يعمّ الاستياء والسخط الشارع الفلسطيني مع تزايد الاحتقان والتوتر في العلاقة بين قطبي الانقسام، حركتي "فتح" و"حماس"، في الأيام الماضية. ويعبّر فلسطينيون في مدينة غزة عن غضبهم من الأحداث المتسارعة، التي يرون أنها تذهب باتجاه تكريس الانقسام بين الطرفين، بعد إجراءات متبادلة في كلٍ من قطاع غزة والضفة الغربية.
وفي رصدٍ لاستطلاع رأي الغزّيين، أجرته "العربي الجديد"، قال المواطن بسام زقوت: "إنهاء الانقسام مطلب الشعب كله، مطلبنا أن يتفق طرفا الانقسام لإنهاء معاناة الشعب، مصلحة الشعب في إنهائه وليس لمصلحة تنظيم أو شخص معين. نريد أن نكون يداً واحدة في وجه ممارسات الاحتلال بالضفة الغربية وحصاره على غزة".
أما عمر أبو ندى، فيرى أن حالة التوتر الحاصلة بين الحركتين أخيراً، تعزز الانقسام حيث فئة الشباب هي الأكثر ضرراً فيه، ويقول: "انسحاب السلطة من معبر رفح يذهب لتكريس الانقسام. بكفي ارحموا الشعب، إذا الاتفاقات والمواثيق مش قادرة توحدنا، ولا الشعب قادر يوحدنا، شو اللي بدو يوحدنا".
المواطن بلال المشهراوي قال غاضباً: "إلنا 12 سنة في حصار وانقسام، بكفي، توحدوا. حسبنا الله ونعم الوكيل، احنا بنموت ومش ملاقين بجيبتنا 10 شيكل (الدولار يعادل 3.75 شيكل)، يكفي توحدوا".
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أواخر شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حلّ المجلس التشريعي المعطل الذي تُهيمن عليه حركة "حماس"، لتزداد حالة التراشق الإعلامي بين الطرفين منذ ذلك الوقت، ما عزّز مخاوف الشارع من تبعات ذلك على مصير الأوضاع الفلسطينية.
وذهبت "حماس" للردّ بمنع "فتح" من إحياء ذكرى انطلاقتها في مدينة غزة، واشترطت للموافقة إلغاء الإجراءات العقابية المفروضة على القطاع، كما اعتقلت أجهزتها الأمنية عدداً من قياديي ونشطاء "فتح" وذهبت السلطة للرد بالمثل، بقيامها بحملة اعتقالات في الضفة الغربية.
وتأزّم الوضع الداخلي أكثر مع قطع السلطة الفلسطينية رواتب أسرى محررين وأسر شهداء وجرحى، إضافة إلى مقربين من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وعناصر من تيار القيادي المطرود من "فتح" محمد دحلان، في إطار الضغط على حركة "حماس" بغزة.
التوتر عاد مع قيام مجهولين باقتحام مقر إذاعة وتلفزيون فلسطين، التابع للسلطة الفلسطينية ظهر يوم الجمعة الماضي، بمدينة غزة، وقد أقدموا على تخريب وتدمير المقرّ، في اتهامات وجهتها "فتح" لحماس بتحملها مسؤولية هذا الاعتداء، فيما ردّت وزارة الداخلية بغزة بقولها إن مقتحمي المقرّ هم موظفون اقتطعت رواتبهم.
مخاوف أخرى أصابت الشارع الغزّي، مع قيام السلطة الفلسطينية بسحب موظفيها من معبر رفح البري مع مصر، عقب حالة الاحتقان الداخلي بين حركتي "حماس" و"فتح"، ما يُضيف حالة من القلق لدى أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون بالقطاع، ويعانون من حصارٍ إسرائيلي مشدد منذ 12 عاماً.