ونقلت صحيفة "خبر تورك"، أن جاووش أوغلو أبلغ الأحزاب بعزم الحكومة إرسال القوات العسكرية، مبيناً أن سبب الاستعجال هو الحملة العسكرية لقوات حفتر الأخيرة على العاصمة طرابلس، حيث ستعمل القوات التركية لتوفير التوازن بين قوات الحكومة الشرعية في طرابلس وقوات حفتر، موضحاً أن وقف إطلاق النار لا يمكن أن يتم سوى بهذه الطريقة، فالقوة العسكرية التركية التي ستُرسل هي قوة رادعة في حجمها.
وأوضحت الصحيفة أن من الأسئلة التي تم طرحها على جاووش أوغلو ما تعلق بحجم هذه القوات، ليرد بأنها بحجم ما يمنع قوات حفتر من الهجوم، حيث أن المذكرة الواردة من رئاسة الجمهورية لا تحدد عدداً معيناً من القوات، وتترك الصلاحية في حجم هذه القوة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
كما تلقى جاووش أوغلو سؤالاً عن الخطة حيال تعرض الجنود لإصابات في ليبيا، مجيباً أن تركيا سترد وفق مصالحها بالمثل بشكل فوري، مضيفاً أن "هذا الاستهداف قد يؤدي إلى مواجهة دولية كبيرة فإن تواجد القوات التركية سيساهم في وقف إطلاق النار في ليبيا"، قبل أن يؤكد مجدداً أن القوات التركية حجماً ودوراً ستكون بما يكفي لوقف هجمات قوات حفتر.
وحول سؤال يتعلق بعدم تواصل تركيا مع حفتر، أجاب جاووش أوغلو، "نحن وجهنا دعوة له ولكنه لم يقبل".
وأوردت الصحيفة مآخذ المعارضة على التدخل العسكري بالقول "هناك صعوبة في توفير الدعم اللوجستي للقوات العسكرية في ليبيا لأن وضعها مختلف عن سورية والعراق القريبتين، بل تقع ليبيا على مسافة ألفي كيلومتر، فبدون إسناد جوي ستكون القوات في خطر، ولكن كيف يمكن أن يكون للقوات الجوية دور في ليبيا، حتى الآن غير معلوم".
وختمت الصحيفة بالقول إن "المعارضة تهدف لتأليب الرأي العام التركي من أجل الضغط على الحكومة لمنع إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، لأن البرلمان بجميع الأحوال قادر على تمرير المذكرة".
وتناولت صحيفة "حرييت" أيضاً اللقاءات التي جرت أمس، حيث أفادت أن المعارضة التركية لم تقتنع بما حمله جاووش أوغلو لها أمس، موضحة أن هدف الزيارة لم يكن تمرير المذكرة من البرلمان بقدر ما هو أبعد من ذلك، بل كان لها 3 أهداف تريد إيصالها للمعارضة، وهي رغبة تركيا بإعادة التوازن في البحر المتوسط ضد القوى المعادية لأنقرة، ولتكون تركيا صاحبة كلمة في ثروات المتوسط من النفط والغاز يجب أن تكون متواجدة في ليبيا، والهدف الثالث هو الحفاظ على حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج المعترف بها أممياً لاستمرار الاتفاقيات مع ليبيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن المعارضة لها موقف موحد وهو الخشية من الغوص بالمستنقع الليبي كما حصل في سورية، وألا تكون تركيا طرفاً في النزاع في ليبيا، وبدلاً من ذلك تطالب أن تكون تركيا وسيطاً بين السراج وحفتر، عبر حملة دبلوماسية، لتخلص إلى أن المعارضة لم تقتنع بعدُ بالمسوغات الحكومية.