لم يستحوذ اللقاء الأخير حول السلام في الشرق الأوسط خلال ولاية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وقبل وصول الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي عقد في باريس أمس الأحد، على اهتمام بارز في الإعلام الفرنسي. القنوات الإخبارية منهمكة في تغطية مختلف مناظرات مرشحي اليسار للانتخابات التمهيدية التي ينظمها الحزب الاشتراكي لاختيار مرشحه للرئاسة، في حين لم تفرد غالبية الصحف مساحة واسعة لمؤتمر باريس، باستثناء ما قدمته ثلاث صحف، هي "لاكروا"، و"لوموند"، و"لوجورنال دو ديمانش"، من تعليقات.
يلخّص محرر الشؤون الدولية في صحيفة "لوجورنال دو ديمانش"، فرانسوا كليمونصو، رهانات مؤتمر باريس من أجل السلام في الشرق الأوسط، الذي عقد أمس الأحد، بتساؤل في افتتاحيته: "لماذا تحاول فرنسا المستحيل في مواجهة إسرائيل"؟ ويستطرد متسائلاً: "لماذا محاولة إنعاش هذه المحاولة لإحضار الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات بعد انتخاب دونالد ترامب (رئيساً للولايات المتحدة)"؟ ويربط الصحافي الفرنسي بين عدم جدوى مؤتمر باريس وبين الوعد الذي أطلقه ترامب "باستمرار تضامنه مع (رئيس الحكومة الإسرائيلية) بنيامين نتنياهو". ويذكّر الكاتب بأن ترامب "عيّن سفيراً له في إسرائيل، وهو من أنصار الاستيطان، كما أن الرئيس الأميركي الجديد بذل كل جهوده من أجل إجهاض التصويت على قرار مجلس الأمن رقم 2334، الذي يدين الاستيطان في الضفة الغربية"، بحسب كليمونصو.
وإذا كان مؤتمر باريس الذي شهد حضور أكثر من 70 بلداً، يراهن على حلّ الدولتين، "كيف يمكن بالتالي تشجيع حل الدولتين من دون دعم حكومة ترامب، على الرغم من أن (...) نتنياهو كان وافق عليها سنة 2009 في خطابه الشهير في جامعة بار إيلان"؟ بحسب الكاتب نفسه.
وعلى الرغم من "الطابع الاستعجالي" لإيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما يقول وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت، والذي ينفي أي رغبة فرنسية في فرض السلام على إسرائيل، حين يقول: "لا يتعلق الأمر بفرض السلام، ولكن إعادة التأكيد على أنه لا يوجد حل آخر في الأفق سوى التفاوض حول مبدأ الدولتين"، إلا أن لقاء باريس، يبقى، في نظر كليمونصو، نوعاً من "حفاظ فرنسا على ماء الوجه" في مواجهة نتنياهو "الذي رفض قبول دعوة (...) هولاند للقدوم إلى باريس"، علماً بأن الدعوة الفرنسية لم تكن لفرض ضغوط عليه، بل لإطلاعه على نتائج القمة.
ويستعرض الصحافي الفرنسي المواقف الإسرائيلية الرافضة لمثل هذه اللقاءات، من بينها تصريح لرئيس الحكومة الإسرائيلي نفسه، والذي تحدث عن "خدعة" مشروع يرمي إلى "إضعاف إسرائيل". وصرح مسؤول إسرائيلي آخر، للصحيفة الفرنسية، كما يذكر كليمونصو، بأنه "إذا كانت الأمم المتحدة تأمل، حقيقة، في تقدم السلام، فعليها أن تركّز على الرفض الفلسطيني لإسرائيل وعلى الدعم الفلسطيني للإرهاب".
اقــرأ أيضاً
وما يزيد من صعوبة إقدام الطرف الإسرائيلي على أي تنازل تجاه الفلسطينيين، كما يقول المحلل دافيد خالفا، لصحيفة "لوجورنال دو ديمانش"، هو أن "نتنياهو لا يستطيع الحركة، لأن هامش المناورة لديه تَقلَّص في تحالفه الحكومي، إذ يظل اليمين المؤيد للتوسع والاستيطان قوياً جداً، بدون إغفال فتح التحقيق القضائي حول قضية فساد"، بحسب ما ورد في الصحيفة.
