مرشحو حزب ماكرون يتنافسون لإزاحة هيدالغو من بلدية باريس

27 مارس 2019
يقدّم فيلاني نفسه مرشحاً "جامعاً" في باريس (دانييل بيار/Getty)
+ الخط -
بعد إعلان رئيس المجلس الوطني للرقمية في فرنسا منير محجوبي نيته الترشح لمنصب عمدة باريس، في الانتخابات البلدية المقبلة سنة 2020، وحرمان العمدة الاشتراكية آن هيدالغو من ولاية ثانية، جاء دور النائب عن حزب "الجمهورية إلى الأمام" سيدريك فيلاني، للتعبير عن رغبته في الترشّح للمنصب، مقدّماً نفسه مرشحاً "جامعاً" في العاصمة.

ويرى فيلاني؛ الباحث في الرياضيات، والحائز على جائزة "وسام فيلدز" المعادلة لجائزة "نوبل"، أنّه يمتلك "بروفايل" قابلاً للتأقلم مع السياسة. ولا يبدي أي قلق من استطلاعات الرأي التي تمنحه نسبة 20% من الأصوات، بالتساوي مع محجوبي، ولكن بنسبة أقل من الناطق باسم الحكومة بنجامين غريفو، الطامح، هو أيضاً، إلى منصب عمدة باريس، والذي يتصدر بنسبة 22%.

ويراهن فيلاني على عامل الزمن، فالاستحقاق الانتخابي لا يزال بعيداً، و"لا أحد، أصلاً، قبل سنتين، كان سيراهن على ولوجي إلى عالم السياسة"، كما يقول.

ويستحضر النائب عن "الجمهورية إلى الأمام"؛ حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عودة بعض الشعبية إلى العمدة الحالية آن هيدالغو، بعد أشهر من انهيارها، بسبب مآخذ عليها في مجال النظافة والمواصلات وغيرها.

ويرى أنّ حصيلة أدائها ليست جيدة، فباريس، من وجهة نظر إيكولوجية، في وضع متأخر، مقارنة مع عواصم أخرى، كما أنّ المساحات الخضراء لا تزال محدودة. ثم يعيب عليها سياستها التي تضع أصحاب السيارات في وضع تصادمي مع الإيكولوجيين.

ثم ينتقد إصرار العمدة على عدم التنسيق بين العاصمة باريس و"باريس الكبرى"، أي الضواحي التي تترأسها ناتالي بيكريس، من حزب "الجمهوريون" اليميني المعارض، ويَعد بأنّه سيكون، في حال نجاحه، عمدة "يعمل على تجميع القوى والإمكانات".

ويبدو أنّ فيلاني يمتلك حرية أكبر في الترويج لرغبته، ومقارَعة مرشحين آخرين لمنصب العمدة، من اليمين واليسار، وهو ما لا يمتلكه منافساه من "الجمهورية إلى الأمام"، فالوزير محجوبي، تعرّض لانتقادات حادة من طرف الحكومة وقصر الإيليزيه، أثناء إعلانه الترشح للمنصب، لأنّه لا يمكن أن يكون مرشحاً ووزيراً في الوقت عينه، وهو الوضع ذاته لغريفو.

وأمام هذه الحالة من التنافس على المنصب، والذي يلخصه فيلاني بالقول: "إنّ مستقبل أوروبا لا يمكن التفكير فيه من دون باريس"، فإنّ خيار حسم انتقاء المرشح يبقى بيد "اللجنة الوطنية للانتخابات"، وهو ما ستفعله بعد الانتخابات الأوروبية المقررة في 23 مايو/ أيار المقبل.

وبإمكان اللجنة، استناداً إلى موضوعيتها وشفافيتها، اختيار المرشح الأقدر على إحداث الاختراق المطلوب.

ويستعرض فيلاني أوراقه الرابحة، في هذا السباق، ومن بينها "الإرادة في الانخراط والتجربة وتغليب الحوار، أي العمل بعقلية جماعية".

ولا يقول المرشَّحَان الآخَرَان شيئاً يختلف جوهرياً عما يقوله فيلاني، ولكن حزب الرئيس ماكرون، سيأخذ بعين الاعتبار في اختياره المرَّشح الأقدر على خطف البلدية، وفي الوقت عينه، الأكثر انقياداً وطاعة للرئيس ماكرون، الحريص على مناقشة كل التفاصيل، كما فعل عند اختيار أسماء قائمة مرشحي حزبه إلى الانتخابات الأوروبية.

المساهمون