أردوغان يصعّد ضد الاتحاد الأوروبي مع استمرار حملات الاستفتاء

16 مارس 2017
أردوغان واصل هجومه ضدّ زعيم حزب "الشعب الجمهوري"(علي أوزكان/الأناضول)
+ الخط -
تستمر مختلف الأطراف التركية بحملاتها، سواء المؤيدة أو المعارضة للتعديلات الدستورية، والتي ستيم طرحها على الشعب التركي في الاستفتاء المقرر في 16 إبريل/نيسان المقبل. وبينما واصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التصعيد ضد الاتحاد الأوروبي، ملوّحًا بتجميد اتفاق إعادة قبول اللاجئيين، إن لم ينفذ الأوروبيون تعهداتهم بإلغاء تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك، استمر زعيم حزب "الشعب الجمهوري" بمحاولاته لاستمالة المعارضين للتعديلات من أنصار حزب "الحركية القومية" (يميني قومي متطرف).

وفي كلمةٍ ألقاها خلال تجمع جماهيري بولاية سكاريا، قال أردوغان "لقد تعهّد أولئك بإلغاء تأشيرة الدخول، ولكنهم لم يلتزموا، والآن يتحدثون عن تطبيق اتفاقية إعادة قبول اللاجئين والمهاجرين، فلينسوا الأمر، إن كنتم لن تسمحوا لوزيرنا بدخول هولندا، وألغيتم إذن طائرة وزير خارجيتنا، ولم تسمحوا لنا بإجراء لقاءات في قنصليتنا التي تعتبر أراضي تابعة لنا (بموجب القانون الدولي)، ومن ثم تنتظرون منا ردًّا إيجابيًّا؟".



وفي ما بدا ردًّا على تصريحات رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، التي أكد خلالها أن من يتهم هولندا بالنازية مفصول عن الواقع، قال أردوغان "يشعرون بعدم الارتياح عندما أصفهم بالنازيين، معللين ذلك بالضربة التي تلقتها هولندا من النازيين، لقد قتلتم في مذبحة سربرينيتسا 8 آلاف و354 من إخوتنا المسلمين البوسنيين، كيف يمكننا التعبير عن هذه الحادثة، إننا لن ننسى ذلك، نعرف معدن هؤلاء". في إشارة إلى قيام الجنود الهولندين العاملين في بقعة حفظ السلام في يوغسلافيا السابقة، بتسليم أكثر من 8 آلاف بوسنيّاً ممن التجأوا لمعسكرهم، للقائد الصربي راتكو ميلاديتش، الذي أمر بقتلهم جميعاً.

ووجّه أردوغان انتقادات شديدة لقرار محكمة العدل الأوروبي، الذي ألزم الشركات الأوروبية بمنع موظفيها من ارتداء جميع الرموز الدينية، بما في ذلك الحجاب، قائلًا "يتحدثون عن حرية الاعتقاد والتدين، لقد بادروا إلى حرب صليبية ضد المسلمين، لا يمكن إيضاح ذلك بطريقة أخرى، أقولها بشكل واضح، إن أوروبا تتجه بشكل متسارع إلى الظروف التي رافقت الأيام التي سبقت الحرب العالمية الثانية".

وبينما شن أردوغان هجوما كبيرًا على زعيم حزب "الشعب الجمهوري"، كمال كلجدار أوغلو، المعارض للتعديلات الدستورية، اختار الأخير أن يستمر في العمل على استمالة أنصار "الحركة القومية" المعارضة للتعديلات، رغم قرار قيادة الحزب التي اختارت دعم التعديلات.

وخلال كلمة ألقاها في ولاية دينيلزي، قال كلجدار أوغلو: "أقول لإخوتي من القوميين، لا تقلقوا (على مصير البلاد)، إني أخوكم (الذي يحدثكم) رجل وطني وقومي"، منتقدًا اتهامات المعسكر المؤيد للتعديلات الدستورية ضد معارضيه بأنهم يقفون إلى جانب الأرهاب، في إشارة إلى كل من حزب "العمال الكردستاني"، و"حركة الخدمة"، المتهم الأول بإدارة المحاولة الانقلابية في منتصف يوليو/تموز الماضي، علمًا أن كلا الحزبين يعارضان التعديلات.