يبقى أن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، كما يكتب كليمونصو، خرج "قوياً"، بعدما تم الاعتراف بفلسطين كعضو مراقب في منظمة الأمم المتحدة، وكعضو كامل العضوية في منظمة اليونسكو. كما أن القرار الأممي رقم 2334، الذي تمَّ إقراره، وهو سابقة، بفضل امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، "يمنح لموقف عباس شرعية القانون الدولي في مواجهة الاحتلال"، على الرغم من أن القائد الفلسطيني، كما يشير المحلل، دافيد خالفا، هو "زعيم عجوز ويتعرض لانتقادات داخلية بسبب انحرافاته الاستبدادية".
ويخلص كليمونصو إلى أن لقاء باريس ليس له سوى هدف واحد، يتمثل في "دق ناقوس الخطر"، أي "خطر اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، إذا ما صبّت سياسات دونالد ترامب الزيت على النار"، وفق تعبير الكاتب الفرنسي.
أما صحيفة لوموند، فقد كرّست افتتاحيتها ليوم 14 يناير/كانون الثاني 2016 للقاء باريس، باعتباره "يسمح لنا بألا نتخلى عن حل الدولتين". ورأت الافتتاحية أن "فرنسا على حق في مواصلة الكفاح لتسهيل حلّ للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ويجب توجيه التحية لمبادرات هولاند في هذا الاتجاه وأيضاً التحية لمثابرة وزير خارجيته"، بحسب الصحيفة. واعترفت الافتتاحية أن "لقاء باريس لن يجلب السلام، في الأشهر المقبلة، ولن يُطلِق، عبر معجزة، حواراً إسرائيلياً فلسطينياً واعداً"، لكنها تضيف أنه "لا يجب التخلي عن حلّ الدولتين، على الرغم من أن هذا الحلّ يصبح، يوماً بعد آخر، بعيد الاحتمال"، وفق ما ورد فيها.
بدورها كرّست صحيفة "لاكرْوا" الفرنسية حيزاً كبيراً لموضوع مؤتمر باريس، وأفردت صفحتين للحدث، على مدى خمسة أيام، تحت عنوان عريض: "أي سلام من أجل الشرق الأوسط"؟ وفي إطار ملف حول "إسرائيل-فلسطين، حدودٌ من أجل الدولتين"، يدعو الصحافي السويسري، مِتين أرديتي، إلى "حلّ لدولة واحدة"، مقدماً الكونفدرالية السويسرية كمثال لذلك. ونشرت الصحيفة تحقيقات حول موضوع "إغاثة اللاجئين الفلسطينيين" وحول وضع مدينة القدس، وعن "الاستيطان، باعتباره عقبة أمام السلام"، وفق الصحيفة.
اقــرأ أيضاً
يلخّص محرر الشؤون الدولية في صحيفة "لوجورنال دو ديمانش"، فرانسوا كليمونصو، رهانات مؤتمر باريس من أجل السلام في الشرق الأوسط، الذي عقد أمس الأحد، بتساؤل في افتتاحيته: "لماذا تحاول فرنسا المستحيل في مواجهة إسرائيل"؟ ويستطرد متسائلاً: "لماذا محاولة إنعاش هذه المحاولة لإحضار الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات بعد انتخاب دونالد ترامب (رئيساً للولايات المتحدة)"؟ ويربط الصحافي الفرنسي بين عدم جدوى مؤتمر باريس وبين الوعد الذي أطلقه ترامب "باستمرار تضامنه مع (رئيس الحكومة الإسرائيلية) بنيامين نتنياهو". ويذكّر الكاتب بأن ترامب "عيّن سفيراً له في إسرائيل، وهو من أنصار الاستيطان، كما أن الرئيس الأميركي الجديد بذل كل جهوده من أجل إجهاض التصويت على قرار مجلس الأمن رقم 2334، الذي يدين الاستيطان في الضفة الغربية"، بحسب كليمونصو.
