الأتراك غير متفائلين بـ"جنيف4"... في انتظار "العودة الأميركية"

24 فبراير 2017
دخول مفاوضات جنيف يومها الثاني (العربي الجديد)
+ الخط -

لم تصل المحادثات والمشاورات الجارية لليوم الثاني في مدينة جنيف بين مختلف الأطراف، بما في ذلك ممثلي الدول الداعمة لكل من النظام والمعارضة السورية، إلى أي نتائج، سواء في ما يخص المشكلة التي أثارها المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، حول تشكيلة الوفد المعارض، أم أجندات المفاوضات وطريقة جلوس الوفود، وهو الأمر الذي سيجري بحثه خلال لقاءات دي ميستورا مع كل من المعارضة السورية ووفد النظام اليوم.

وأكد سفير الائتلاف السوري في باريس، منذر ماخوس، لـ"العربي الجديد"، أن وفد المعارضة المفاوض ما زال مصرا على رأيه في ما يتعلق بوفد موحد للمعارضة، مشيرا إلى أنه "لا مشكلة في انضمام ممثلين عن كل من منصتي موسكو والقاهرة إلى المفاوضات". 


وفي سياق الأجواء المحيطة بمشاورات جنيف، يبدو أن تركيا غير متفائلة بحصول أي اختراق نوعي خلال هذه الجولة من المفاوضات، رغم تأكيد أنقرة حرصها على إعطاء زخم للعملية التفاوضية، في انتظار رد واشنطن على العرض التركي في ما يخص السيطرة على كل من مدينتي منبج والرقة.


وأكدت مصادر معارضة لـ"العربي الجديد"، أن اجتماعات أمس، التي عقدتها مجموعة الاتصال الخاصة بسورية في مكان إقامة الوفد المعارض (فندق كراون بلازا)، لم تشهد غياب الممثل السعودي، كما حضرها عن الجانب التركي مساعد مستشار الخارجية التركية، سادات أونال، الذي غادر جنيف عائدا إلى أنقرة يوم أمس. 

وعلم "العربي الجديد"، من مصدر تركي مطلع، أن "الأتراك غير متفائلين على الإطلاق بإمكانية حصول أي اختراق في مفاوضات جنيف 4"، وأن حضورهم ومساهمتهم في الأمر جاء من باب "توجيه رسالة طمأنة إلى الجانب الأوروبي، وبالذات للفرنسيين والألمان، بأن مباحثات أستانة لا تعني استبعادهم من الأزمة السورية. وكذلك كانت محاولة لإعطاء زخم للعملية التفاوضية، لحين رد الأميركيين على العرض التركي في ما يخص السيطرة على كل من مدينة منبج، الخاضعة لسيطرة قوات الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني)، ومدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".

إلى ذلك، تباينت الآراء بين الساسة السوريين المعارضين المتواجدين في المؤتمر، بين متفائل ومتشائم من إمكانة تحقيق أي اختراق، حيث أكد المنسق العام لهيئة التنسيق، حسن عبد العظيم، لـ"العربي الجديد"، أن "الظروف الدولية والإقليمية بدت ناضجة تماما للتوصل إلى اتفاق في سورية، وبالذات بعد التحول الذي شهدته الدبلوماسية التركية أخيرا بتحسين علاقاتها مع موسكو".

وعن التقارب الحاصل بين "هيئة التنسيق" و"الائتلاف السوري"، نفى عبد العظيم أن يكون هذا نابعا من تغيير موقف هيئة التنسيق السورية، بل أكد أنه "كان نتيجة لوجود تغيير في موقف الائتلاف السوري، ووصوله لنتيجة أن لا حل إلا سياسياً".