غسان سلامة من تونس: التقيت السراج وحفتر ومتفائل بالوصول إلى حلّ قريباً

14 يونيو 2019
سلامة: 10 دول تبيع السلاح لليبيا (العربي الجديد)
+ الخط -


قال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، اليوم الجمعة، إنه التقى مؤخراً برئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج واللواء المتقاعد خليفة حفتر، معرباً عن تفاؤله بالتوصل إلى حل للأزمة قريباً.

ودعا سلامة للعودة إلى الحوار، وتغليب الحل السياسي، معتبراً أن مقاربة العملية السياسية يجب أن تأخد منحىً مختلفاً بعد معركة طرابلس.

والتقى وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، اليوم الجمعة، مع غسان سلامة، في العاصمة تونس حيث بحث الطرفان تطورات الملف الليبي والسبل الكفيلة بوقف الاقتتال وإعادة الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين.

وأكد الجهيناوي وسلامة، خلال مؤتمر صحافي عقداه اليوم في مقر وزارة الخارجية التونسية، أهمية استئناف الحوار السياسي ووضع حدٍّ للانقسام الحاصل، موضحين أنهما ينتظران أن يتم خلال الأيام القليلة المقبلة التوصل إلى حلول عملية لإنهاء الصراع في ليبيا.

وقال وزير الخارجية التونسي، إن اللقاء مع سلامة تضمن تبادل الأفكار والآراء للعمل على استئناف عملية السلام ووقف الاقتتال، مشيراً إلى أن أغلب الجهود بدأت تحرز تقدماً كبيراً.

وأشار إلى أن اللقاء مثّل مناسبة للتباحث حول الوضع الليبي، مبيناً أنه قدّم لغسان سلامة لمحة عن مخرجات اللقاء الثلاثي الذي جمعه مع وزيري خارجية مصر والجزائر، والذي ناقش استئناف الحوار والسلام في ليبيا وكيفية الاتصال بالجهات الدولية كمجلس الأمن والأمم المتحدة، لحثّها على حلحلة الأزمة.

وقال الوزير التونسي إن الوضع في ليبيا لا يزال متردياً، وإن هناك عملاً كبيراً يجب القيام به، منبهاً إلى أن الوضع على الساحة الدولية بدوره غير موحد ومنقسم، ويجعل التقدم صعباً بالنسبة إلى عدد من الملفات.


من جهته، شدد المبعوث الأممي على ضرورة إنهاء حالة العقم والمأزق العسكري في ليبيا، ما يستدعي، بحسب رأيه، التوصل إلى حل سياسي، مؤكداً أنه ناقش مع حكومة "الوفاق" ومع اللواء المتقاعد خليفة حفتر المسألة، طالباً منهما طرح مطالبهم والحلول.

كما شدد على أن الحل لن يكون إلا ليبياً، ما يستدعيهما لإطلاق المبادرات بدل الرصاص، على حدّ تعبيره.

وأعرب سلامة عن تفاؤله بالنسبة للأزمة، لافتاً إلى أن السبب الذي يقف وراء هذا التفاؤل يكمن في أن الطرفين "بدآ في التفكير في حلول لصالح الداخل الليبي، من المنتظر أن يتم خلال الأسابيع المقبلة الوصول إليها".

واعتبر المبعوث الأممي أن ما عرف عن تونس من رصانة ووسطية، سيجعل دورها في مجلس الأمن مهماً، في إطار استكمال ما قامت به الكويت سابقاً، معتبراً أن الوضع في مجلس الأمن يسوده الكثير من الانقسام، لكن على الدول الصغيرة أن تدفع للأفضل، مشدداً على أهمية الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية تونس ومصر والجزائر، لما لدول الجوار من مصالح حيوية تدفعها للبحث عن مخارج للأزمة الليبية، والوصول بهذا البلد إلى مرحلة الاستقرار.

ولفت سلامة إلى تراجع الأوضاع في ليبيا مؤخراً، رغم اللقاءات التي حصلت سابقاً بين الفرقاء لعودة الاستقرار، ملقياً باللوم على "التدخل العسكري الذي عقد الوضع".

واعتبر المبعوث الأممي أن أي عملية سياسية لا يمكن لها أن تتواصل بعد معركة طرابلس، وبعد التدخل العسكري الذي أودى بحياة 670 قتيلاً وأكثر من ثلاثة آلاف جريح و91 ألف نازح، كما كانت عليه في السابق، متحدثاً عن جهود البعثة الأممية لنقل الليبيين وتأمين دراسة الطلاب ووضعهم في أماكن أكثر أماناً. لكنه أشار إلى عدم كفاية هذه الإجراءات، لأن المطلوب هو "عودة الحوار السياسي، الكفيل بإخراج ليبيا من المأزق الذي تمر به".

وحول التدخل الخارجي في ليبيا، أكد سلامة أنه "موجود، وأن هناك نحو 10 دول تبيع السلاح لليبيا وتقدم مشورات عسكرية من خلال خبراء، إذاً فهناك مستويات من التدخل، معتبراً أنه لم يتم الوصول إلى المستوى الأخطر، وهو التدخل الميداني، وهو ما لا ترغب به أغلب الدول، لأنه على إثره، سيصبح من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأمور".