وهاجم رئيس مجلس خبراء القيادة، أحمد جنتي، سياسات حكومة روحاني، وخصوصاً في المجال الاقتصادي، متهماً الحكومة من دون تسميتها، بإهدار "18 مليار دولار العام الماضي من خلال تسليمها إلى السماسرة بسعر حكومي".
واتهم جنتي حكومة روحاني بمدّ اليد إلى الأوروبيين من خلال القول إنهم "اليوم يمدون أيديهم إلى فرنسا والأوروبيين وهم يضحكون على حكومتنا"، مضيفاً أن "العدو، من خلال ممارسته الضغط الأقصى، يسعى إلى فرض استسلام علينا، لكنّ بعض الجهلة والغافلين يفكرون في التفاوض والأعداء يريدون هذا". وأضاف أن "التفاوض من وجهة نظر الأميركيين، يعني أن نقبل بكل ما يطرحونه"، مشيراً إلى "أنهم يتقدمون خطوة بخطوة إلى الأمام في طرح مطالبهم، لتطاول الصواريخ وحضور إيران في المنطقة".
واتهم جنتي من وصفهم بـ"لصوص وأعداء إيران" بالسعي إلى "أن لا يكون هناك إنتاج في البلاد، ويعيش الناس في فقر ومحنة بغية تأليبهم وإضعاف النظام، وليتحول الناس إلى عنصر في خدمة أميركا"، مؤكداً أن "ازدهار الإنتاج يحول دون هذه الأمور". كما دعا الشعب الإيراني إلى عدم اليأس ومواصلة ما يطلبه من الحكومة، داعياً السلطات الإيرانية إلى "منع اليأس بين الناس"، مشدداً على أن وعود بريطانيا وفرنسا وألمانيا لإيران "كاذبة".
وأضاف المسؤول الإيراني: "لقد حققنا نجاحات جيدة في المقاومة"، لافتاً إلى أن "إسقاط الطائرة الأميركية المسيّرة، وتوقيف الناقلة البريطانية لم يكونا بالأمرين السهلين"، معتبراً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "في حالة تراجع، ولو كان يشعر بالقوة لردّ على إسقاط الطائرة، لكنه انسحب لأن المقاومة مثمرة دائماً".
وتأتي تصريحات جنتي في وقت حذر فيه بعض أبناء التيار المحافظ في إيران من احتمال حصول ما اعتبروه "اتفاقاً سيئاً" مع الأطراف الغربية، خلال زيارة روحاني إلى نيويورك.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي المحافظ مهدي محمدي، مساء الأحد، في تغريدة على "تويتر": "نحن على أعتاب اتفاق سيئ للغاية، إلا إذا كان السيد روحاني قد تعلّم شيئاً من تجربة الاتفاق النووي".
Twitter Post
|
وما زاد من تحذيرات المحافظين ومخاوفهم في إيران، هو ما اعتبرته وكالة "تسنيم" الإيرانية "أنباء غامضة ومختلفة، وأحياناً متناقضة، ترد من نيويورك"، في تقرير بعنوان "مخاطر اتفاق سيئ للغاية في نيويورك".
وفي هذا السياق، أشارت الوكالة إلى تغريدة لمستشار الرئيس الإيراني للشؤون الإعلامية، حسام الدين آشنا، والذي يرافقه خلال الزيارة، حيث قال فيها آشنا إن "رئيس الجمهورية على أعتاب إنجاز مهمة صعبة من جانب الشعب الإيراني، مهمة ربما أصعب من أي وقت مضى".
Twitter Post
|
كما أثارت تغريدة لكريستين أمانبور، المذيعة الشهيرة في قناة "سي إن إن" الأميركية، تكهنات وتوقعات بهذا الشأن، حيث قالت في تغريدتها على "تويتر" إن "وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، أبلغني اليوم أن الرئيس روحاني يرغب بأن يلتقي بالرئيس ترامب هذا الأسبوع في نيويورك، لكن بشرط أن يكون الرئيس الأميركي مستعداً للقيام بما هو ضروري". وأضافت أن ظريف طرح "إلغاء العقوبات مقابل قبول إيران بالرقابة الدائمة على منشآتها النووية".
Twitter Post
|
وفي تغريدة أخرى، قالت المذيعة الأميركية من أصول إيرانية، نقلاً عن ظريف: "غصن الزيتون على الطاولة دائماً، لكن نحن نظهره مرة أخرى".
Twitter Post
|
وفي الإطار، كتب الصحافي الإيراني الإصلاحي داوود حشتمي، في مقال، أن "تصريحات الأصوليين المقربين من مؤسسات خاصة تُظهر أن ثمة أخباراً هامة في نيويورك، أو كما يقول (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون ربما يحدث تطور بشأن إيران في نيويورك".
وقال الناشط الإصلاحي إن حديث ربيعي حول أن روحاني كان متردداً في الذهاب إلى نيويورك لكنه قرّر ذلك بعد إجرائه مشاورات بهذا الشأن، يُظهر أنه "في حال حصول أي اتفاق، فالقرار بشأنه لم يتخذ بشكل منفرد". ولفت إلى أنه "لا يتوقع حصول لقاء بين روحاني وترامب"، لكنه لم يستبعد أن يلتقي وزيري خارجية إيران وأميركا ضمن مجموعة 5 +1.
