روحاني يربط نجاح جهود فرنسا بوقف العقوبات الأميركية.. وماكرون متفائل

24 سبتمبر 2019
طهران تحاول فرض شروطها (ليدوفيش ماران/ فرانس برس)
+ الخط -

في وقت يتصدر فيه الملف الإيراني أجندة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وتشهد أروقة المقر الأممي حراكاً دبلوماسياً "كثيفاً" ولقاءات بين الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ونظرائه الأوروبيين لتخفيف التوتر في الخليج، ردت الخارجية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، في بيان شديد اللهجة على بيان ثلاثي مشترك لقادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا، صدر مساء أمس، لتعلن أنها "تندد بشدة وترفض المزاعم غير المسؤولة لقادة الدول الثلاث"، مع رفضها "القاطع" لأي تفاوض حول برنامج إيران الصاروخي.


وفيما ربط روحاني، في حوار مع وسائل إعلام أميركية من نيويورك، نجاح جهود الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في الحفاظ على الاتفاق النووي وتخفيف التوتر في المنطقة بإلغاء واشنطن العقوبات على طهران، أعرب ماكرون عن أمله إحراز "نجاحات خلال الساعات المقبلة".

وردت الخارجية الإيرانية بالتفصيل على النقاط الأساسية التي تضمنها البيان الأوروبي، وفيما يتصل بالاتهامات لإيران بالمسؤولية عن الهجمات الأخيرة على منشآت نفطية سعودية. واعتبرت أن "توجيه الاتهام بالمسؤولية لدولة ثالثة حول هجمات وقعت في سياق حرب شاملة بين الطرفين السعودي واليمني والأخير تبناها، يعتبر خطوة استفزازية وتدميرية بشدة".

وذكر البيان الإيراني أن هذه الاتهامات وجهت إلى طهران "قبل إجراء أي تحقيقات ودون عرض أي أدلة ووثائق"، معتبرا أن "هذه التصريحات والخطوات المدمرة ستؤدي إلى احتدام نيران الحرب اليمنية واتساع نطاقها".
وأوضحت الخارجية الإيرانية أن الاتهامات لإيران حول هجوم "أرامكو" "تمثل مسارا خطيرا ولها أهداف سياسية بعيدة عن الحقائق الميدانية، محملة "الدول الثلاث المصدرة للبيان مسؤولية تبعات هذا المسار على السلام والاستقرار الإقليميين".

على الصعيد نفسه، اعتبر القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، أن الاتهامات الأوروبية لإيران "تفتقد إلى أي وثيقة ومستندات"، واصفا إياها بـ"الواهية والكاذبة".
وأضاف أن "أوروبا أظهرت وجهها الحقيقي وألا فرق بينها وبين أميركا" في السياسات تجاه إيران، متهما كلاً من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بـ"الوقوف في الخطوط الأمامية في معاداة الشعب الإيراني".

إلى ذلك، انتقد روحاني البيان الأوروبي خلال لقائه مساء أمس الإثنين، مع ماكرون، مضيفا أنّ ما جاء فيه من اتهامات لإيران بالمسؤولية عن الهجمات الأخيرة على المنشآت النفطية السعودية، "لا أساس له".
وفي تصريحات أخرى له، في لقاء مع مديري وسائل إعلام أميركية، قال روحاني إن توجيه هذه الاتهامات لإيران يعود إلى "أنهم لا يريدون القبول بأن اليمنيين لديهم القدرة العسكرية على شن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة".

وقال إن هذه الهجمات كشفت "ضعف الرادارات والمعدات العسكرية الأميركية العملاقة"، مشيرا إلى أن "اليمنيين احتقروا أميركا وقاموا بتحذير مصدري الأسلحة إلى السعودية" من خلال الهجوم على "أرامكو".
وفيما يتعلق بما ورد في بيان الترويكا الأوروبية بشأن الاتفاق النووي، شددت الخارجية الإيرانية على أن دعوة الأوروبيين إلى "ضرورة التفاوض مجددا حول برنامج إيران النووي، والذي جاء بشكل أخطر وأكثر صراحة في تصريحات بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا، تمثل انتهاكا سافرا للاتفاق النووي نصا وروحا وللقرار الرقم 2231 للأمم المتحدة".

