أولويات مباحثات بوتين وترامب: سورية وكوريا الشمالية

موسكو
AA57C697-9636-44B1-8EB4-8BAD8E26A738
رامي القليوبي
مراسل "العربي الجديد" في روسيا
10 نوفمبر 2017
7947AB75-98CF-426A-95A8-324F6DC41615
+ الخط -

تنطلق في مدينة دانانغ الفيتنامية، اليوم الجمعة، فعاليات قمة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) التي من المنتظر أن تشهد ثاني لقاء بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والأميركي، دونالد ترامب، وسط توقعات بأن تتصدر الأوضاع في سورية وكوريا الشمالية جدول أعمال اللقاء.

وأكد مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، عشية توجه بوتين إلى فيتنام أن اللقاء بين الرئيسين قد يتطرق إلى الوضع في سورية وشبه الجزيرة الكورية والعلاقات الثنائية المتأزمة. لكن وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، أعلن، أمس الخميس، أن القرار لم يتخذ بعد بشأن عقد محادثات رسمية بين ترامب وبوتين خلال القمة. وقال، في بكين، "لم يتم الاتفاق أبداً حول عقد لقاء ثنائي رسمي". وأضاف "نواصل محادثاتنا. المسألة تتعلق بمعرفة ما إذا كان هناك مادة كافية للتباحث بشأنها"، مشيراً خصوصاً إلى المحادثات الجارية حول سورية وأوكرانيا. وكان ترامب أشار بوضوح إلى اللقاء مع بوتين، خلال لقائه صحافيين على متن الطائرة الرئاسية الأحد الماضي. وقال "أعتقد أنه من المقرر أن ألتقي بوتين. نحن نريد الحصول على دعمه حول كوريا الشمالية".

واعتبر الخبير في العلاقات الدولية، فلاديمير فرولوف، أن موسكو تسعى لجعل التسوية السورية محور اللقاء، بحثاً عن الدعم الأميركي لمؤتمر الحوار السوري الذي تعتزم عقده في منتجع سوتشي على البحر الأسود. وقال فرولوف، لـ"العربي الجديد"، "تهدف المبادرة الروسية لعقد مؤتمر الحوار السوري إلى إضفاء الشرعية على نظام بشار الأسد في عيون المجتمع الدولي، مع إضافة بعض اللمسات ودمجه في الحكومة المستقبلية للوفاق الوطني المهيمن عليها من المعارضة الشكلية".

وأضاف "ترجع ضرورة إضفاء الشرعية الدولية، إلى جعل دمشق المتلقي الرئيسي للمساعدات الدولية لإعادة إعمار سورية بعد الحرب. هناك إجماع بين الدول الغربية والعربية المانحة على عدم تقديم الدعم لنظام الأسد، بل يجب أن يصبح آلية رئيسية لإبعاده عن السلطة بعد التوصل إلى تسوية سياسية. بالطبع، لا يندرج ذلك ضمن خطط الأسد، ولا تستطيع موسكو إجباره على التنحي عن السلطة". وأشار فرولوف إلى أن موسكو لم تعد تخاف على مصير الأسد لعدم توفر آليات لإبعاده لدى الولايات المتحدة، لكنها تتخوف من خطط واشنطن تعزيز حضورها العسكري شمال شرق وجنوب سورية بعد إلحاق هزيمة بتنظيم "داعش". وتابع "إذا قررت الولايات المتحدة الإبقاء على حضورها العسكري لدعم الأكراد من قوات سورية الديمقراطية وفصائل الجبهة الجنوبية، فسيحول ذلك دون تحقيق خطط دمشق إعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية، ما سيؤدي، على الأرجح، إلى تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ، وحصر النفوذ الروسي في اللاذقية وطرطوس". واعتبر أن "ذلك سيعني أيضاً استمرار تصاعد المواجهة الأميركية الإيرانية استكمالاً لقرار ترامب بدء إعادة النظر في الاتفاق النووي الإيراني"، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى أن زيارة بوتين إلى طهران، الأسبوع الماضي، بعثت بإشارة أن موسكو لن تشارك في إقامة منظومة إقليمية لردع طهران.