وتأتي هذه التحذيرات والتكهنات، فيما جدد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، صاحب كلمة الفصل في موضوع التفاوض مع الإدارة الأميركية، الثلاثاء الماضي، التأكيد أنّ بلاده "لن تجري أي تفاوض مع أميركا على أي مستوى"، معتبراً أنّ الهدف الأميركي من التفاوض "هو فرض مطالبها الوقحة وإظهار تأثير الضغوط القصوى على إيران، واستعراض نجاح هذه السياسة". وقال إنّ "طرح موضوع التفاوض مجدداً من قبل الأميركيين خدعة"، لافتاً إلى أنّ "هناك تناقضاً في التصريحات الأميركية بشأن التفاوض".
وربط خامنئي التفاوض مع الإدارة الأميركية بجملة شروط، قائلاً إنّه "إذا سحبت أميركا أقوالها، وعادت إلى الاتفاق النووي الذي نقضته، يمكنها المشاركة ضمن مجموعة 5+1 (المبرمة للاتفاق) والتفاوض"، مشدداً على أنّه "من دون ذلك لن يحدث أي تفاوض بين المسؤولين الإيرانيين والأميركيين، لا في نيويورك ولا في غيرها".
وعلى وقع التطورات الأخيرة في منطقة الخليج، حذر رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري، في تصريحات خلال إفادة له أمام المشرعين الإيرانيين في مجلس الشورى الإسلامي، نقلتها وكالة "تسنيم"، من مغبة أي هجوم على إيران، قائلاً: "أعلنا مراراً لأميركا والصهاينة بأننا سنواجه بكل حزم في مواجهة أي نية أو إرادة أو خطوة للاعتداء على البلاد".
وقال باقري: "سنتعامل مع أي اعتداء مثل سلوكنا تجاه الطائرة الأميركية المسيّرة والناقلة البريطانية التي انتهكت القوانين" في مضيق هرمز، والتي احتجزتها طهران في التاسع عشر من يوليو/تموز الماضي، قبل أن تطلق أمس الإثنين سراحها.
وأسقطت القوات المسلحة الإيرانية في العشرين من يونيو/حزيران الماضي، طائرة مسيّرة أميركية من طراز "غلوبال هوك"، قالت إنها اخترقت الأجواء الإيرانية، وهو ما نفته الإدارة الأميركية.
وشدد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية على أن "نتيجة أي عدوان على البلاد هي هزيمة المعتدين"، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن "الأعداء اليوم يئسوا من شن حرب عسكرية مباشرة". وتابع قائلاً إن "الأعداء يشنون إرهاباً اقتصادياً ضد الشعب الإيراني"، معتبراً أن تجاوز هذه المرحلة، يستدعي "تكاتف جميع السلطات والابتعاد عن الحزبية والاستقطاب السياسي وتبني الاقتصاد المقاوم والحركات الجهادية"، على حد تعبيره.
وأكد باقري أنه "لا نحمل أي عداء تجاه الدول الجارة"، متهماً السعودية والإمارات بأنهما "تتصدران الدول التي تتآمر علينا في المنطقة"، وقال إنهما "دولتان إسلاميتان ضلّتا الطريق".
ودعا المسؤول العسكري الإيراني الرياض وأبوظبي إلى "العودة إلى الإسلام والتقارب والتماشي مع إيران"، معتبراً أن ذلك "السبيل الوحيد لتشهد المنطقة الأمن والازدهار".
وفيما أشاد باقري بنفوذ إيران في المنطقة، واعتبر أنها تشهد اليوم "وضعاً مختلفاً بسبب الثورة الإسلامية في إيران"، لفت إلى أن "اليمنيين اليوم وصلوا إلى أسلحة تسقط الطائرات الاستراتيجية للأعداء، ويستهدفون من آلاف الكيلومترات منشآتهم النفطية". واعتبر ذلك من "بركات الدفاع المقدس"، في إشارة إلى السنوات الثماني للحرب الإيرانية العراقية، والتي تطلق إيران عليها هذه التسمية.
وفي السياق، أكد رئيس "الأركان الإيرانية" أن "دولاً مثل فرنسا وألمانيا، التي لا تفي بتعهداتها في الاتفاق النووي، وتصدر اليوم بيانات (ضد إيران)، كانت تقف مع (الرئيس العراقي الأسبق) صدام (الحسين)" إبان الحرب.
ويشير باقري إلى البيان الذي أصدرته فرنسا وبريطانيا وألمانيا، مساء أمس الإثنين، والذي حمّلت فيه طهران مسؤولية الهجمات الأخيرة على المنشآت النفطية السعودية.
معركة إعلامية
وفي تصريحات له، خلال افتتاح جلسة البرلمان الإيراني، اليوم الثلاثاء، علّق رئيسه علي لاريجاني على الاتهامات الأميركية والأوروبية لبلاده بالمسؤولية عن الهجمات على "أرامكو"، معتبراً إياها "إسقاطات وضجة إعلامية"، متهماً هذه الأطراف بالسعي إلى تحويل "الحرب على اليمن إلى معركة إعلامية ضد إيران".
وأضاف أن هذه الاتهامات تأتي على وقع "المأزق الذي تواجهه أميركا والسعودية في اليمن"، متهماً إياهما بـ"تغطية عجزهما، من خلال إثارة الخلافات والمواجهة النووية مع إيران".
وفي السياق، قال لاريجاني إن واشنطن "تتخيل، واهمة، بأنه من خلال إرسال المزيد من القوات إلى الخليج الفارسي بذريعة توفير الأمن، يمكنها التأثير على صمود الشعب الإيراني"، محذراً من أن هذه القوات "تتسبب في زعزعة الأمن وفي احتكاكات أمنية وتتحمل أميركا المسؤولية".
ورأى أن التحالف العسكري الأميركي لضمان أمن الخليج "سينال نفس مصير صفقة القرن المزيفة".