تونس: إضراب بفرنانة بعد أن أحرق شاب نفسه

08 سبتمبر 2016
أكثر من 1400 عاطل من العمل بفرنانة (تسنيم نصري/Getty)
+ الخط -

تعيش منطقة فرنانة، في محافظة جندوبة، شمال غربي تونس، على وقع الإضراب العام، حيث أغلقت جميع الإدارات الجهوية، من المعتمدية وحتى البلدية والمرافق العمومية، أبوابها، باستثناء المراكز الحيوية، كالمستشفى الجهوي، والصيدليات والمخابز، كما أغلق المحتجون الطريق على مستوى قنطرة واد غزال، بالحجارة والإطارات المطاطية المشتعلة لليوم الثاني على التوالي.

وتأتي حالة الاحتقان احتجاجاً على غياب التنمية، وتراخي المسؤولين في النهوض بالجهة، والإنصات إلى هموم الأهالي.

وتأججت الاحتجاجات في فرنانة مباشرة بعد إضرام شاب يدعى وسام، وهو صاحب مقهى، النار في جسده بسبب الشعور بالقهر والظلم، بحسب بعض المحتجين.

وقال وليد غزواني، أحد الشباب المحتجين، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع في الجهة هش للغاية، وإن الشباب بلغ درجة كبيرة من اليأس، وما زاد من غضبهم أن صديقهم وسام تعرض إلى مظلمة كبيرة"، بحسب تعبيره.

وأوضح أن "وسام احتج على البناء العشوائي في محيط المقهى الذي يعمل به، وعوض إنصافه من خلال العرائض والشكاوى التي قدمها إلى البلدية، إلا أن مسؤولاً ببلدية فرنانة، يشغل خطة كاتب عام، استفزه، وكان في كل مرة يرسل إليه أعوان التراتيب البلدية لينهالوا عليه بالمحاضر، الأمر الذي أجج غضبه فسكب البنزين على جسده".


وأضاف الشاب ذاته أنه برغم احتجاجهم وغلقهم للطريق، إلا أن المسؤولين لا يبالون بمطالبهم، ولم تبادر أي جهة للاتصال بهم، معتبراً أن العديد من المشاريع في الجهة معطلة، وأن أغلب الشباب يعانون من البطالة، مؤكداً أنه يوجد في فرنانة أكثر من 1400 عاطل من العمل من أصحاب الشهادات العلمية.

وأشار أيضاً إلى أن الشباب سيصعّدون من احتجاجاتهم، وأنهم لن يفكوا الاعتصام إلا بعد تسوية مطالبهم والإنصات إلى مشاغلهم.

بدوره، لفت الناشط بالمجتمع المدني، رابح الجوّادي، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ حادثة وسام "أججت الاحتقان الموجود في المنطقة، والذي يعود في حقيقة الأمر إلى عدة أسباب، منها غياب التنمية، وانتشار البطالة والمحاباة والرشوة في الجهة، وعدم تعامل المسؤولين الجهويين بجدية مع مشاغل السكان".

واعتبر أنّ "القانون في المنطقة يطبق على أشخاص، ويستثني آخرين، الأمر الذي أجج غضب بعض الأهالي والشباب، اذ إنهم يشعرون بغياب المساواة والعدالة"، مبيّناً أنه عوض محاولة تهدئة غضب المحتجين، قوبلوا بالتجاهل.


إلى ذلك، أكد الكاتب العام المساعد عن الاتحاد الجهوي للشغل، جلول بلالي، لـ"العربي الجديد"، أن الاتحاد لم يدع إلى الإضراب العام، ولا إلى الاحتجاج، مبيناً انه "لا علاقة للمنظمة بهذه الاحتجاجات التي اندلعت وأدت إلى قطع الطريق بين فرنانة وجندوبة".

وأضاف المتحدث أن "الاتحاد الجهوي لا يخشى الإعلان عن إضرابات ينظمها ويؤطرها، ولكن بخصوص أحداث فرنانة فلا وجود لأي بيانات أو بلاغات رسمية من الاتحاد، رغم أنها نتيجة للاحتقان الاجتماعي، وبعد حادثة حرق شاب من الجهة لنفسه".



من جهته، اعتبر كاتب عام بلدية فرنانة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن ما يروى عن تعمّده رفع مخالفات واستفزاز للشاب وسام "مجانب للحقيقة، لأن البناء الفوضوي ظاهرة وطنية"، مؤكداً أن "بعض الأطراف المأجورة استغلت محدودية مستوى صاحب المقهى، الذي هو من أصحاب السوابق العدلية وألّبته على الكاتب العام".

وأضاف أن "أطرافاً عدة تعمل في فرنانة على تأليب المحتجين على المسؤولين وخلق حالة فراغ في الجهة"، محذّراً من مخاطر الفوضى، زاعماً أنه كاد يكون ضحية لها، بعد أن حاول بعض المحتجين اقتحام مكتبه والاعتداء عليه بالعنف وقتله لولا يقظة الأمن، حسب ادّعائه.