أفادت مصادر مطلعة بأن العاهل المغربي الملك محمد السادس قد يشارك في القمة العربية الإسلامية الأميركية المقرر انعقادها بالعاصمة السعودية الرياض في 21 مايو/أيار الجاري، والتي سيحضرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وعُرف عن العاهل المغربي ابتعاده عن المشاركة في القمم العربية، حيث لم يشارك في أي منها منذ دورة 2005 التي انعقدت بالجزائر، كما اعتذر عن احتضان القمة العربية السابعة والعشرين التي كان مقرراً أن تنظم بالبلاد، قبل أن تعقد في موريتانيا في صيف 2016.
ولم يحضر الملك محمد السادس أيضاً القمة العربية التي احتضنتها مملكة الأردن، وهو ما أثار سجالاً سياسياً كبيراً بشأن حيثيات هذا الغياب، باعتبار أن العاهل الأردني الملك عبد الله كان قد زار الرباط والتقى الملك المغربي قبل أيام قليلة من القمة.
وكان وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير قد التقى نظيره المغربي ناصر بوريطة قبل يومين، ونقل دعوة رسمية من الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الملك محمد السادس للمشاركة في القمة العربية الإسلامية بالرياض.
ورد بوريطة على هذه الدعوة بالقول إن "الرباط تساند جميع المبادرات والتحركات للمملكة العربية السعودية"، في إشارة إلى دعم المغرب لتنظيم القمة المرتقبة، لكن قرار المشاركة يبقى بيد الملك المتواجد حالياً في عطلة خاصة بفرنسا.
ورجح الخبير في العلاقات الدولية الدكتور سعيد الصديقي حضور ملك المغرب إلى القمة العربية الإسلامية الأميركية، التي من المقرر أن تناقش عدداً من القضايا على رأسها محاربة الإرهاب في العالم.
وأوضح الصديقي أن العاهل المغربي قد يحضر القمة المذكورة، نظراً لأهميتها الكبيرة سواء مع حلفائه الخليجيين أو الجانب الأميركي، مضيفاً أنه "لا تمكن مقارنة هذه القمة بباقي المؤتمرات التي يغيب عنها عادة الملك مثل القمة العربية التي لا تتبعها مبادرات عملية.
وزاد المحلل بالقول إنه من العوامل التي ترجح حضور الملك في هذه القمة أنها ستشهد أول زيارة للرئيس الأميركي الحالي إلى الخارج، وكأنه بذلك يريد أن يوجه رسالة مفادها أن واشنطن لن تتخلى عن منطقة الخليج التي تحتل المرتبة الثانية من حيث الأهمية الجيوستراتيجية للولايات المتحدة الأميركية بعد القارة الأميركية وشرق آسيا.
واستطرد الصديقي بأنه من جانب آخر، فإن الدعم الخليجي الكبير الذي يحظى به المغرب فيما يخص قضية الصحراء، وأيضاً النمو المستمر للاستثمارات الخليجية في المغرب خلال السنوات القليلة الأخيرة، سيجعلان المغرب يستجيب لدعوة حضور هذه القمة.