أوكرانيا مقابل كوريا الشمالية

إلى جانب سورية، من المنتظر أن يبحث الرئيسان الوضع في شبه الجزيرة الكورية. وبحسب نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، "ستكون قضية إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي، والوضع الراهن في هذه المنطقة بشكل عام، من القضايا الرئيسية للقاء". وفي مقال بعنوان "ترامب يعرض على بوتين أوكرانيا مقابل كوريا الشمالية"، اعتبر المحلل السياسي، رسلان أوستاشكو، أن تسوية الوضع حول كوريا الشمالية من دون شن حرب، تعتبر آخر فرصة لترامب لتحقيق انتصار في السياسة الخارجية بعد أن أغفل الفرصة في سورية. وأشار كاتب المقال، الذي نُشر في صحيفة "فزغلياد"، إلى أن ترامب "لا يمكنه خنق كوريا الشمالية من دون التعاون مع الصين وروسيا لعوامل جغرافية"، متوقعاً أنه "سيحاول الحصول على تنازلات في ملف كوريا الشمالية مقابل تقديم تنازلات ما في القضية الأوكرانية"، مثل ضمان وفاء كييف باتفاقات مينسك لتسوية الوضع في منطقة دونباس شرق البلاد. وذكّر المحلل السياسي الروسي بأن ترامب لم يعد بإمكانه إلغاء العقوبات المفروضة على روسيا، بعد تمريرها عبر الكونغرس وتثبيتها على مستوى القانون، ليبقى الوضع في أوكرانيا هو المجال الوحيد الذي يمكنه تقديم تنازلات فيه.

وكان بوتين وترامب عقدا أول لقاء بينهما على هامش قمة مجموعة الدول العشرين في هامبورغ الألمانية في يوليو/تموز الماضي، واستمر اللقاء لأكثر من ساعتين من دون أن يسفر عن انفراجة في العلاقات. وبعد مرور عام على انتخاب ترامب، لم تتحقق "الصفقة الكبرى" وآمال موسكو في اعترافه بضم شبه جزيرة القرم ورفع العقوبات المفروضة عليها بسبب الوضع في أوكرانيا، والتعاون في الملف السوري، بل تم توسيع رقعة العقوبات. ودخل البلدان في أزمة دبلوماسية تمثلت في طرد الدبلوماسيين ومصادرة أملاك دبلوماسية، فيما يعتبر أكبر موجة تصعيد منذ انتهاء "الحرب الباردة" قبل ربع قرن.


ذات صلة

الصورة
توزيع أضاحي الهلال الأحمر القطري (العربي الجديد)

مجتمع

نفذ الهلال الأحمر القطري مشروع الأضاحي لمساعدة النازحين في شمال سورية وتخفيف الأعباء الكبيرة التي يواجهونها بعد سنوات من تركهم ديارهم.
الصورة
بدأت الحراك في السويداء في آب الماضي، السويداء 1 سبتمبر 2023 (ليث الجبل/الأناضول)

سياسة

نظم ناشطو وناشطات مدينة شهبا في محافظة السويداء اليوم الثلاثاء مسائية احتجاجية بمناسبة مرور 300 يوم على انطلاقة الاحتجاجات الشعبية في المحافظة
الصورة
ترامب يقدم لميريام أديلسون وسام الحرية الرئاسي، واشنطن 16 نوفمبر 2018 (تشيريز ماي/Getty)

سياسة

تعهد دونالد ترامب لرجال أعمال مؤيدين لإسرائيل بـ"إرجاع الحركة المؤيدة للحقوق الفلسطينية" عشرات السنين إلى الوراء لإقناعهم بالتبرع لحملته الانتخابية.
الصورة

مجتمع

اتسعت حركة الاحتجاج بين طلاب جامعات أميركية ضد سياسة دعم الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة التي تنتهجها إدارة جو بايدن
المساهمون