتأسيس حزب حال السيطرة شبه التامة على المجالس المحلية في المحافظات، إضافة لكتلة الائتلاف داخل مجلس النواب، لكنّ الأمر مرهون بموافقة السيسي نفسه.

وتستطرد: "السيسي لا يرغب في تشكيل حزب داعم له حتى لا يكرر تجربة مبارك، وإن كانت بعض الأصوات المقربة منه تحاول إقناعه بضرورة تشكيل هذا الحزب، لدعمه في ظلّ تراجع شعبيته وسط الأحزاب القائمة بالفعل". وتقول المصادر ذاتها، إنه ثبت عدم إمكانية الاعتماد على الأحزاب التي تدور في فلك السيسي والنظام الحالي بشكل كامل لدعم الرئيس المصري، في ظل سيطرة رجال الأعمال عليها. وتضيف أنه على الرغم من تأييد أحزاب مثل "مستقبل وطن" و"حماة الوطن" وغيرهما من الأحزاب، فضلاً عن تأييد رجال الأعمال للسيسي، إلا أنه من الوارد توتر العلاقة بينهم وبين النظام الحالي في أي لحظة. وتعتبر أنه في حالة الاستقرار على تأسيس حزب جديد، فإن هذه الخطوة لن تكون في المستقبل القريب ولن يكون مرتبطاً بشكل مباشر بالسيسي، وإن كان سيدعم كل توجهاته.

وتلفت المصادر، إلى أنه مع تشكيل حزب سياسي، يمكن أن ينضم رجال أعمال له من الداعمين لأحزاب أخرى، ولكن هذه المرة سيكون الحزب الجديد يعبّر عن الدولة وبالتالي سيعمل رجال الأعمال من خلاله. ولم يعرض قانون الإدارة المحلية على مجلس النواب حتى الآن، إلا أن الاستعدادات لانتخابات المحليات، من قبل الأحزاب السياسية فضلاً عن ائتلاف "دعم مصر"، لهذه المعركة لم تتوقف. وبدأت الأحزاب المصرية بمجرد الانتهاء من انتخابات مجلس النواب الماضية، في مناقشة ملف انتخابات المحليات، في محاولة لتوسيع نفوذ تلك القوى في المجتمع. وتسعى الأحزاب إلى اختيار ممثليها في انتخابات المحلية، عقب إعداد برامج تأهيل سياسي واجتماعي واقتصادي وخدمي، لتلبية احتياجات المواطنين، وهو ما بدأت به أحزاب "مستقبل وطن" و"النور" و"الوفد".

من جهته، يقول الخبير السياسي، محمد عز، إن "مسألة تأسيس حزب سياسي داعم للسيسي أمر وارد، في ظل تراجع شعبيته في الشارع، في ضوء الأزمات المتلاحقة وبالأخص الاقتصادية، التي تؤثر على المعيشة".
ويضيف عز لـ"العربي الجديد"، أن "ائتلاف دعم مصر بمثابة حزب وظهير سياسي للسيسي، والجميع يعلم بأن الائتلاف والقائمة التي انبثق عنها تشكلت بتنسيق مع، وموافقة أجهزة أمنية في الدولة، وبالتالي فإن تأسيس حزب رسمي من عدمه لا يغيّر من الواقع شيئاً". ويتابع "أن الائتلاف البرلماني بمثابة حزب وطني جديد، خاصة مع التأكيدات حول خوضه انتخابات المحليات، ويعمل بنفس أسلوب الاستحواذ والسيطرة الذي كان يتبعه أنصار مبارك".

اقرأ أيضاً مصر: لائحة البرلمان بمخالفات دستورية
المساهمون