وعلى الرغم من "الطابع الاستعجالي" لإيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما يقول وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت، والذي ينفي أي رغبة فرنسية في فرض السلام على إسرائيل، حين يقول: "لا يتعلق الأمر بفرض السلام، ولكن إعادة التأكيد على أنه لا يوجد حل آخر في الأفق سوى التفاوض حول مبدأ الدولتين"، إلا أن لقاء باريس، يبقى، في نظر كليمونصو، نوعاً من "حفاظ فرنسا على ماء الوجه" في مواجهة نتنياهو "الذي رفض قبول دعوة (...) هولاند للقدوم إلى باريس"، علماً بأن الدعوة الفرنسية لم تكن لفرض ضغوط عليه، بل لإطلاعه على نتائج القمة.
ويستعرض الصحافي الفرنسي المواقف الإسرائيلية الرافضة لمثل هذه اللقاءات، من بينها تصريح لرئيس الحكومة الإسرائيلي نفسه، والذي تحدث عن "خدعة" مشروع يرمي إلى "إضعاف إسرائيل". وصرح مسؤول إسرائيلي آخر، للصحيفة الفرنسية، كما يذكر كليمونصو، بأنه "إذا كانت الأمم المتحدة تأمل، حقيقة، في تقدم السلام، فعليها أن تركّز على الرفض الفلسطيني لإسرائيل وعلى الدعم الفلسطيني للإرهاب".
وما يزيد من صعوبة إقدام الطرف الإسرائيلي على أي تنازل تجاه الفلسطينيين، كما يقول المحلل دافيد خالفا، لصحيفة "لوجورنال دو ديمانش"، هو أن "نتنياهو لا يستطيع الحركة، لأن هامش المناورة لديه تَقلَّص في تحالفه الحكومي، إذ يظل اليمين المؤيد للتوسع والاستيطان قوياً جداً، بدون إغفال فتح التحقيق القضائي حول قضية فساد"، بحسب ما ورد في الصحيفة.
يبقى أن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، كما يكتب كليمونصو، خرج "قوياً"، بعدما تم الاعتراف بفلسطين كعضو مراقب في منظمة الأمم المتحدة، وكعضو كامل العضوية في منظمة اليونسكو. كما أن القرار الأممي رقم 2334، الذي تمَّ إقراره، وهو سابقة، بفضل امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، "يمنح لموقف عباس شرعية القانون الدولي في مواجهة الاحتلال"، على الرغم من أن القائد الفلسطيني، كما يشير المحلل، دافيد خالفا، هو "زعيم عجوز ويتعرض لانتقادات داخلية بسبب انحرافاته الاستبدادية".
أما صحيفة لوموند، فقد كرّست افتتاحيتها ليوم 14 يناير/كانون الثاني 2016 للقاء باريس، باعتباره "يسمح لنا بألا نتخلى عن حل الدولتين". ورأت الافتتاحية أن "فرنسا على حق في مواصلة الكفاح لتسهيل حلّ للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ويجب توجيه التحية لمبادرات هولاند في هذا الاتجاه وأيضاً التحية لمثابرة وزير خارجيته"، بحسب الصحيفة. واعترفت الافتتاحية أن "لقاء باريس لن يجلب السلام، في الأشهر المقبلة، ولن يُطلِق، عبر معجزة، حواراً إسرائيلياً فلسطينياً واعداً"، لكنها تضيف أنه "لا يجب التخلي عن حلّ الدولتين، على الرغم من أن هذا الحلّ يصبح، يوماً بعد آخر، بعيد الاحتمال"، وفق ما ورد فيها.
بدورها كرّست صحيفة "لاكرْوا" الفرنسية حيزاً كبيراً لموضوع مؤتمر باريس، وأفردت صفحتين للحدث، على مدى خمسة أيام، تحت عنوان عريض: "أي سلام من أجل الشرق الأوسط"؟ وفي إطار ملف حول "إسرائيل-فلسطين، حدودٌ من أجل الدولتين"، يدعو الصحافي السويسري، مِتين أرديتي، إلى "حلّ لدولة واحدة"، مقدماً الكونفدرالية السويسرية كمثال لذلك. ونشرت الصحيفة تحقيقات حول موضوع "إغاثة اللاجئين الفلسطينيين" وحول وضع مدينة القدس، وعن "الاستيطان، باعتباره عقبة أمام السلام"، وفق الصحيفة.