أردوغان يزور موسكو الشهر المقبل: تعزيز التعاون والملف السوري

03 فبراير 2017
مزيد من تعزيز التعاون بين أنقرة وموسكو (ياسين بلبل/الأناضول)
+ الخط -


أكد السفير التركي في العاصمة الروسية موسكو، حسين ديري أوز، اليوم الجمعة، أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ينوي زيارة موسكو خلال شهر مارسذار المقبل، فيما يبدو إصراراً تركياً على تعزيز التعاون مع القيادة الروسية.

ويأتي الإعلان عن الزيارة في الوقت الذي ترسل الإدارة الأميركية الجديدة إشارات متضاربة حول أهم المواضيع الخلافية مع أنقرة، خاصة ما يتصل باستمرارها بالتعاون مع حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الجناح السوري لـ"العمال الكردستاني"، في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وفي تصريحات لوكالة "إنترفاكس" الروسية، أشار السفير التركي إلى أنه من المنتظر أن تتم الزيارة في النصف الأول من الشهر المقبل، إذ سيلتقي أردوغان بنظيره الروسي، فلاديمير، بوتن، وسيكون اللقاء الرابع بين الرئيسين خلال الأشهر الستة الأخيرة. 


وأكد السفير التركي أن "هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز علاقات التعاون بين الجانبين، وإكمال تطبيع العلاقات" بعد الأزمة التركية الروسية التي اندلعت في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2015.

وبحسب السفير، فإن "موسكو وأنقرة ستعملان معا للتوصل إلى اتفاق سلام في ما يخص الأزمة السورية"، وذلك بينما يشرف مسؤولون أتراك في أنقرة على تكوين وفد المعارضة السورية الذي سيتوجه لمفاوضات جنيف التي من المقرر أن تعقد في 20 من الشهر الحالي.

وستكون زيارة أردوغان الثانية من نوعها بعد إعادة تطبيع العلاقات بين الجانبين، والأولى بعد حادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة، أندرية كارلوف، في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.

يأتي هذا بينما يبدو أن "العلاقات التركية مع الإدارة الأميركية لا تسير وفق التفاؤل الذي عبر عنه المسؤولون الأتراك قبيل تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهامه، إذ لم تجر أي اتصالات بين الجانبين بشكل رسمي، بينما قام الرئيس ترامب بإجراء اتصالات مع معظم حلفاء أميركا التقليديين، سواء في شرق آسيا أو أوروبا، أو في الشرق الأوسط".

وكانت الإدارة الأميركية قد سلمت أسلحة وعربات مصفحة، في نهاية الشهر الماضي، لـ"قوات سورية الديمقراطية" التي تشكّل قوات "الاتحاد الديمقراطي" عمودها الفقري، ليؤكد مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية، في وقت لاحق، بأن التسليم كان تنفيذا لأوامر إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، وليس الإدارة الجديدة.

وأشارت صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير لها نشر، أمس، إلى أن "الإدارة الجديدة" تعمل على وضع استراتيجية جديدة لمحاربة "داعش"، بعيدا عن استراتيجية الإدارة القديمة، بينما استمرت قوات التحالف بتوجيه ضربات لـ"داعش" في الرقة، اليوم، أدت إلى تدمير أربعة جسور وفصل شطري المدينة عن بعضهما وقطع المياه والكهرباء عنها، فيما بدا استمراراً للاستراتيجية القديمة لعزل المدينة، والتي تنوء قوات "الاتحاد الديمقراطي" بعبئها الأكبر حتى الآن على الأرض.