الرئيس الإيراني: أمامنا أيام صعبة ولن نستسلم

18 مايو 2019
روحاني: 3 أو 4 دول تدعم مواقف أميركا (Getty)
+ الخط -
أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، مساء اليوم السبت، أن بلاده أمامها "أيام صعبة، لكننا متفائلون بالمستقبل"، ثم أضاف: "لن نستسلم أمام غطرسة العدو أبدا".

وقال روحاني في اجتماع مع الفنانين والمثقفين الإيرانيين، بحسب موقع الرئاسة الإيرانية: "نحن أهل المنطق والتفاوض لكن ادعاء الطرف الذي يقول إنه سيجرنا إلى طاولة التفاوض عبثية وواهية، فلن نقبل هذا التفاوض حتى لو تحالفت جميع قوى العالم ضدنا".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد أعلن في تغريدة، الخميس الماضي، أنه "واثق من أن إيران سترغب في التفاوض قريبا" مع الولايات المتحدة.

وأوضح روحاني أن "الشعب الإيراني صاحب المنطق وأهل التفاوض، وهو أثبت قدرته على ذلك"، لافتا إلى أن "العالم جميعا اعترف بعد الاتفاق النووي إن إيران لديها من القوة ما مكنّها من التفاوض مع ست قوى عالمية وتوصل معها إلى اتفاق".


كما اعتبر أن بلاده نجحت في "إلغاء سبعة قرارات أممية على يد الأمم المتحدة ومجلس الأمن في يوم واحد"، في إشارة إلى القرار رقم 2231 الصادر من مجلس الأمن الدولي إكمالا للاتفاق النووي، والذي ألغى تلك القرارات الأممية السبعة، مضيفا "نحن أهل المنطق والتفاوض والحوار ولا نخاف من أحد، لكننا لن نستسلم أبدا أمام الغطرسة".

ورأى روحاني أنه "لا توجد دولة في العالم تدعم مواقف أميركا سوى 3 أو 4 دول، فضلا عن الكيان الصهيوني"، مشيرا إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي برئاسة ترامب خلال أيلول/سبتمبر الماضي، وقال إن "14 عضوا في المجلس خالفوا ترامب ودعموا إيران، الأمر الذي ليس له مثيل في تاريخ الأمم المتحدة".

وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، الذي تعود له كلمة الفصل في موضوع التفاوض مع واشنطن، قد أعلن في خطاب له مساء الثلاثاء الماضي، رفض بلاده إجراء أي تفاوض مع الإدارة الأميركية الحالية مع استبعاده وقوع حرب معها، والتأكيد على أن "الخيار الحتمي" لإيران في هذه الظروف هو "المقاومة في وجه أميركا التي ستتراجع في هذه المواجهة"، بحسب قوله.

وعن احتمالات تفاوض بلاده مع الإدارة الأميركية، قال المرشد الإيراني إن "بعضهم في الداخل يتساءلون ما العيب في التفاوض؟"، ليرد قائلاً إن "التفاوض سُمّ وما دامت أميركا هي كما الآن، فالتفاوض مع الإدارة الأميركية الراهنة أكبر من سمّ".

وأضاف أن "التفاوض يعني المقايضة والصفقة، لكن ما تريده أميركا هو التفاوض على نقاط قوتنا: حول أسلحتنا الدفاعية وصواريخنا ومداها"، موضحاً أنهم "يقولون لنا خفضوا مدى صواريخكم، فإذا ضربناكم لن تصل هذه الصواريخ إلى مواقعنا".

وأكد أنه "لا يوجد إيراني عاقل يساوم على نقاط قوته"، لافتاً إلى أن الأميركيين "يدعوننا إلى التفاوض حول عمقنا الاستراتيجي في المنطقة لكي نخسر هذا العمق".

وفيما تراجعت، خلال اليومين الأخيرين، نذر وقوع مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة، بعد تأكيدات الطرفين أنهما لا يرغبان فيها، واصلت طهران نبرتها العالية، محذرة من خوض معركة شاملة مع أميركا على المستوى الاستخباري، ومن أنّ الحرب ضدها مجرد "وهم".

وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، اليوم السبت، إنّ بلاده تخوض معركة شاملة مع الولايات المتحدة الأميركية، وإنّها "ستلحق الهزيمة بها".

وأوضح سلامي، في تصريحات نقلتها وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، أنّ طهران تخوض معركة شاملة مع أميركا، على المستوى الاستخباري، تشمل مجالات "الحرب النفسية والحرب الإلكترونية والتحرّكات العسكرية والدبلوماسية عامة، وبث الرعب والخوف".

وأعلن سلامي، خلال حفل تعريف بالرئيس الجديد لاستخبارات الحرس ونائبه، تعيين رجل الدين حسين طائب، رئيساً لجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، والعميد حسن محقق نائباً له.

وأضاف أنّ الحرب الاستخبارية "باتت حقيقة جادة" في الصراع بين طهران وواشنطن، معتبراً أنّ بلاده "قادرة على إلحاق الهزيمة بالعدو فيها"، وأنّ السياسات الأميركية "لم تصنع لها القوة بل أنتجت العداوة".

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم السبت، من مطار العاصمة الصينية بكين، في ختام جولته الآسيوية التي شملت تركمانستان والهند واليابان والصين، إنّه "على يقين من أنّ حرباً لن تندلع"، مرجعاً قناعته هذه إلى عدم رغبة بلاده في الحرب، مضيفاً "لا أحد في المنطقة يتوهم ليشنّ حرباً على إيران".

ولفت إلى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب "أعلن حديثاً وبشكل رسمي أنّه لا يريد الحرب، لكن مقربين منه يدفعونه إلى حرب لإظهار قوة أميركا أمام إيران".

ورأى ظريف أنّ "ما كان يُعرف بسياسة أميركا أولاً، اُستبدلت بسياسة إسرائيل أولاً، أو حكام رجعيين في المنطقة أولاً"، مضيفاً أنّ هذه الأطراف التي لم يسمّها "تتجه لتسيطر على الإدارة الأميركية بالقدرة المالية والإعلام".

ووصف ظريف نتائج جولته بـ"الجيدة جداً"، مشيراً إلى "حوارات مفيدة للغاية مع الشركاء المهمين لإيران"، كاشفاً أنّ السلطات الهندية وعدت بأن تعيد النظر في قرارها القاضي بعدم شراء النفط الإيراني، بعد تشكيل الحكومة الهندية الجديدة.

كما أكد أنّه أجرى لقاءات "جادة ونافعة" مع نظيره الياباني تارو كونو، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، موضحاً أنّه قدّم شرحاً مفصّلاً لمواقف بلاده، تجاه الوضع الراهن والحلول الممكنة.