عمار الحكيم يزور القاهرة طلباً للدعم في "المصالحة"

19 ابريل 2017
عمار الحكيم يقود جهود اللحظات الأخيرة (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -

قبل أقل من شهرين على انتهاء ولايته في زعامة التحالف الوطني الحاكم في العراق، أجرى عمار الحكيم زيارة إلى مصر التقى خلالها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي. ومن المقرر أن تعقبها زيارات أخرى تشمل كلا من الجزائر والمغرب وتونس، بحسب ما أعلن مكتبه في وقت سابق من الأسبوع الجاري.


وأبلغ مسؤول عراقي "العربي الجديد" أن "زيارة الحكيم إلى القاهرة جرى الترتيب لها من خلال السفارة المصرية في بغداد، قبل أسابيع، ولا تحمل طابعا رسميا حكوميا"، مبينا أن الوفد المرافق له من التحالف الوطني والمجلس الإسلامي الأعلى وحزب الدعوة الذي يتزعمه نوري المالكي. كما أوضح أن الوفد لم يضم أي ممثلين عن التيار الصدري، الذي يقاطع نشاطات التحالف، منذ نحو عام، بسبب خلافات داخلية مع كتل وأحزاب سياسية عدة داخل التحالف.

وأكدت مصادر مقربة من التحالف الوطني لـ"العربي الجديد"، أن الهدف الأول للزيارة هو إقناع النظام المصري بالتدخل في وثيقة المصالحة الوطنية التي طرحها التحالف الوطني الحاكم قبل أشهر على القوى العراقية بهدف تصفير الأزمات.

ووفقا للمصادر ذاتها، فإن الحكيم سيطلب من النظام المصري الضغط على شخصيات وجهات عراقية معارضة موجودة في القاهرة للقبول بتلك الورقة، التي تواجه معارضة من أطراف عدة داخل وخارج العراق، بسبب احتوائها على بنود تصفها قوى عراقية بإملاءات وشروط لا ترتقي إلى أن تصبح وثيقة عهد وسلم وطني اجتماعي.

وكان الرئيس المصري قد استقبل الحكيم، أمس، بحضور وزير الخارجية، سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة، خالد فوزي. وعن الجانب العراقي حضر عدد من أعضاء مجلس النواب العراقي، بالإضافة إلى سفير العراق في القاهرة.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، إن السيسي أعرب عن ترحيبه بعمار الحكيم، مشيرًا إلى "العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين"، مؤكدًا "حرص مصر على الوقوف بجانب العراق ودعم وحدته وسيادته على كامل أراضيه، ومساندة كافة الجهود الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار في هذا البلد العربي الشقيق".

وبحسب بيان رئاسي، شدد السيسي على "أهمية تجاوز الخلافات بين مختلف الكتل السياسية، والحيلولة دون محاولات إشعال الفتنة والانقسام المذهبي والطائفي، مؤكدا ضرورة تكاتف جميع طوائف المجتمع العراقي لتحقيق مصالحة وطنية تسهم في تعزيز وحدة النسيج الوطني وقطع الطريق على محاولات بث الفرقة".

ونقل البيان أيضاً، أنّ الحكيم أعرب عن "شكره وتقديره لمواقف مصر الداعمة للعراق، مؤكداً محورية دورها، باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في العالم العربي، وداعمة لوحدة الصف والتضامن العربي".

كما تقدّم رئيس التحالف الوطني العراقي، بالتعازي، للرئيس المصري، في ضحايا تفجيري كنيسة مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية في الإسكندرية، مؤكداً "إدانة بلاده للأعمال الإرهابية التي تستهدف الأبرياء، وتسعى إلى محاولة قطع الطريق على جهود التنمية وإرساء دعائم الاستقرار".

وأشار الحكيم إلى الجهود الجارية حاليا لتحقيق مصالحة وطنية بين مختلف أطياف الشعب العراقي. واستعرض جهود القوات المسلحة العراقية في مواجهة تنظيم "داعش"، مؤكدا عزم بلاده على القضاء على الإرهاب واستعادة الاستقرار، بما يمكّن المواطنين العراقيين، سواء من النازحين أو اللاجئين من العودة إلى مُدنهم، ويفسح الطريق للمضي قدما في سبيل إعادة إعمار المناطق التي شهدت مواجهات عسكرية، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية" حسب بيان رئاسة الجمهورية.

كذلك، أشاد السيسي بـ"الانتصارات التي يحققها الجيش العراقي"، وأكد دعم مصر للجهود الرامية إلى تحقيق مصالحة وطنية حقيقية تعزز من جهود التنمية والاستقرار، فضلا عن مساندة الحكومة العراقية في جهودها للقضاء على التطرف والإرهاب.

ومن المتوقع أن يستقبل شيخ الأزهر الشريف، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ظهر اليوم الأربعاء، الحكيم، في مشيخة الأزهر.