وأكدت أن إيران "لن تقبل بأكثر مما ينص عليه الاتفاق النووي"، معتبرة أنه يمثل "الحل النهائي للأزمة المصطنعة حول برنامج إيران النووي".
وحول برنامج إيران الصاروخي، والذي دعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيانها إلى التفاوض بشأنه، أعلنت الخارجية الإيرانية أن "إيران ترفض بشكل قاطع الدخول في أي مفاوضات في هذا المجال"، معتبرة أن "برنامج إيران الصاروخي والدفاعي بني على قدرات محلية على أساس سياسة الردع والتوازن في مواجهة التهديدات الراهنة".

وقالت إن "الاتفاق النووي والقرار 2231 لمجلس الأمن قد حلا موضوع الاختبارات الصاروخية الإيرانية"، مشيرة إلى أن "الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) قد صرّح في انتقاده للاتفاق بأن هذه الاختبارات مشروعة".
وفي السياق، أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف اليوم الثلاثاء، في تغريدة على "تويتر"، ردا على البيان الأوروبي، أنّه "لن يكون هناك أي اتفاق جديد قبل الالتزام بالاتفاق الحالي"، وذلك في إشارة إلى الاتفاق النووي، الذي تتهم إيران أوروبا بعدم تنفيذ تعهداتها تجاهه بعد الانسحاب الأميركي منه.

كذلك علّقت الخارجية الإيرانية، في بيانها، على دعوة الترويكا الأوروبية إيران إلى مفاوضات بشأن قضايا الأمن الإقليمي بالقول، إن طهران "أكدت مرارا ضرورة مشاركة دول المنطقة في حوار لإيجاد آليات بهدف الرقي بالسلام والأمن في المنطقة وإنهاء الحرب على اليمن".

نجاح مشروط لجهود ماكرون

في هذه الأثناء، أعلن روحاني أن "جهود الرئيس الفرنسي ستكون مثمرة حينما يلغي الرئيس ترامب العقوبات المفروضة على إيران".

وأضاف روحاني في حوار مع مسؤولي وسائل إعلام أميركية من نيويورك، أنه بعد رفع العقوبات "يمكن التفاوض مع أميركا ضمن مجموعة 1+5"، معتبراً استمرار هذه العقوبات "في إطار سياسة الضغوط القصوى بمثابة شروط أميركية مسبقة للتفاوض"، ليؤكد أنه "لأجل التفاوض ينبغي أن ترفع كافة الشروط المسبقة".

وتأتي هذه التصريحات، فيما أجرى روحاني لقاء مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومن المقرر أن يلتقي أيضاً اليوم مع رئيس وزراء بريطانيا.

وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن اللقاء بين روحاني وميركل، وهو الأول بينهما، تناول تعزيز العلاقات الثنائية والحفاظ على الاتفاق النووي وبحث طرق خفض التوترات في المنطقة.

وفيما يواصل ماكرون جهود الوساطة بين طهران وواشنطن، ولم يفلح بعد في جمع الرئيسين الإيراني والأميركي على طاولة واحدة، نقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية عن وسائل إعلام غربية، أن الرئيس الفرنسي أعرب عن أمله في "حصول نجاحات حول الملف النووي الإيراني خلال الساعات المقبلة".


وقال ماكرون لوسائل الإعلام من نيويورك، "ينبغي أن نجلس إلى الطاولة لإجراء مفاوضات صادقة وصريحة حول برامج إيران النووية والصاروخية البالستية وأنشطتها الإقليمية واتخاذ خطوة سريعة بشأن العقوبات". وأضاف "آمل أن نشهد نجاحات خلال الساعات المقبلة".