تشهد محافظة كركوك توتراً سياسياً وأمنياً ملحوظاً على خلفية الصراع السياسي الذي تشهده المحافظة، الواقعة على بعد 250 كيلومتراً شمال العاصمة العراقية بغداد، والذي ازدادت حدته بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في الثاني عشر من الشهر الماضي.
ودعا القيادي في "الاتحاد الوطني الكردستاني"، محمد عثمان، الرئيس العراقي فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، ووزير الدفاع عرفان الحيالي، والداخلية قاسم الأعرجي، إلى التدخل لوقف ما يتعرض له الأكراد في كركوك، مؤكدا خلال مؤتمر صحافي، أن المحافظة تتعرض لمخطط خطير وخبيث من قبل بعض الجهات والأطراف التي تريد تسيير كركوك وفقا لرغباتها السياسية.
وأشار إلى أن هذا الأمر يأتي ضمن عمليات التغيير الديمغرافي المخطط والممنهج، فضلاً عن الهجمات التي يتعرض لها السكان في عدد من مناطق كركوك، داعيا القوات العراقية إلى تحمل مسؤولياتها بتوفير الأمن في كركوك، وفي حال عجزت عن ذلك لا بد من الموافقة على عودة قوات البشمركة الكردية للمشاركة في إدارة الملف الأمني.
يشار إلى أن القوات الكردية التي تسيطر على كركوك منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 اضطرت للانسحاب بعد دخول القوات العراقية ومليشيا "الحشد الشعبي" إلى المحافظة في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وعلى الرغم من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية في كركوك الشهر الماضي، إلا أن الأحزاب العربية والتركمانية لم تعترف بهذه النتائج، وطالبت بإعادة العد والفرز يدويا.
ورحب المجلس العربي في كركوك، في بيان، اليوم الخميس، بقرار المحكمة الاتحادية الذي أيد إجراءات البرلمان التي اتخذها في وقت سابق بشأن الخروقات التي رافقت الانتخابات.
واعتبر المجلس هذا القرار انتصاراً لإرادة الجماهير في كركوك، واصفاً القرار بالجريء وبأنه سيعيد الحق المسلوب لأهله، بعد عمليات التزوير المعيبة التي جرت في انتخابات كركوك، بحسب البيان.
في الأثناء، تتواصل الخروقات الأمنية في محافظة كركوك، بحسب مصدر في شرطة المحافظة، قال لـ"العربي الجديد"، إن مسلحين نفذوا عملية سطو مسلح على منزل أحد التجار بمنطقة شوراو في كركوك وسرقوا مبالغ مالية كبيرة ومصوغات ذهبية تحت تهديد السلاح.
وبين أن قوات الشرطة عثرت، صباح الخميس، على جثة شاب اختطفه مسلحون مجهولون الليلة الماضية من منزله بقرية كونافلة ببلدة الرياض (جنوب غرب كركوك)، وأشار إلى أن المسلحين اقتحموا القرية المذكورة ليل الأربعاء – الخميس وأطلقوا النار بشكل عشوائي، واقتحموا عدد من المنازل، واقتادوا بعض الأشخاص إلى جهة مجهولة.