سلوك شرطة الاحتلال الإسرائيلي في الأقصى يهدد بانفجار الأوضاع

29 يناير 2020
إجراءات الشرطة في القدس تنذر بتفجر الأوضاع (فايز أبورميله/الأناضول)
+ الخط -
حذر كاتب إسرائيلي من أن الأنشطة القمعية التي تنفذها شرطة الاحتلال ضد الفلسطينيين في الحرم القدسي تهدد بإشعال الضفة الغربية والقدس.

وفي مقال نشره موقع "سيحا مكوميت" اليساري، اليوم الأربعاء، قال أفيف تترسكي إنّ أوامر الإبعاد التي أصدرتها الشرطة، أخيراً، ضد عدد من رجال الدين والنشطاء الفلسطينيين على رأسهم مفتي القدس والديار الفلسطينية السابق وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، تدل على أنّ إسرائيل "تلعب بالنار" داخل الأقصى.

ولفت تترسكي إلى أنّ قيادة شرطة الاحتلال تعي تماماً أنّ الحفاظ على الهدوء في المسجد الأقصى يتم فقط عبر حوار مع الأوقاف الإسلامية، لكنها تتجنب ذلك وتقدم على الإجراءات القمعية، لأنها معنية باسترضاء جماعات "الهيكل" اليهودية المتطرفة، التي تنادي بتدمير الحرم وبناء الهيكل على أنقاضه.

وأوضح أنّ شرطة الاحتلال تخشى تدشين قنوات تنسيق مع الأوقاف لمنع انفجار الأوضاع الأمنية، خشية ردة فعل جماعات الهيكل، مشيراً إلى أن هذه الجماعات ترى أن التنسيق بين الجانبين "يساهم في بقاء الوضع القائم في الحرم وهو ما يتعارض مع مخططاتها".

ولفت إلى أنّ قيادة الشرطة، وفي ظل وجود وزير الأمن الداخلي الليكودي جلعاد أردان، تحرص على دعوة ممثلي جماعات الهيكل لحضور الاحتفالات التي تنظمها، إلى جانب أن قوات الشرطة التي توجد في الحرم، تعمل بتنسيق تام مع هذه الجماعات.

ولفت إلى أنّ أردان، وفي سعيه لاسترضاء جماعات الهيكل، قام بتعيين دورون يديد قائداً لشرطة الاحتلال في القدس، حيث إن يديد مشهور بجنوحه لاستخدام القوة والعنف في مواجهة الفلسطينيين، وقد عكست ذلك ممارسات الشرطة، أخيراً، في بلدة العيسوية.

وشدد على أنّ جماعات الهيكل تعبر عن ارتياحها في أعقاب كل جولة تصعيد بين الشرطة والمصلين، على أمل أن تسفر هذه المواجهات عن تغيير الواضع القائم لصالح اليهود.

وأشار إلى أن تجاهل وسائل الإعلام الإسرائيلية سلوك شرطة الاحتلال، وما يسفر عنه من توتر واحتكاك، يعد جزءاً من المشكلة، على اعتبار أنّ الاهتمام الإعلامي كان يمكن أن يساهم في التحذير من تداعيات انفجار الأوضاع قبل أن يحصل.

وأشار إلى أنّ ممارسات شرطة الاحتلال توفر دينامية للتصعيد، ولا سيما في ظل الإعلان عن "صفقة القرن"، التي تطرقت لمكانة القدس والأقصى.


ولفت إلى أنه عندما تحول الشرطة دون تمكن الشيخ صبري من أداء وظيفته كخطيب للمسجد الأقصى، فإنها تجعل إسرائيل في مواجهة مع مؤيديه الذين يرفضون تغييبه عن الحرم.

وأضاف أنّ "الشيخ عكرمة تصرف بذكاء عندما رفض الالتزام بأمر الإبعاد، ووصل إلى المسجد الأقصى على أكتاف الآلاف من مؤيديه وأدى خطبة الجمعة رغم أنف الشرطة"، لافتاً إلى أنّ "انتشار صور وفيديوهات توثق دخول الشيخ إلى الأقصى على مواقع التواصل الاجتماعي، دلت رجل الشارع الفلسطيني أنه بالإمكان تحدي شرطة الاحتلال وإحراجها، حيث تبين أن هذه الشرطة غير قادرة على فرض سيطرتها على الحرم".

وذكّر بأنّ "اضطرار إسرائيل للتراجع عن إجراءاتها ضد ضغط الجماهير الفلسطينية يتكرر"، مشيرا إلى أنه "سبق للحكومة الإسرائيلية أن تراجعت عن نصب البوابات الممغنطة على مداخل الأقصى، وسمحت بالصلاة في مصلى الرحمة داخل الحرم، بعد انفجار المواجهات مع الفلسطينيين".